syriahomenews أخبار سورية الوطن
باسل علي الخطيب
نأتي إلى السؤال الأهم في ما خص كل ما طرحناه في الجزأين السابقين من هذا المقال…..
أين هو دور الجيولوجيا؟….
اين هو دورها كعلم و كمؤسسات؟….
هنا نصل هنا إلى الثغرة الأكبر، أنه لا توجد نقابة للجيولوجيين في سورية، علماً أن عددهم يبلغ الآلاف، و المنتسبين منهم للجمعية الجيولوجية السورية يقارب الثلاثة آلاف….
أين تكمن أهمية وجود نقابة للجيولوجيين؟….
وجود هكذا نقابة بعد تعريف مهنة الجيولوجي و المهندس الجيولوجي و تحديد الأعمال المسؤولة عنها النقابة، يجعل كل الأعمال الإنشائية و مشاريع إنشاء منشآت البنى التحتية( طرقات، جسور، سدود، معامل، تمديدات…..) خاضعة لإشراف و موافقة هذه النقابة، عمل هذه النقابة سيختص بموقع الأساسات التي ستقام عليها هذه المنشآت، و هذا عمل لن يستطيع القيام به أو الإحاطة به من كل الجوانب إلا الجيولوجي و المهندس الجيولوجي، و لا يستطيع أي مختص منتسب إلى أي نقابة أخرى الإحاطة بالجوانب الجيولوجية و الجيومورفولوجية و الجيوديناميكية و الهيدروجيولوجية و الهيدرولوجية، و الدراسات الجيوفيزيائية للتشكيلات الصخرية و التوضعات الترابية التي ستقام عليها هذه المنشآت…..
عدا عن ذلك هذه النقابة ستكون المرجع أو الجهة التي سيتم التعامل معها و يجب الاستماع إليها، في كل ما خص الجيولوجيا، نحن نتحدث هنا عن الزلازل على سبيل المثال و عن المغاور أيضاً….
عدم وجود هكذا نقابة أفسح المجال أثناء محنة الزلزال على سبيل المثال للكثيرين ممن هم ليسوا من أهل الاختصاص أن يدلوا بدلوهم ( علمياً) في ما خص الزلزال من النواحي الجيولوجية البحتة، تحدث عن موضوع الزلازل مختصو الفلك و الطقس و المهندسون غير المختصين…..
هذا عدا كم الإشاعات الكبير من المنجمين و البصارات و البراجات و كل من ليس له شأن أو دراية في ذلك، و هذا الأمر تكرر في ما خص مأساة مغارة الدلبة، و إن كان بشكل أقل….
تأسيس نقابة للجيولوجيين يحصر كل ما له علاقة بالجيولوجيا في هذه الجهة، مما يقلل بشكل كبير من حجم الكوارث و الأخطاء و الإشاعات، ويقلل عدد المتفزلكين والمضللين و المتكسبين ايضاً…
هذا كان الشق الأول من الإجابة على السؤال أعلاه، نأتي إلى الشق الثاني من الإجابة….
لماذا لا يؤخذ رأي المؤسسة العامة الجيولوجيا أو يتم إشراكها في كل تلك المشاريع التي تحدثنا عنها أعلاه، و التي جزء من أعمال تلك المشاريع هو من اختصاص هذه المؤسسة حصرياً و صلب أساس تأسيسها؟……
سبق و كتبت ثلاث مقالات على صفحتي عن طريق عام طرطوس الدريكيش، و عن حجم المخاطر الجيوديناميكية على جزء الطريق من قرية بسماقة إلى قرية مرسحين، هذه المخاطر التي تتجلى في احتمال حصول انهيارات خطيرة جداً على الجانب الشمالي من الطريق، مع احتمال وجود مخاطر أخرى على الجانب الجنوبي تتلخص في انزلاقات محتملة للطريق….
هل استمع لنا احد؟…
هل أخذ براينا احد؟…
هل سألنا احد؟…
لماذا لم تكن المؤسسة العامة للجيولوجيا شريكاً أو مستشاراً على الأقل في إنجاز الطريق و في إيجاد الحلول للوضع الخطير الراهن؟؟….
تذكرون ما حصل على طريق سبة – عين بشريتي، لماذا لم يتم استشارة المؤسسة العامة للجيولوجيا في ذلك؟؟..
الانخفاس الذي حصل عند ما يسمى ممشى الطلائع في مدينة طرطوس قبل فترة، هل تم استشارة المؤسسة فيه؟….
عدا عن ذلك كتبت عدة مقالات عن هذين الموضوعين، هل تم الأخذ براينا أو استشارتنا أو سؤالنا؟؟….
قبل أن يبدأ البحث في مغارة عين الدلبة عن الشاب المرحوم قيس لماذا لم تطلب السلطات المحلية أو الدفاع المدني مساعدة المؤسسة العامة للجيولوجيا أو اقسام الجيولوجيا و الجغرافية في الجامعات لإرسال مختصين في جيومورفولوجيا المغارات للمساعدة في عمليات البحث؟؟..
و قس على ذلك الكثير…
تنفذ المؤسسة العامة للجيولوجيا مشروعاً بحثياً علمياً يسمى مشروع البحث الجيوبيئي منذ تسعينات القرن الماضي، المشروع يختص بإجراء الدراسات الجيوهندسية للصخور و الترب و الدراسات المائية و التلوث في الجمهورية العربية السورية، بمعدل رقعة جيولوجية كل عام…
أترأس هذا المشروع منذ عام 2006، قمنا حتى تاريخه بتنفيذ تلك الدراسات أعلاه للرقع الجيولوجية التالية ( حلبا الحميدية – طرطوس – صافيتا – بانياس – القدموس – جبلة – القرداحة – الحفة_ اللاذقية – الحصن – تل كلخ – حمص – جنوب دمشق – شمال دمشق – مصياف)، و حالياً ننجز هذه الدراسات في رقعة جنوب الغاب….
لدينا كم هائل من المعلومات و الاستنتاجات و الدراسات في ما خص كل هذه المناطق و التي يمكن أن تستفيد منها الكثير من الجهات العامة و الخاصة في ما هو صالح للبلاد و العباد..نعم، حان الوقت لإنشاء نقابة للجيولوجيين، أضف إلى ذلك على الجهات المعنية أن تشرك المؤسسة العامة للجيولوجيا في الأعمال و المشاريع التي هي من صلب تخصص هذه المؤسسة….
من حل لغز اختفاء المرحوم قيس كان خبيراً جيولوجياً، و عندما يتحدث العلم أو المختصون في أي أمر على الجميع أن يصمتوا و ينصتوا…..
انتهى
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)
