جورج حدادين
وسائل الأعلام، شبكات التواصل الاجتماعي، المحللين والإعلاميين والقوى السياسية والاجتماعية، جمعيهم يتسألون ماذا بعد فوز ترامب؟ ممثلاً لكتلة الإنكفائيين.
ما هي السياسة التي ستتبعها إدارة ترامب القادمة؟
هل ستكون، عدوانية أم سلمية، كيف يتم التعامل مع المناطق الملتهبة، في أماكن مختلفة من العالم، أوكرانيا، المنطقة العربية، الصين الخ.
السؤال المركزي بالنسبة لعالمنا العربي، موقف الإدارة الجديدة من الحرب الدائرة بين محور المقاومة والفاشية التوراتية:
البعض متخوف من استمرار التجربة مع إدارته السابقة بعناوينها الرئيسة:
اعتراف ” بضم الجولان ” ، نقل السفارة الى القدس، فرض ” التطبيع ” لا بل فرض ” السلام الاقتصادي” على دول التبعية العربية، فرض الخاوات على دول الخليج، تحت عنوان كلفة الحماية، الإنسحاب من الأتفاق النووي مع إيران.
هل يمكن إعادة انتاج التجربة؟
الجواب كلا، لماذا ؟
بسبب تغير الشروط والمعطيات جذرياً،
أولاً، طوفان الاقصى، الذي أحدث زلزالاً، ما زالت تداعياته تفعل فعلها على صعيد المنطقة والعالم،
زلزالاً، أحدث صدمة لدى القيادة السياسية والعسكرية والأمنية في الكيان، أخبرت الغرب على حشد أساطيلة وقواته في المنطقة لحماية الكيان من الإنهيار،
كما وأحدث تصدعات داخل المجتمع الصهيوني، حيث أنعدم الأمن، وتصاعد التوتر الاجتماعي، نزوح واسع من مستعمرات الشمال والجنوب، ورفض العودة قبل إزالة الخطر، أي القضاء على المقاومة في كل من لبنان وغزة، وهذا هو المستحيل، كما يحصل على أرض الواقع.
رفعت القيادة الفاشية التوراتية، في حربها على غزة، شعارين وهدفين: إعادة الأسرى دون قيد ولا شرط بالإستناد الى القوة العسكرية وحدها، وهذا لم يحدث ولن يحدث، وثانياً القضاء على المقاومة في غزة، وها قد مضى أكثر من سنة ولم تتمكن من القضاء على المقاومة، لا بل تحولت الحرب الى حرب استنزاف لن تتمكن الفاشية التوراتية وداعيمها من الإستمرار بها الى وقت أطول.
ثانياً، ظهور معطى جديد وهام جداً، تمثل في تحول الكيان، من الصهيونية العلمانية الى الفاشية التوراتية، أحدث هذا التحول، والجرائم المرتكبة من قبله في غزة، ضد الأطفال والنساء والشيوخ، انقلاباً في المزاج العام لشعوب الأرض، حيث أصبحت شعارات المتظاهرين في شوارع الغرب، تطالب بتحرير فلسطين من البحر الى النهر، تجاوزا لموقف الكثير من القوى الفلسطينية والعربية، ونمى الغضب في صفوف النقابيين، المفكرين، الفنانيين، الأكاديميين ورجال دين، والكثير من القيادات السياسية والبرلمانية الغربية، من هذه الممارسات الفاشية، لا بل ظهرت نتائجه بوضوح تام حيث سقوط ذريع للحزب الديمقراطي في الإنتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة، بسبب إعلان قيادة هذا الحزب عن تبني الصهيونية أيدولوجيا ، لا بل النسبة العظمى للإدارة تتشكل من فاشيين توراتيين، ودعمها المطلق لعملية الإبادة الجماعية في غزة، لذلك تم معاقبتها من قبل الناخب الأمريكي،
ثالثاً، خطوة الهروب إلى الأمام، نتيجة لعدم قدرة القيادة الفاشية التوراتية من تحقيق أهدافها على جبهة غزة، فتحت الجبهة اللبنانية، حيث المقاومة الأقوى والأكثر تجربةً وتدريباً وتسليحاً، فتحت الجبهة تحت شعار القضاء على حزب الله وفرض عودة الهاربين من مستعمرات الشمال،
فما كانت النتيجة، غرقت القوات الفاشية في وحل لبنان، ووقعت في فخ الاستنزاف، وكما تقول قيادة المقاومة فسوف تجبر القيادة الفاشية التوراتية بالمطالبة بوقف إطلاق النار، وتنامىت أعداد الهاربين من مستعمرات الشمال.
يتبع
(سيرياهوم نيوز1-منتدى الفكر السياسي والادبي)