ماذا وراء إعلان آبي أحمد عن قرب افتتاح سد النهضة؟ كيف كانت الردود؟ ولماذا دعا إلى حوار “مع مصر والسودان وليس إلى استكمال المفاوضات؟

من جديد تثار قضية السد الإثيوبي، حيث كشف رئيس الوزراء الإثيوبي أخيرا موعد تدشين سد النهضة، مشيرا أمام البرلمان إلى أنه خلال الأشهر الستة المقبلة، سيتم قص الشريط ، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي، أن «سد النهضة الإثيوبي الكبير سيكون حدثا تاريخيا في بداية العام الإثيوبي المقبل.

وقال إنه عند تشغيله بكامل طاقته، يمكن لهذا السد الضخم أن يولد أكثر من 5000 ميغاوات من الطاقة، ما سيجعله أكبر سد كهرومائي في أفريقيا، وأكثر من ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي.

تصريحات آبي أحمد أثارت كالعادة جدلا كبيرا، ولم تمر مرور الكرام.

د.محمد نصر علام وزير الري الأسبق يقول إن التصريحات الأثيوبية بخصوص سد النهضة والدعوة لحوار مع مصر والسودان، كلام مرسل ليس فيه جدية، مشيرا إلى أن القانون الدولى أعطى الحق للدول لاقامة منشآت ومشاريع على الأنهار المشتركة (بشرطين): الإخطار المسبق، و عدم الاضرار، لافتا إلى أن هذا لم يتحقق فى السد الأثيوبي.

ويضيف علام أن أثيوبيا لم تقم بإخطار دولتى المصب (مصر والسودان) بالسد قبل الشروع فيه، وذلك تبعا لمتطلبات القانون الدولي، بل تم وضع حجر أساس السد، فى خضم أحداث ٢٠١١ والثورة الشعبية فى مصر. وتم وضع حجر أساس السد فى مظاهرة واحتفال دولي مع تجاهل تام لمصر والسودان.

كلام وزير الري الأسبق أثار بدوره ردود فعل متباينة ، حيث اتفق معه البعض، واختلف معه آخرون.

المتفقون يرون أن الفرصة لا تزال قائمة ويمكن لمصر أن تضغط لتحجيم الخسائر، فيما أكد المختلفون أنه قضي الأمر بعد سنوات من الصمت.

خبير المياه العالمي د.ضياء الدين القوصي يهاجم بشدة إثيوبيا ، مؤكدا أن مسئوليها يتسمون بالرعونة الشديدة ويتربصون بنا الدوائر.

ويضيف ل” رأي اليوم ” أن إثيوبيا ليست مهيأة لإدارة السد على الإطلاق، مؤكدا أن التعامل معهم يجب أن يكون في منتهى القوة.

ويوضح أنه آن لمصر أن تحشد دوليا في هذا الملف لاسيما أن ترامب محيط علما بأمر السد وسبق أن حرض مصر على التخلص منه.

ويحذر من أنه في حالة انفلات المياه منهم لأي سبب من الأسباب، ستمحى الخرطوم من على الخريطة لعدم وجود منخفضات لديهم، والمنخفض لديهم الخرطوم.

ودعا القوصي لاستمالة الدول الإفريقية لاسيما تنزانيا وأوغندا وكينيا إضافة للسودان للضغط على أديس أبابا.

ويختتم محذرا من خطر جفاف بات قريبا جدا في مصر حسب قوله.

وأردف: “ربنا يسترها”.

من جهته يرى د.نادر نور الدين أستاذ التربة والمياه بجامعة القاهرة أن السد لتوليد الكهرباء لا يكتمل الا باكتمال تركيب وتشغيل جميع التوربينات بينما الواقع يقول ان ما تم تركيبه هو 4 توربينات فقط من اجمالي 13 توربينا مزمع تركيبها اي 20٪؜ فقط من سعة توربينات توليد الكهرباء فكيف يقال ان السد اكتمل؟!

ويضيف متسائلا: “وأين الكهرباء التي انارت اثيوبيا وجيرانها؟!”.

وتوقع نور الدين أنه سيكون افتتاحا لاكتمال سعة البحيرة عند ٧٤.٥ مليار متر مكعب فقط وهذا تم منذ ستة اشهر وقت اصطحاب رئيس ازوزراء للبرلمان بمناسبة قرب انتهاء الملء عند مستوى ٧٠ مليارا.

ويقول إن السد باعتباره سدا خلافيا وبالتالي فالمفترض أن يدعو ابي احمد الي استكمال المفاوضات وليس الي الحوار فلا حوار بين الدول بل مفاوضات واتفاقيات، لافتا إلى أنه إذا كان الملء قد انتهي فإن التشغيل لم يتم الاتفاق عليه لضمان تعهد اثيوبيا بتشغيل جميع التوربينات الثلاثة عشر بالمعدلات العالمية حتى تصل الي مصر والسودان كميات من المياه تقارب مستوياتها المعتادة قبل بناء السد،وايضا التفاوض على نظام التشغيل اثناء السنوات العجاف.

يوضح أن مصر عرضت توليد اثيوبيا 80٪؜ من الكهرباء خلال الجفاف وتراجع الامطار ، مشيرا إلى أنه رقم عال ومقبول لمراعاة عدم تضرر مصر والسودان وحدهما من السنوات العجاف ؛ لأن احتياج البشر للمياه أهم من احتياج الكهرباء.

واختتم قائلا: “عندما افتتحت مصر السد العالي عام 1971 كان كهرباء السد تنير كل قرى ومحافظات الصعيد وحتى العاصمة ومدن الدلتا، لاعلاج للخبث والملاوعة الاثيوبية على كل المستويات”.

في سياق ردود الأفعال على تصريحات آبي أحمد عبر الكثيرون عن غضبهم، مؤكدين أننا نحن من أوصلنا إثيوبيا للنظر في موضوع السد بتلك الطريقة، وإملاء شروطها.

كانت مصر والسودان قد احتجتا على تشييد إثيوبيا مثل هذا السد العملاق، مؤكدتين أنه يهدد إمداداتهما من مياه النيل، وطالبتا إثيوبيا مرارا وتكرارا بوقف عمليات ملء السد، انتظارا للتوصل إلى اتفاق ثلاثي حول آلية تشغيل السد.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم