أشعل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في الخارج، حالة من الغضب والتوتر في الشارع الفلسطيني بعد تصريحات “مفاجأة” أطلقها حول مفاوضات وقف إطلاق النار التي تجري مع الجانب الإسرائيلي، ولا تزال حتى هذه اللحظة لم تصل لأي نتيجة.
مشعل والذي عُرف بتصريحاته المتشددة طوال أيام الحرب الطاحنة على قطاع غزة، وتمسكه بقوة بالشروط التي وضعتها حركة “حماس” على الطاولة مقابل الاتفاق مع إسرائيل على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، دخل هذه المرة دائرة “الانتقاد” بعد تصريحات نشرتها له إحدى الصحف العالمية.
“لسنا مستعجلين لوقف إطلاق النار بغزة”، كان هذا التصريح الذي أطلقه مشعل وانتشر كالنار في الهشيم على جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وكان كفيلاً بأن يُشعل حالة من الغضب والانتقادات الحادة تجاهه خاصة في ظل اشتداد فصول الحرب وويلاتها القاسية على سكان قطاع غزة، وراح ضحيتها أكثر من 136 ألف شهيد وجريح، ولا تزال مستمرة تأكل الأخضر واليابس.
وقال مشعل، إن “حماس غير مستعجلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار” في القطاع المدمر، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”.
كما أضاف أن “الحركة تنتصر في الحرب وستلعب دوراً حاسماً في مستقبل غزة”، مشيرا إلى أن “افتراض غياب حماس عن المشهد الغزاوي بعد انتهاء الحرب أمر خاطئ”، وأردف قائلا” إن الفلسطينيين وحدهم سيقررون الترتيبات الخاصة بالقطاع”.
واعتبر أن “حماس” ظلت صامدة على مدى الأشهر الماضية وأدخلت الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف”، مشددًا على أن الحركة التي دخلت في مفاوضات لوقف إطلاق النار منذ أشهر، مع إسرائيل عبر الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين، “لن تتخلى عن مطالبها الرئيسية بإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة بشكل كامل”.
هذه التصريحات قلبت مواقع التواصل الاجتماعي رأسًا على عقب وحولته لساحة هجوم وانتقاد لتصريحات لمشعل على جزئية أن “حماس غير مستعجلة لوقف إطلاق النار بغزة”، فيما وصلت لبعض المتابعين لإطلاق هاشتاغات لرفض تصريحاته، فيما واصلت وسائل أخرى بحملات الانتقاد والاتهام لمشعل بعدم معرفته لما يعانيه سكان قطاع غزة من ويلات الحرب التي تقترب من دخولها العام الأول، فيما طالبه آخرون بزيارة غزة والعيش مع النازحين والشعور بمعاناة أهالي القطاع في ظل الحرب الدامية.
حركة “حماس”، وبعد موجه الانتقادات الكبيرة سارعت لتدارك الموقف، فأصدرت بيان عاجل لتوضيح ما جرى من التصريحات التي نُقلت على لسان مشعل على الإعلام الغربي والعربي.
فاستهجنت الحركة، اجتزاء إحدى وسائل الإعلام العربية مقاطع من المقابلة التي أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز” مع رئيس الحركة في إقليم الخارج خالد مشعل، وتحويرها بقصد تشويه موقف الحركة.
وأكد هشام قاسم، عضو قيادة حماس في الخارج، في تصريح صحفي، نشر له على مواقع “حماس”، أن موقف الحركة الواضح من المفاوضات، والمتجاوِب مع كل المبادرات بما يحقق مصالح شعبنا، وحرصها على الوصول إلى وقفٍ دائم للعدوان وانسحابٍ كاملٍ من القطاع، وحرية عودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وإعمار ما دمره الاحتلال، وصولاً إلى صفقة حقيقية لتبادل الأسرى.
وقال: إن من يتحمّل مسؤولية تعطيل مسار المفاوضات هو نتنياهو وحكومته الفاشية، الذي يصرّ على وضع شروط جديدة معطّلة للاتفاق، وهو ما بات معروفاً للجميع بمن فيهم الوسطاء.
ودعا تلك الوسيلة الإعلامية التي اجتزأت وحرّفت الموقف، إلى توخّي الحقيقة، واحترام مبادئ المهنيّة الإعلامية، والانحياز لمواثيق الشرف الإعلامي، والابتعاد عن سياسة الترويج لرواية الاحتلال الكاذبة.
والجدير ذكره أن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة كان قد وجه انتقادات حادة لوسائل إعلام عربية بسبب طريقة تغطيتهما للحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتي وصفها بـ “غير الموضوعية”، واتهمهما بـ “الاصطفاف إلى جانب رواية الاحتلال الإسرائيلي، ضد رواية ومظلومية شعبنا الفلسطيني العظيم، الذي يتعرض للإبادة الجماعية”.
ويبقى التساؤل الأكبر..
ما الهدف من نشر هذه التصريحات بهذا التوقيت؟ وإطالة عمر الحرب لمصلحة من؟ ولماذا مشعل الآن؟
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم