يبدو أنّ المُقاومة قد تُطيح برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبحكومته اليمينيّة المُتطرفة والعنصريّة، والتي تُعتبر الأكثر بطشًا منذ تأسيس الكيان على أرض فلسطين، فقد أظهر استطلاع للرأي نشرته القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، ليلة أمس الأحد، أنّ نتنياهو بات ضعيفًا جدًا وأنّ وزير الأمن السابِق بيني غانتس يتفوّق عليه، كما أنّ حزب (ليكود) الحاكِم، يهوي ليحصل على عشرين مقعدًا فقط، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام مُعارضيه لتشكيل حكومةٍ بأغلبية 64 مقعدًا.
وفي تحليله لنتائج الاستطلاع قال المُحلِّل السياسيّ في التلفزيون العبريّ رفيف دروكر إنّ تفاقم الوضع الأمني المتدهور لدولة الاحتلال شكّل فرصة أمام الإسرائيليين لتقديم كشف حسابٍ بإخفاقات الحكومة الحالية، بعد مائة يوم على تشكيلها، وهي المدة التي تُمنح عادةً لكلّ حكومةٍ جديدةٍ، لكن أعضاء التحالف الحالي يعترفون بأنّ العديد من الخطط والوعود الانتخابية لم تتحقق بعد، وليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان ذلك ممكنًا في الأجواء التي حدثت.
وبحسب الاستطلاع، فإنّ نتنياهو لم يعد الخيار الأوّل للإسرائيليين بكونه الشخص الأنسب لرئاسة الحكومة، وذلك في ظلّ تصاعد شعبية غانتس، بعد الأحداث الأخيرة في إسرائيل، بما في ذلك التطورات الأمنيّة والاحتجاجات على خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء.
وأوضح المُحلِّل دروكر أنّ العمليات الفدائيّة التي ضربت إسرائيل في الفترة الأخيرة تُعتبر تاريخيّةً، ليس لأنّها أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليين، بل لأنّ العمليات قد تؤدّي حتمًا إلى تغييرٍ دراماتيكيٍّ في الرأي العّام بالكيان، الأمر الذي سينعكِس على الخارطة السياسيّة الإسرائيليّة، على حدّ تعبيره.
من ناحيتها أشارت المراسلة الحزبية موران أزولاي، في الموقع الإخباريّ-العبريّ (YNET) إلى أنّه “على صعيد التعامل مع المقاومة، فقد حظيت بانتقاد وزراء بارزين في الحكومة بشدة بسبب سياستها المتساهلة ضدها، وفي مناسبات مختلفة وجهوا انتقادات شديدة لما وصفوه بالتراخي، لأنّ الحكومة لم تأمر ببدء عملية السور الواقي2 رقم اثنيْن في الضفة الغربية، لكنها عمليًا لم تظهر استعدادًا لهذا النوع من التحرك، ونادرًا ما اجتمع مجلس الوزراء السياسي والأمني في مثل هذه الفترة الحساسة”.
وأوضحت أنّه “بالنظر لاتفاقيات التطبيع، فقد ألمح نتنياهو خلال الانتخابات إلى دفء العلاقات مع دول أخرى في المنطقة، كجزءٍ من تحرك لتوسيع هذه الاتفاقيات، ولكن منذ بدء الانقلاب القانوني، وازدياد التوترات الأمنية، فإنّ هذا الدفء لم يستمر بعد، بل إنّ السعودية جددت علاقاتها مع إيران، ما يلحق ضررًا إستراتيجيًا خطيرًا بإسرائيل“.
أمّا يتسحاق حاتسيرا، المحلل في موقع القناة 14، فقد أكّد أنّ “مرور مائة يوم على تشكيل الحكومة شكّل خيبة أملٍ كبيرةٍ، لأنّ أداء الحكومة يتضاءل مقارنة مع الوعود الكبيرة للناخبين قبل الانتخابات، خاصة مع صعوبة تجاهل إخفاقاتها في مختلف الساحات، ابتداءً بالساحة الأمنية، مرورًا بالمجال القانونيّ والاقتصاديّ، وانتهاءً بالإعلام، وهي إخفاقات شكلت ضجة كبيرة، وفشلاً ذريعًا، في هذه المرحلة على الأقل، سواء ما تعلق منها بالأمن الشخصي، وتكاليف المعيشة، ومشاريع الاستيطان“.
وأضاف أنّ “أداء الحكومة الأمنيّ كشف خطًا مباشرًا بين ضعف الحكومة وانعدام الردع، وبين العمليات الفدائية الحادّة التي تداخلت في السنوات الأخيرة مع بعضها إلى حدّ أكبر ممّا كنا نعرفه من قبل، وشكلت مفاجأة بعض الشيء، لكن الشعور الإسرائيليّ السائد أنّ نطاق وشدة ردود فعل الحكومة الحالية على المقاومة في غزة أقل بكثير مقارنة بردود الحكومة السابقة، وقد وجدنا أنفسنا عدة مرات مستيقظين في الصباح على إطلاق صواريخ، ولم يتم الرد عليها، وفي الوقت الحالي تواجه إسرائيل تآكلًا حادًا في الردع“.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، شدّدّ المُحلل على أنّه “بالنسبة للتهديد النووي الإيراني، يبدو أنّ إسرائيل تتراجع، رغم أنّ إيران طالما أنّها بقيت على رأس أولويات نتنياهو، وحتى في الفترة الحالية لا يتخلى عن التهديد، وكجزءٍ من جولته الأخيرة من الرحلات، زار عدة عواصم في أوروبا، وتحدث مع القادة حولها، رغم تعرض إسرائيل لهزيمة مزعجة عقب توقيع السعودية لاتفاقية دراماتيكية مع إيران، ما يعني فشلاً حادًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية في جميع القطاعات“.
وأوضح أنّ “المسار القانوني الذي اتخذه مهندسوه بدا متعجرفًا مفترسًا وغبيًا، فيما ساهم معارضوه في الفوضى التي انزلقت فيها إسرائيل، فقد خسرنا جميعًا، ودفعنا الثمن، وباتت الدولة في وضعٍ أسوأ بكثير ممّا كان عليه قبل تشكيل الحكومة“.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم