آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » ماذا فعل عون في سورية بعد 14 عاما؟

ماذا فعل عون في سورية بعد 14 عاما؟

| علي عبود

 

لايزال المحللون منشغلون بالإجابة على السؤال: هل زار الجنرال عون دمشق يوم 6/6/2023  للتوسط لدى الرئيس بشار الأسد لإقناع صديق سورية زعيم تيار المردة بسحب ترشحه للرئاسة اللبنانية؟

وانشغل آخرون بالإجابة التبريرية على سؤال أكثر أهمية: لماذا لم يقم عون بزيارة سورية كرئيس جمهورية لبنان؟

ونطرح من جانبنا السؤال الذي شغل السوريين:ماذا فعل عون في سورية بعد مضيّ 14 عاما على زيارته الأولى؟

طبعا نستبعد أن يطلب عون من الرئيس الأسد الضغط على فرنجية لسحب ترشحه، كما نستبعد ان يتدخل الرئيس الأسد بانتخابات لبنان الرئاسية بوجود حليفه الإستراتيجي حزب الله.

وإذا كان هناك من طلب وساطة ما، فقد تكون الطلب من الرئيس الأسد التدخل لرأب الصدع الحاصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر تجنبا لإلغاء وثيقة التفاهم أو التحالف بين الجانبين!

المشكلة في لبنان ليس بالتدخل الخارجي، وإنما بعدم التدخل، وهو أمر لم يألفه السياسيون الطائفيون في لبنان، فربما هي المرة الأولى التي يعلن فيها اللاعبون العرب والأجانب بأنهم لايميلون إلى مرشح دون الآخر، فقد جرت العادة أن يتم تسمية الرئيس اللبناني من الخارج بتسوية ترعاها ،بل تفرضها أمريكا.

بدا لافتا بالنسبة لعدد من المحللين أن زيارة عون إلى سورية أتت مباشرة بعد تسمية التيار الوطني الحر لموظف صندوق النقد الدولي، وتلميذ رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة جهاد أزعور، وكأنّه أراد الدعم أو لشرح موقف زعيم التيار الرافض كلياً لفرنجية الصديق الوفي لسورية ولحزب الله، مع أن الجميع يعرف جيدا أن مثل هذه الزيارات لاتحدث فجأة ، بل تخضع لإجراءات بروتوكولية، وليس خافيا على أحد من اللبنانيين سواء الأصدقاء أو الخصوم أن عون طلب موعدا لزيارة سورية قبل أشهر، أي قبل تسمية التيار لأزعور، وقبل وصول الخلاف بين باسيل وفرنجية إلى الذروة أو اللارجعة!!

أكثر من ذلك فإن تحديد موعد الزيارة تم قبل تبنّي باسيل لأزعور ضد فرنجية، وبالتالي لاعلاقة البتة لزيارة عون بالإنتخابات الرئاسية، بل يمكن الجزم أن عون كان حريصا على زيارة سورية كزعيم روحي للتيار بعدما تعذر عليه زيارتها كرئيس للجمهورية!

وربما لا يعرف سوى قلة أسباب تعذر زيارة الجنرال عون لسورية طيلة ولايته الرئاسية، فقد توقع الكثيرون أن تكون زيارة عون الثانية بعد السعودية إلى سورية لكنه لم يفعلها والسؤال سيبقى مطروحا لفترة طويلة: لماذا؟

مستشار عون بيار رفول أجاب بشكل غير مباشر على السؤال في حوار تلفزيوني: سورية أبلغتنا أكثر من مرة أن نؤجل الزيارة إذا كانت ستلحق بنا ضررا في العمل السياسي، وبالتالي فإن سورية سترفض حتما أن يزورها عون رئيسا في حال كانت الزيارة لسورية المعاقبة والمحاصرة سيلحق ضررا بلبنان الرسمي وخاصة ان الحكومات اللبنانية من الحريري إلى ميقاتي التزمت بالقرار الأمريكي أي عدم الإتصال الرسمي بالحكومة السورية.

نعم، ان استقبال الرئيس الأسد للجنرال عون يستند إلى وقائع لاعلاقة لها بالإنتخابات في لبنان، فسورية وفية لمواقف عون الجريئة من الحرب عليها، ومن ملف النازحين، ومن تحالفه مع المقاومة، بل وسبق لعون أن أعلن منذ العام الأول للحرب على سورية بأن الأسد سينتصر.

الخلاصة: لاعلاقة لزيارة عون بالإنتخابات الرئاسية اللبنانية، بل ربما كان الملف المهم الوحيد الذي طرحه عون هو ملف النازحين، وضرورة مناقشته رسميا بين الحكومتين، وربما أيضا لتأكيد موقفه الثابت من محور المقاومة، وبأن التيار الوطني الحر ليس بوارد الإصطفاف أو التحالف مع خصوم حزب الله كالكتائب  والقوات اللبنانية.

(سيرياهوم نيوز3-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...