يشغل شيخ المخرجين علاء الدين كوكش حيزاً عنوانه المحبة والمحطات الجميلة في ذاكرة الفنانة القديرة منى واصف وهي تصفه بالإنسان الحساس والمخلص في عمله والراقي في تعامله والوفي مع أصدقائه صاحب التفاصيل المبدعة والمثقف والمفكر.
سنديانة الدراما السورية استعرضت في حديث مع سانا الثقافية على أعتاب ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة المخرج كوكش مسيرته الإبداعية ورحلتها معه موضحة أنه كان تلميذاً نجيباً للراحل سليم قطايا الذي أسس للدراما السورية ويوجد استديو باسمه في التلفزيون العربي السوري.
تستعيد الفنانة القديرة بداية تعاونها مع الراحل كوكش التي كانت في المسلسل الشهير أسعد الوراق حيث تقول: “عرض علي الراحل عام 1973 لعب دور البطولة في هذا المسلسل لكنني كنت بصدد السفر إلى ألمانيا في منحة للاطلاع على مسرح بريخت فاعتذرت عن الدور.. فقال لي: صوري حلقتين وسافري وأنا سأنتظرك.
ورغم أن دورها في أسعد الوراق كان بمثابة الهدية من شيخ المخرجين وفقا للفنانة واصف فقد كان عليه الانتظار عامين لينجزه وتضيف: “دعاني المخرج العالمي الكبير مصطفى العقاد للمشاركة في بطولة فيلمه الرسالة فطلبت من الراحل كوكش الاعتذار عن المشاركة في مسلسله أسعد الوراق لكنه أصر على وجودي معه وانتظرني لغاية انتهاء تصوير فيلم الرسالة ولم يشأ اختيار غيري ليعرض المسلسل في نهاية المطاف على الجمهور عام 1975”.
وتعود الفنانة القديرة بالذاكرة إلى الأيام التي عرض فيها المسلسل المؤلف من سبع حلقات على الجمهور حلقة واحدة كل أسبوع وكيف كتبت الصحافة وقتها عن المسلسل بأن “تأسيس الدراما السورية بدأت بمسلسل أسعد الوراق”.
ورغم مرور 45 عاماً على عرض المسلسل فإن واصف تستشعر أثره في وجدان الناس داخل سورية وخارجها الذين لا يزالون يستذكرون شخصية “منيرة” وتقول: “التقيت بمغترب سوري في إحدى رحلاتي خارج الوطن وأخذ يحدثني عن تأثره بأسعد الوراق وفاجأني بقوله لي ما زلت أتذكر في بلدي الجامع الأموي وجبل قاسيون وصرختك في نهاية العمل، ما جعلني أجد في هذا الكلام مسؤولية كبيرة”.
وتؤكد واصف أن النجاح الهائل الذي حققه مسلسل أسعد الوراق وما قدمه لها من نجومية جعلها تقبل المشاركة مع أي عمل من إخراج الراحل كوكش حتى ولو كان دوراً ثانياً كما جرى في مسلسل الأميرة الخضراء.
وتتحدث واصف عن الصدى الذي تركه أسعد الوراق على أعلى المستويات فتقول “نجاح المسلسل كان محط تقدير القيادة آنذاك فالرئيس حافظ الأسد وجه بتقديم مكافأة مادية لفريق العمل في لفتة كريمة ورائعة ولأن كوكش كان موجوداً وقتها في اليمن بدورة تدريبية قمنا بإرسال المكافأة له.
وتعتبر واصف نفسها تلميذة في مدرسة الراحل وهو أستاذها الذي تعتز به رغم تقارب عمرهما واصفة رحيله بالخسارة للفن في سورية.
واصف التي كان مسلسل أهل الراية ج1 سنة 2008 آخر مشاركاتها مع الراحل تلفت إلى ضرورة الرد عما روجت له وسائل إعلام خارجية حول سنوات كوكش الأخيرة وتقول: “اختار علاء الدين العيش في دار السعادة للمسنين راضياً حيث حظي هنالك باهتمام كامل في مختلف النواحي لا يحظى به الكثيرون من الناس وأجد أن من واجبي كفنانة سورية التأكيد بأن فنانينا الكبار ليسوا في ضائقة ولا هم منسيون بل على العكس تماماً ومن واجبنا أن نتحدث عن هذه القامات بمحبة وفخر”.
وتختتم واصف الحاصلة على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة حديثها بالقول: “رغم أثر غياب الراحل على الدراما السورية فإن سورية ولادة بمخرجين ومثقفين كبار ورغم كل الأزمات التي تعرضت لها ما زال أبناؤها يعملون ويبدعون ولدينا في وطننا جيل شاب فيه أسماء تحمل طريقتها وأسلوبها وتريد أن تحقق ذاتها كما فعل مبدعونا الراحلون”.
شذى حمود
سيرياهوم نيوز 5 – سانا