ترهّل قاد إلى وضع حرج ومقلق , أولاً مائي استنزف من جانب قطاع الزراعة وهذا القطاع لم يصل للمستوى المأمول منه ، جراء قصور سياسات وخطط زراعية لم تكن على مستوى متقدم لولا تقدّم أعمال المزارعين والمنتجين بعيداً عن أي تدخلات من جانب السياسات الزراعية القاصرة .
صحيح حصلت البحبوحة الزراعية ومن ثم تحقق الأمن الغذائي ، وكان مرد ذلك إلى اهتمام ومتابعة من أعلى الجهات المسؤولة، بينما فشلت سياسات وزارة الزراعة على مدار سنوات مضت ، ولولا جهود الفلاح بمفرده لما تحققت الوفورات الإنتاجية ،وهذه الأخيرة تتعرض كل موسم لغصّات تسويقية ألحقت أضراراً اقتصادية كبيرة .
بعيداً عما حصل وما نتج ،يستمر الحديث اليوم بعنوان آخر ،يستشف منه التخبط والارتجالية .فالقطاع الزراعي قطاع لا يحتاج إلى خطط واستراتيجيات فقط ، بل إلى معايشة وملامسة حقيقية مع المنتج بالدرجة الأولى والأخيرة ،لا تركه كما هو يكابد ظروفه ومشكلاته ،والاكتفاء بالتغني بشعارات لم تعد تنطلي على أحد ..!
أوقَفوا زراعة الشوندر تحت حجج ، وزراعة القطن لمسوغات المياه وغيرها ،وعادوا وقالوا : إن زراعة المحصولين مهمة ،وكما هو معروف فزراعة القمح أساسية ولها المساحة العظمى . أسمعتنا (الزراعة) أن العام الزراعي الحالي سيكون للقمح من الطراز الرفيع ، لكن يتبادر إلى الذهن سؤال :هل أمّنت مستلزماته كاملة ؟.. نأمل تحقق توقعاتها ..!
فشل في ضمان التوازن بين الماء والزراعة بما يحقق الاستدامة ،ولن نصل إليه في غياب الإرشاد الزراعي، هذا الجهاز المهلهل غير الكفوء. والآن يطلقون الحملات ،ولا أحد يعرف كيف سينفذونها ،وماهي الأولويات ، ماذا هم فاعلون تجاه خريطة إنتاج محاصيل تضمن وجود المواد لضمان عدم غلاء سعرها في وقت ما ..؟!
هل يدري جهابذة (الزراعة) ما يحصل من غلاء طال جلّ السلع الزراعية ..؟ وهل ستتغير طرائق عملهم , أم ستبقى مؤشرات الكوارث تتجدد بين عام وآخر ، وستدفع ثمنها الأجيال القادمة..؟
من كارثة إلى أخرى شعار لا يزال مرفوعاً… الملاحظات كثيرة . لكن هناك متابعات عما قريب ..!!
(سيرياهوم نيوز-تشرين)