يعتبر الكتاب همزة الوصل بين الإنسان والمعرفة، من خلاله استطاعت الشعوب أن ترتقي وتتقدم، ولذلك كان جديراً الاحتفال به وتكريس وجوده كقيمة حياتية لا يمكن الاستغناء عنها
كيف يتم الاحتفال في اليوم العالمي للكتاب؟
يقام الاحتفال بهذا اليوم كل عام في مقر منظمة اليونيسكو التي بدورها تسعى وفق ما ورد على موقعها الرسمي إلى مناصرة الكتب وحقوق المؤلف، والدفاع عن الإبداع والتنوع والمساواة في الانتفاع من المعارف، بدءاً بشبكة المدن المبدعة في مجال الأدب وانتهاء بتعزيز محو الأمية والتعلم بالأجهزة المحمولة.
وتختار اليونيسكو في هذا اليوم بالتعاون مع منظمات أخرى عالمية معنية بالكتب مدينة كعاصمة دولية للكتب، بهدف تشجيع الناس عموماً والشباب على وجه الخصوص حول العالم على اكتشاف متعة القراءة، واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها الأدباء عبر العصور من أجل نشر الثقافة بين الشعوب.
وضمن احتفالات اليوم العالمي للكتاب تتعهد عاصمة الكتاب المختارة بالترويج للكتب والتشجيع على القراءة في مختلف الفئات العمرية والسكانية داخل الدولة وخارجها، كما تتعهد باستحداث برنامج للأنشطة الثقافية في ذلك العام.
في اليوم العالمي للكتاب.. ما هي عاصمة الكتاب لعام 2023؟
حصلت مدينة أكرا في غانا من اليونيسكو على لقب العاصمة العالمية للكتاب لهذا العام لتحل خلفًا لمدينة (غوادالاخارا) المكسيكية التي حازت اللقب لعام 2022، كما تعد مدينة أكرا الغانية الدولة رقم 23 التي تحمل شعلة العاصمة العالمية للكتاب منذ عام 2001.
ويعود السبب لاختيار مدينة (أكرا) كعاصمة عالمية للكتاب في عام 2023 إلى الجهد الكبير الذي تبذله لضمان منفعة الشباب، وإطلاق العنان لإمكاناتهم، من خلال برنامج يهدف إلى إثارة تحفيز الشباب على الثقافة والقيام بدوره الفعال في المجتمع.
في اليوم العالمي للكتاب.. سورية نحو محتوى مفيد
وفي اليوم العالمي للكتاب لا بد أن نضيء على الجهود التي تقوم بها الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة لنشر المعرفة والتشجيع على القراءة، عبر اختيار العناوين الجذابة والمحتوى المفيد وتقديمه للقارىء السوري أينما كان.
مدير الهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين تحدث في تصريح لسانا الثقافية عن التحديات الكبيرة التي يواجهها الكتاب السوري على جميع المستويات، مشيراً إلى ارتفاع أسعار المواد الداخلة في إنتاجه، ما يرفع سعره ويجعله بعيدا عن قدرة الكثيرين على شرائه.
وبين الياسين أن ما يفاقم المشكلة هو تزامن ارتفاع سعره مع تراجع القدرة الشرائية للقراء، وعدم وجود الحوافز المادية التي تشجع الكتّاب على التأليف في مختلف مجالات المعرفة، إضافة إلى منافسة وسائل الاتصال للكتاب الأمر الذي يفرض إعادة النظر في شكل ومحتوى الكتاب ليستمر بالمنافسة.
وأشار ياسين إلى أن الهيئة العامة السورية للكتاب مستمرة في نشر الكتاب الجيد وبأسعار مقبولة جداً، مقارنة بدور النشر الخاصة لأنها مؤسسة غير ربحية تعمل على تحقيق رسالة ثقافية وهي تولي اهتماماً كبيراً بنوعية الكتاب الصادر عنها رغم أن عدد الكتب المنشورة مازال جيداً إذا أخذنا بالحسبان ظروف العمل الصعبة.
وتحدث الياسين عن إنجازات الهيئة مؤخراً التي تمثلت بعودة المشاركة في المعارض الخارجية من خلال وكيل، حيث باتت منشورات الهيئة تصل إلى مختلف أنحاء العالم العربي وتتلقى تغذية راجعة ملحوظة.
وأوضح الياسين أن الهيئة السورية العامة للكتاب تبذل جهداً كبيراً لتحسين آلية توزيع الكتب ودورياتها محلياً، من خلال المعارض والتوزيع المباشر، حيث افتتحت الهيئة هذا العام منفذ بيع مباشراً في مقرها، وهي تحاول باستمرار تحسين وصول منشورات الهيئة إلى المحافظات، مؤكداً أنها تعطي اهتماماً كبيراً لمنشورات الطفل لأن كل طفل قارىء، وهذا يعني مساهمة مباشرة في بناء المستقبل.
الكتاب في سورية وأثره بالمجتمع
وبهذه المناسبة يعرّف عدد من الأدباء والكتّاب القيمة الحقيقية التي نكتسبها من خلال الاهتمام بالكتاب.
وفي تصريح لـ سانا قال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني: “إن الكتاب هو المكون الأساسي لشخصية الفرد، وبالتالي له دور كبير في سلوك المجتمع وحركته وتطوره، وبقدر ما يتعرف الأشخاص إلى المعارف التي تحتويها المؤلفات والكتب يدركون كيفية الاتجاه إلى المسارات الصحيحة ومعرفة حماية وطنهم، لأن ما يحتويه الكتاب يعرفنا بالماضي وماهية التطورات التي حصلت، وصولا إلى الحاضر وكيف يجب أن نصنع المستقبل.”
اقرأ أيضاً: سورية تشارك في اجتماع تنسيقي لتحدي القراءة العربي في موسمه السابع بالإمارات
بدورها، رأت رئيسة تحرير مجلة الموقف الأدبي فلك حصرية أنه مهما كان الإنسان ذكياً وموهوباً لا يمكن أن يقدم آراءه الثقافية المصيبة التي تخدم وعي المجتمع إلا إذا بحث واطلع على كتب مختلفة تجعله يغني ثقافته وموهبته ليصل إلى رؤى جديدة تخدم مجتمعه، لذلك كلما كان الموهوب مثقفاً وقارئاً كانت مادته الأدبية أو الثقافية أكثر حضوراً وفعالية.
رؤية اتحاد الكتاب العرب في التشجيع على القراءة
أشار مقرر جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب جهاد الأحمدية إلى دور الكتاب والقراءة في تنمية المجتمعات والارتقاء بها وضرورة تعزيزها كعادة حياتية أساسية، لأن الكتاب هو الأكثر قدرة على صقل الموهبة وفرز الجيد عن الرديء وتحقيق التميز.
من جانبها، لفتت رئيسة المحطة الثقافية في جرمانا رمزه خيو إلى أن الكتاب هو الذي يجعل المتلقي كاشفاً للتفاوت الثقافي الذي يصل إلى المنابر فليست كل المستويات واحدة وليس كل من وصل إلى المنبر يعني أنه مثقف وموهوب، فمعرفة الكتاب هي التي تجعلنا نميز ونتمكن من اكتساب المعارف بالشكل الذي يطور مجتمعنا ويساهم في خدمة وطننا.
سيرياهوم نيوز 4_سانا