آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » ماذا بعد الضربة الأمريكية لإيران والرد الإيراني..؟

ماذا بعد الضربة الأمريكية لإيران والرد الإيراني..؟

 

 

أحمد رفعت يوسف

 

 

 

كل الدلائل تؤكد أن الأمور تسير نحو التهدئة..

ترامب والمسؤولين الأمريكيين يحاولون التخفيف من أثر الرد الإيراني الذي جاء بدوره لمحاولة رد الاعتبار لإيران وخاصة امام الشعب الإيراني وليس لإيقاع خسائر كبيرة في صفوف الأمريكيين وتأجيج الصراع.

ترامب يشكر إيران على ذلك ويقول حان وقت السلام.. ومسؤول كبير في البيت الأبيض يقول “هدف ترامب الآن هو إنهاء الحرب وهو ينوي إبلاغ نتنياهو بذلك”.

المسؤولون الإسرائيليون يمررون عبر الإعلام ان نتنياهو سيطلب من الأمريكيين وقف الحرب.

إيران بالتأكيد لن تمانع وقف القتال إذا رأت جدية إسرائيلية أمريكية بذلك.

كيف هي الصورة لو وقفت الحرب عند هذا الحد.

في الشكل سيقول نتنياهو انه حقق أهدافه وخاصة في ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

والامريكيون سيقولون أيضا بأنهم حققوا أهدافهم وضربوا المنشآت النووية ومنعوا إيران من صنع القنبلة النووية.

والإيرانيون سيقولون بدورهم انهم ردوا ردا قويا على الإسرائيليين الأمريكيين وأفشلوا أهدافهم.

وبغض النظر عن هذه المواقف المتوقعة وادعاء كل طرف بأنه حقق أهدافه، كيف يبدو الواقع على الأرض بعد هذه المواجهة.

لا شك ان إيران تلقت ضربات قوية وخسرت خسائر كبيرة وهذا متوقع في اي حرب لكن الواقع يقول إنها تمكنت من تجاوز الصدمة الأولى ووجهت ضربات موجعة للإسرائيليين لم تكن تتوقعها.

ويحق للإيرانيين ان يقولوا انهم أفشلوا الاهداف الرئيسية للعدوان وهي التدمير الكامل للبرنامج النووي الإيراني والبرنامج الصاروخي ومحاولة تحريض الشعب الإيراني على قيادته.

أما إسرائيل وبغض النظر عن محاولات نتنياهو والإعلام المؤيد له الظهور بمظهر المنتصر فان الواقع على الأرض يقول إنها تلقت ضربات موجعة وغير مسبوقة وتلقت خسائر زعزعت أركان وجودها.

فالضربات الإيرانية طالت معظم المواقع الاستراتيجية والحساسة وفي مقدمتها ما يمكن أن نطلق عليه دماغ إسرائيل مثل معهد وايزمان وموقع سوروكا ومواقع السيطرة والتحكم والاتصالات وإدارات الحرب السيبرانية والإلكترونية.

كما أدت إلى هروب الاستثمارات والشركات الكبيرة وتوقفت دورة العمل فيها.

أما الخسارة الأهم لإسرائيل فهي في العامل الديمغرافي الذي يشكل نقطة الضعف القاتلة لها حيث شهدت إسرائيل هجرة كبيرة منذ طوفان الاقصى ولولا إغلاق السلطات الإسرائيلية للمطارات والمنافذ الحدودية منذ بدء المواجهة لمنع الهروب الجماعي للإسرائيليين لكنا راينا مشاهد هروب منها بمئات الآلاف وهذا وحده كاف لوضع إسرائيل أمام خطر الوجود ووحده كفيل بانهيار إسرائيل من الداخل ونستطيع التأكيد بأنها ستبقى امام هذا الخطر بعد توقف القتال لأن إسرائيل فقذت اهم شيئين امام مجتمعها وهو فقدان الأمان والثقة بقدرة الجيش الإسرائيلي على توفير مقومات البقاء للكيان وسيكون من الصعب على الحكومة الإسرائيلية وقف الهجرة منها.

أما إيران ورغم أنها ستتمكن من ترميم ما خسرته لكن النظام الإيراني سيواجه بعد توقف القتال حرباً ناعمة من أمريكا وإسرائيل والمنظومة الغربية لاستهدافه من الداخل ومحاولات إسقاطه.

هذا النتيجة تؤكد بأن توقف الحرب عند هذه النقطة سيجعل كفة الحرب راجحة لصالح إيران خاصة إذا ما تنبهت لمحاولات استهدافها من الداخل وتمكنت من مواجهة هذا الخطر.

ومع عدم تمكن إسرائيل والولايات المتحدة من حسم الحرب وتحقيق الاهداف ومع الخسائر التي تلقتها إيران وتأثير ذلك على توازنات القوى والقوة الإقليمية والدولية فان هذه النتيجة ستفتح المجال لتحقيق تفاهمات لإعادة الهدوء إلى المنطقة وهذا سيطال حتى أوكرانيا والعلاقات الصينية الأمريكية.. ولهذا حديث آخر..

(اخبار سوريا الوطن-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف تفكّر إيران بالردّ؟

  ابراهيم الأمين   حسناً، حصل ما كان يتوقّعه كثيرون. قصفت أميركا إيران، ونفّذت ما كان مخطّطاً منذ لحظة الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على ...