بسام ابو شريف
لاشك لدي مطلقا بأن الاتصالات المباشرة عبر قنوات أقيمت سابقا، وقنوات ذات صلة بالمقاومة، وباسرائيل تزدحم على كافة الخطوط، ولاشك لدي بأن نتنياهو يبحث عن تهدئة (الأوامر الامريكية)، تضمن له مكاسب على صعيدين، داخلي وخارجي.
ويجب ألا يغيب عن ذهننا ما قاله نتنياهو (وهو يعبر بالضبط عما يجول في عقله وخططه) سوف نفعل في القدس ما نريد وما نقرر…سوف نبني في القدس مانريد وما نقرر ، بكلام آخر القدس ملك اسرائيل ، وستتصرف على هذا الأساس بغض النظر عما تلجأ اليه من مواقف مؤقتة بسبب الضغط العالمي.
أمام هذا كيف يجب أن نتصرف وماذا علينا أن نفعل؟
علينا أن نبدأ من النهاية….. تحرير فلسطين مرورا بازالة الاحتلال ، وهذا يتطلب عقولا جماعية ، أي أن ماقررته القيادات الفصائلية ، وتطالب بتطبيقه ، أي انشاء قيادة موحدة ميدانيا لايكفي ، بل يجب أن تنشئ القيادة مجموعة تكون مهمتها خزن المعلومات ، وتحليلها لتصل الى خلاصات ، وتوصيات للقيادة الميدانية ، وغني عن القول ان الشعب الفلسطيني غني جدا بالعقول المفكرة لكن المشكلة تكمن في الذاتية ، والأنانية التنظيمية التي تحول دون جمع العقول في مجلس واحد لتطرح الحلول المناسبة ، وعلينا أن نتخطى ذلك ، أعداد كبيرة من ذوي الخبرة قيادة ، ونضالا ، وذوي المعرفة ، وذوي الطاقات العقلية والميدانية يجلسون على قارعة طريق لا يرى من يسير عليه الى أين يؤدي بهم الاستمرار في السير عليه لماذا ؟
لأنها أنانية وعصبوية التنظيمات التي لاترى خيرا الا في أعضائها الذين لايفقهون، قد تكون الكفاءات موجودة لدى أعضاء في التنظيمات ، أو ربما قيادات ، وهذا يضيف للقدرة على انشاء هذه الهيئة .
القدس محتلة منذ 1948، وليس الآن، والقدس الشرقية محتلة منذ 1967، وليس الآن ، وما جرى في القدس هذا الاسبوع لا يغير من كونها كانت عرضة للنهب ، والمصادرة والمؤاجرة والبطش ، والارهاب منذ الاحتلال ، ونضيف الى ذلك العمل الاستخباري الذي وظف عملاء محليين تحت اسم محامين، أو مهندسين لشراء حصص في عقارات أو عقارات مقدسية ليتم نقلها احتيالا لاحقا لملاك يهود !! ، وسهلت البلدية برئيسها وأعضائها ، والمحاكم كل عمليات النهب، والمصادرة، والتحايل، وسخرت أختامها لتزوير الشهادات (أملك ملفا كاملا حول أرض تبلغ مساحتها ثمانين دونما من القدس تحايل عملاء مع ضباط مخابرات لشرائها ممن لا يملكونها ، وزوروا الأوراق ، وهم يدعون الآن أنها ملكهم بينما أصحابها يصرخون، ولا تسمعهم المحاكم الغارقة في فساد عمليات النهب ) ، بمعنى آخر كل عمليات البيع والشراء التي تمت في القدس بعد احتلال 1967 ، هي عمليات غير شرعية ، وغير مشروعة ، وكل ما بني عليها يجب أن يصادر كماينص القانون الدولي، لكن موضوع القدس أكبر بكثير على أهمية العقارات …. انها قضية فلسطين …. أي فلسطين ؟
فلسطين قانونيا، وحسب القرارات الدولية كلها”، قبل قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين عام 1947 ” ، هي فلسطين الفلسطينيين الذين قرر الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية انتداب بريطانيا عليها لتهيئتها للاستقلال!!، والقدس قسمت على يد قادة الجيوش العربية التي تصدت رسميا ، ولفظيا لاقامة اسرائيل عام 1948 ، غلوب باشا الذي كان يقود الجيش الاردني من رام الله ، وأمر ضباط الجيش العربي الاردني الذين هزموا الصهاينة ، ودحروهم لباب الواد ، وكانوا متوجهين الى اللد …. أمرهم بالتراجع حتى باب الخليل (هذا اتفاق بريطانيا مع الصهاينة ) ، وهكذا أعيد البطل الاردني عبدالله التل من ساحة انتصارات الجيش الاردني عند اللد الى باب الخليل ، وهو الحد المتفق عليه .
المؤامرة ، والتنفيذ واضحان تماما ، وممارسات قوات الاحتلال العنصرية الدموية معلوم وأطماعه ببناء هيكله المزعوم أيضا معلوم ، وما يسمونه بمدينة داود من سلوان لوادي الجوز معلوم ، لكن الخزعبلات المتوجة بالدين كلام سخيف ، المهم عند الاستعماريين أن يهجر الشعب الفلسطيني ، وتقام قاعدة عسكرية تسيطر على المنطقة بأسرها ، وتنهبها بعد أن تدمر دولها ، وتمزقها اربا ( من النهر الى البحر هي المرحلة الاولى لمن النيل للفرات ) .
ما جرى الاسبوع الماضي ، هو في الواقع بداية النهاية …. نهاية عهد رضخت فيه القدس للاحتلال كما رضخت الضفة ، وبداية لنهوض لايحرر القدس فقط ، بل يحطم مشروع القاعدة القوية للسيطرة على المنطقة …. انها فرصة تاريخية طرفا المعادلة فيها واضحان :
صعود تدريجي لقوى التصدي ، وهبوط تدريجي يقابله لدولة القاعدة العسكرية لتتحطم تدريجيا ويذهب مشروعهم أدراج الرياح .
يجب أن تصبح هذه المعادلة المتحركة الصعود والسقوط ، صعود فلسطين ، وسقوط العنصرية الصهيونية ، هي المعادلة التي تحكم قراراتنا ، وخططنا ، وكفاحنا ، نحن في حرب وجود ، وليس في حرب حدود ….. وجود دولة فلسطين المستقلة ، هو النقيض لوجود دولة اسرائيل ، وتخشى اسرائيل من قيام دولة فلسطينية مستقلة لهذا السبب ، وهذا يحتم تحويل الصراع الى صراع وجود ، وعلى هنا فان أي اتفاق يجري الحديث عنه مع اسرائيل يجب أن يستند الى حقائق تمكن المعادلة من الاستمرار في ديناميكيتها ، وكمثل على ذلك نقول : –
ان المواجهة يجب أن تستمر بكافة الأشكال لتحقيق أهداف على الطريق الطويل للتحرير، وهنا نشير الى : –
– القدس – وضع أسس يمنع بموجبها دخول الحرم القدسي لأي شخص غير مسلم الا باذن من هيئة الأوقاف ، وهيئة المسجد الحرام ، ويمنع دخول الجنود ، والمستوطنين للحرم القدسي ويمنع وضع حراسات ، وقوات اسرائيلية على بوابات الحرم .
– الغاء تام لكل قرارات مصادرة الأراضي ، والعقارات في القدس الشرقية ، واعادة الراضي التي تآمرت البلدية ، والمحاكم ، والمخابرات على سرقتها من خلال عملاء ، ومخاتير مزيفين
– منع المداهمات لأحياء القدس كما يجري في العيساوية ، ووادي الجوز ، والشيخ جراح والثوري ، وجبل المكبر .
– استمرار المواجهة لايعني القدس فقط ، فالضفة هي حول القدس ، وهي المباركة ، وعليه فان هدف شطب المستوطنات في الضفة يجب أن يصبح هدفا ملحا ، وهنا ستتحول العملية الى عملية مواجهة هجومية ، استمرار المواجهة يعني استمرار التصدي للجرائم الاستيطانية في كافة أنحاء الضفة ، والقدس بطبيعة الحال ، ومنع استفراد المسلحين الجنود ، والمستوطنين بالقرى والبلدات الفلسطينية خاصة في شمال ، وجنوب الضفة ، أي نابلس والخليل ، وبعض النقاط الأساسية كيعبد ، والمواقع القريبة من حدود 1948 .
واستمرار المواجهة يجب أن يعني القيام بعمليات محسوبة ، ومحددة ضد العدو حيثما كان ومنها معاقبة العنصريين الدمويين الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب الفلسطيني ، والقيام بهذا وتأكيده قبل أي اتفاق سوف يرتد سلبا على معنويات جماهيرنا التي توقدت للقتال ضد الاحتلال .
وجماهيرنا لن تسكت على الخطأ مرة اخرى …. كائنا من كان المخطئ ، لقد أعلنت من باحات الأقصى أنها ستقاتل ، وتتصدى للصهاينة ، وسوف تفعل ذلك …. ، فمن سار في درب التحرير مضى للأمام ، ومن توقف سيلفظ الى هامش التاريخ.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم