آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » مؤتمر الصناعات الإبداعية يوصي بوضع استراتيجية وطنية لدعم الصناعات الإبداعية

مؤتمر الصناعات الإبداعية يوصي بوضع استراتيجية وطنية لدعم الصناعات الإبداعية

ركزت توصيات ختام مؤتمر الصناعات الإبداعية الذي أطلقته وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي والجامعة الافتراضية السورية، على أهمية إطلاق برنامج وطني في وزارة الثقافة بالتعاون مع كل الجهات المعنية، لدعم وتعزيز الصناعات الإبداعية والإشراف على خطواته التنفيذية، ووضع استراتيجية وطنية لتنشيط وتفعيل هذه الصناعات.

وأشارت التوصيات إلى ضرورة العمل على توطين مفهوم الصناعات السورية الإبداعية وفق الواقع السوري وزيادة الأنشطة والفعاليات واللقاءات وورشات العمل للتعريف بالمنتج أو المنتجات الإبداعية، والتأكيد على ضرورة التكامل بين الجهات المولدة للمعرفة والمستثمرة لها، وتعميق ثقافة التكامل والعمل الجماعي والإبداعي، وإحداث صناديق دعم واستثمار خاصة بهذه الصناعات، وتأمين حاضنات جديدة للحرف الإبداعية بمختلف القطاعات تستوعب المبدعين وتقديم الدعم الفني لهم، والعمل على تطوير البيئة التشريعية الداعمة للصناعات الإبداعية، مؤكدة على أهمية بناء القدرات والربط بين المؤسسات التعليمية وسوق العمل ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، والتأكيد على ضرورة وجود حالة إعلامية مبدعة لترويج المنتج الإبداعي.

وخلصت التوصيات إلى ضرورة الربط بين الصناعات الإبداعية والأسواق المستهلكة لها في جميع القطاعات، من خلال إيجاد مسارات جديدة للإنتاج والتوزيع واستهلاك للسلع والخدمات الإبداعية والترويج والتسويق لها بالطرق التقليدية وعبر الوسائط التقنية الحديثة داخلياً وخارجياً، والعمل على تحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد قائم على المعرفة يساعد في نشوء صناعات إبداعية بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة، وإيجاد آليات ومقاييس عالمية لقياس وتقييم جودة المنتج الإبداعي.

وخلال الجلسة الأولى من ثاني أيام المؤتمر والتي أدارها الناقد سعد القاسم تحت عنوان (الصناعات الإبداعية في سورية) أكد معاون وزير الإعلام أحمد ضوا أن العمل الإعلامي بحد ذاته عمل إبداعي بكل مفاصله، حيث ينحصر دور المؤسسات الإعلامية في الصناعات الإبداعية باتجاهين الأول يتعلق بإنتاج المحتوى الإعلامي ومواكبة التطور في عالم الإعلام والاتصال وتنويع المواد والرسائل الإعلامية، إضافة إلى ضرورة تأمين البيئة الصحيحة وأساليب التفكير الإبداعي للجهد الجماعي داخل المؤسسات الإعلامية وتأمين التجهيزات الفنية والتقنية والمعرفة العلمية للكوادر المبدعة في العمل الإعلامي، فيما يتمثل الاتجاه الثاني بضرورة الترويج للإبداع وتلقي أعمال المبدعين ووضع مناهج إعلامية تنتج محتوى إبداعياً وصناعة أدوات تسهم في إيصال ونقل هذا المحتوى إلى أوسع الشرائح المستهدفة.

رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم الحافظ تحدث عن الخدمات التي تؤديها دور النشر في الصناعة الإبداعية من خلال تطوير صناعة النشر والتوافق بين الناشرين والجهات الحكومية، مؤكدا أن استمرارية هذه الصناعات تتطلب رؤية وطنية وثقافية متكاملة، فيما استعرض عماد جلول مدير عام مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة عمل المديرية وضرورة تطوير أدائها والمنافسة مع الشركات الخاصة في مجال إنتاج الدراما بما يناسب هاجس الفنان من سرعة الانتشار والوصول، لافتاً إلى أن وزارة الثقافة أطلقت مشروعي دعم مسرح الشباب وسينما الشباب الذي أضاء على مخرجين شباب متميزين.

ودعا قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية المايسترو ميساك باغبودريان إلى ضرورة وضع خطة تأهيلية للمبدعين في سورية ووجود بيئة تحتضن المؤلف السوري وتؤمن له دخلاً وتدعم شخصيته، مؤكداً أهمية التقييم والنقد الموضوعي لأي منتج موسيقي بهدف المساعدة في تحسين وتطوير المستوى بشكل مستمر.

وفي محور (الركائز الوطنية للصناعات الإبداعية في سورية) تحدث الدكتور خليل عجمي رئيس الجامعة الافتراضية السورية عن الصناعة الإبداعية (الجيل الرابع من الصناعة) وتحديات المنظومة الفكرية، مؤكداً أن الاقتصاد القائم على المعرفة والاقتصاد الإبداعي يشكل أساساً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية ونقص الموارد.

وأشار المستشار القانوني لوزارة الثقافة المحامي بشير عز الدين إلى البيئة التشريعية الوطنية للصناعات الإبداعية ومفهومها، وبين أن هذه الصناعات تمثل ذلك النمط من النشاط الاقتصادي الذي يقوم على استغلال الأصول الإبداعية التي يمكن أن تولد النمو الاقتصادي وتقود إلى التنمية الاقتصادية سواء في التراث أو الفنون أو وسائل الإعلام أو الإبداعات الوظيفية.

واستعرض الدكتور باسل يونس من كلية الهندسة بجامعة القلمون سبل تعزيز دور الصناعات النسيجية السورية كصناعة إبداعية محلية، مبيناً أهمية تشجيع الابتكار في الأزياء وتعزيز دورها كصناعات إبداعية محلية والبحث عن المبدعين المتميزين ورعايتهم ودعمهم وتوثيق تجاربهم وخبراتهم ومحاربة السلع المقلدة وتوفير معلومات حول حقوق الملكية الفكرية ومتابعة تطوير المهارات ومواجهة النقص في المواد الأولية الخاصة بصناعة المنسوجات والملابس والجلود والتركيز على المنسوجات الصديقة للبيئة.

وتناولت الجلسة الختامية التي أدارتها الباحثة ريم إبراهيم من برنامج التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية (أهمية التراث السوري في الصناعات الإبداعية)، حيث أوضح الدكتور قصي عجيب أستاذ في جامعة دمشق وعضو مجلس إدارة في مكتبة الأسد أهمية التراث في صناعة المعرفة والاستفادة من الصناعات الإبداعية، متخذا من المكنز الإلكتروني للتراث اللامادي نموذجاً في استرجاع مصادر هذا التراث باعتباره أداة استرجاع للمعلومات يصعب على الأفراد القيام به دون دعم وتبن من المؤسسات الحكومية والخاصة، داعياً الجهات المهتمة في مجال التراث اللامادي السوري إلى إكمال مشروع هذا المكنز وتشكيل اللجان المختصة له من مهنيين ومتخصصين.

واستعرضت المهندسة رولا عقيلي مديرة التراث اللامادي في وزارة الثقافة الصناعات الإبداعية والخطة الاستراتيجية لوزارة الثقافة وأهدافها، فيما يتعلق باحتضان ودعم ورعاية المبدعين ونشر نتاجهم الفكري والفني وتعزيز دورهم في بقاء الهوية الثقافية للمجتمع وحماية وصون التراث الثقافي المادي واللامادي ومواجهة الفكر المتطرف وجعل الثقافة أحد روافد الاقتصاد الوطني، فيما أكدت الباحثة رشا برهوم من برنامج التراث الحي في محورها على الدور المهم الذي تلعبه الأمانة في دعم الإبداع، مشيرة إلى دور منظمات التراث الثقافي في مجال الصناعات الإبداعية والإبداع الثقافي في اتفاقية أشكال التعبير الشفهي في اليونيسكو عام 2005.

وفي محور (أهمية التكامل بين الجهات المعنية بالإبداع والمؤسسات الثقافية لتطوير هذه الصناعات والنهوض بها)، الذي قدمه مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي الدكتور مجد الجمالي بين أهداف الهيئة المتمثلة برسم السياسة الوطنية الشاملة للبحث العلمي والتطوير التقاني واستراتيجيتهما بما يلبي متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة ودعم الهيئات العلمية البحثية والتنسيق فيما بينها على جميع المستويات والمجالات، مؤكداً ضرورة تعزيز الصلة وآليات الترابط بين الهيئات العلمية البحثية والقطاعات الإنتاجية والخدمية العامة والخاصة الطالبة للبحث العلمي والمستفيدة منه.

وختم المؤتمر أعماله من خلال محور “دعم الدولة للصناعات الإبداعية في سورية” (الإمكانيات والمبادرات الموجودة)، وفيما يتعلق بالآثار تحدث نظير عوض مدير عام الآثار والمتاحف عن الدور المهم للمتاحف في حماية وصون التراث المادي واللامادي عبر عرض اللقى الأثرية والاكتشافات بالمواقع الاثرية في متاحفها، في حين اعتبر الكاتب محمود عبد الواحد أن السينما من الأمثلة النموذجية لدعم الدولة الثقافي والذي شكل فيها الإنتاج السينمائي حالة فريدة من الصناعة الثقافية، لافتاً إلى زيادة عدد الأفلام مع بداية الحرب على سورية.

وكان المؤتمر ناقش في اليوم الأول (تطور مفهوم الصناعات الإبداعية) و(دور الصناعات الإبداعية في دعم الاقتصاد الوطني).

 

سيرياهوم نيوز 4-سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الجلالي يترأس اجتماعاً للجنة الاقتصادية لبحث واقع الشركات المساهمة والصعوبات التي تعترض مسار إحداثها وتشغيلها

    نظراً لأهمية الشركات المساهمة في النشاط الاقتصادي، وحرصاً على تعزيز حضور هذا النوع من الشركات في الاقتصاد الوطني لما تتمتع به من مزايا ...