تعد رياضة التنس من الألعاب الرياضية التي تحظى بشعبية هائلة بين الجماهير في مختلف أنحاء العالم، وذلك يتجلى بوضوح في مدرجات بطولات الجراند سلام الكبرى وغيرها من بطولات التنس الاحترافية، حيث تمتلئ ملاعب الكرة الصفراء عن آخرها بعشاق اللعبة ونجومها.
ويختلف لاعبو التنس، واللاعبات أيضا، في طريقة اللعب والأداء داخل الملعب، وكذلك الطريقة التي يعيشون بها أجواء المباريات، ولكن أبرز صفة تجمع قطاعًا كبيرًا من لاعبي ولاعبات التنس، هي “الصراخ” أثناء المباريات، وتحديدًا في لحظة ضرب الكرة بالمضرب.
ونجد الصراخ في مباريات التنس للسيدات، أكثر قليلا منه في مباريات الرجال، ولكن ما هو سبب هذا الصراخ عمومًا؟ وما هو مدلوله الفني أو العلمي؟
لا يوجد موضوع أكثر إثارة للجدل في التنس، أو في جميع الرياضات الاحترافية، من صوت الصراخ، ويُقال أحيانًا إن جيمي كونورز هو “الأب الروحي للصراخ في التنس”، وأنه اخترعه في سبعينيات القرن الماضي، ومع كل جيل من اللاعبين منذ ذلك الحين، لم يُصبح هذا الموضوع أقل إثارة للانقسام.
ولا يُساعد الصراخ اللاعبين على الفوز في أي مسابقات، وعلى الجانب الآخر، غالبًا ما يكتم المشجعون صوت أجهزة التلفزيون حتى لا يُفسد الضجيج استمتاعهم بالمباراة.
كما أنه ليس من غير المعتاد أن يشتكي اللاعبون للحكام من الصوت القادم من الطرف الآخر من الملعب، لماذا يصرخ لاعبو التنس إذًا؟
1- قوة أكبر
أثبت العلماء وجود صلة واضحة بين الصراخ والقوة، حيث أظهرت الدراسات أن من يُصدرون بعض الضوضاء يُصيبون ضرباتهم الأرضية أسرع بنسبة 3.8% من الذين يلتزمون الصمت.
وتزداد فوائد الصراخ عند الإرسال، حيث يُرسل اللاعبون الذين يُصدرون الصراخ أسرع بنسبة 4.9% من اللاعبين الهادئين.
ويبدو أن بذل جهد بدني أكبر يكون أسهل عند إصدار صوت عالٍ أثناء الإرسال، حيث تشير هذه الأرقام إلى أنه بدلاً من طرح السؤال: “لماذا يصرخ لاعبو التنس؟”، يُمكنك سؤال الصامتين: “لماذا لا يفعلون ذلك؟”.
2- تشتيت انتباه الخصم
قد يسبب ذلك جنون خصمك، الذي قد يفقد تركيزه.
3- إبطاء رد فعل الخصم
قد لا تُدرك ذلك، ولكنك تستخدم الصوت لقياس مدى قوة ضرب خصمك للكرة، وكذلك اتجاه الضربة.
إذا كان اللاعبون يُصدرون أنينًا عاليًا، ولا تسمع صوت الكرة على المضرب، فإن ذلك يؤثر على قدرتك على تقييم الضربة.
وأظهرت الدراسات أنه عندما يُصدر خصومهم أنينًا، يكون لاعبو التنس أسوأ بنسبة تتراوح بين 3-4% في تقييم اتجاه الكرة وسرعتها.
وأشارت إحدى الدراسات إلى أن اللاعبين يستغرقون 30 مللي ثانية أطول للرد.
قد لا يبدو هذا كثيرًا، ولكن خلال هذا الوقت تكون الكرة قد قطعت حوالي نصف متر في الهواء.
4- التخلص من التوتر وتعزيز الثقة
من أندريه أغاسي إلى مونيكا سيليش إلى ماريا شارابوفا، تعلم بعض أشهر لاعبي الصراخ في تاريخ التنس هذه اللعبة في أكاديمية نيك بوليتييري في فلوريدا. ومن المثير للاهتمام أن بوليتييري يقول إن الصراخ يسمح “بتفريغ نفسي وفسيولوجي للتوتر”.
ويشير علماء النفس إلى أن الصراخ يساعد اللاعب على الشعور بمزيد من الثقة بنفسه في الملعب، مما يسمح له بتقديم أداء تنس أفضل.
شكوى من الضوضاء
هناك بعض اللاعبين واللاعبات اعترضوا على صراخ زملاء الملعب في المباريات، ومن أجل ذلك تحركت رابطة محترفات التنس في 2012 وأعلنت أنها ستتخذ بعض الإجراءات للحد من هذه الظاهرة، ولكن الأمور لم تصل حتى اليوم إلى قانون يمنع الصراخ أثناء اللعب.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات_راي اليوم