حسن النابلسي
لا يزال التعاطي الحكومي مع الأزمات المعيشية بعيداً عن الواقع، فكأنه في وادٍ، والمواطن في وادٍ آخر.. وإذا ما استعرضنا غيضاً من فيض ما يكابده المواطن من أزمات على مدار الساعة، فسرعان ما يطفو إلى سطح المشهد العام : أولاً، الصيحات المتعالية من آلية توطين الخبز ، وما جرّته من تبعات جعلت من تأمين رغيف الخبز الشغل الشاغل لربّ الأسرة، لم تُسمع بعد، أو أنها سُمعت بالفعل، ولكن تمّ صمّ الآذان عنها !.
ثانياً.. الواقع المتردي للكهرباء الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ولا حلول جذرية ولا حتى إسعافية، لا في الأفق القريب ولا حتى في البعيد!.
ثالثاً.. الغاز المنزلي بات حُلماً صعب المنال، ولم تعد أسطوانة “نقص التوريدات” التي تعزفها وزارة النفط تُطربنا، نظراً لتوافره في السوق السوداء بأسعار مضاعفة!.
رابعاً.. المخصّصات الأسبوعية من البنزين أضحت في تراجع، ما ينبئ بفشل حكومي لجهة تأمين الحدّ الأدنى من حوامل الطاقة!.
خامساً.. المنحى البياني للأسعار في صعود، ونظيره للقوة الشرائية في هبوط، ولا محاولات جادة لتوافق هذين المنحنيين!.
نكتفي بهذا القدر من العرض.. لنخلص إلى نتيجة مفادها أن معالجة هذه الملفات وغيرها لم يعد يراوح في المكان، بل بدأت تشهد تراجعاً ملحوظاً.
وإذا ما اعتبرنا جدلاً أن سبب هذه النتيجة يعود إلى أن الحكومة وصلت بمعالجتها إلى طريق مسدود، فحكماً هناك خلل ما.. يعزى بالأساس إلى من يضع العصي بالعجلات، وهم كثر، ولاسيما أصحاب المصالح الضيّقة ممن يحولون دون الاستعانة بمن هو أهل من أصحاب المبادرات الاستثنائية، سواء ذوي الخبرات المهمشين بالأروقة الحكومية، أو المنكبين على أبحاث علمية لم تجد طريقها إلى من يتنبناها، وذلك نظراً لما يعتري بعض أصحاب المناصب من هواجس المزاحمة على “الكرسي..”!.
هل يعقل خلو جُعب السوريين من الأفكار، وهم من أثبتوا جدارتهم في أصقاع المعمورة..؟ نشك بذلك.. فبلادنا لا تزال زاخرة بالاستثنائيين وما علينا إلا البحث عنهم والأخذ بيدهم.
(سيرياهوم نيوز-البعث8-9-2021)