آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » ماذا يجري في البادية السورية؟

ماذا يجري في البادية السورية؟

 

بقلم: غسان رمضان يوسف

 

قبل الحديث عن الاحتكاكات الأميركية – الروسية التي تجري في سماء البادية السورية، واتهام كل جانب للآخر بخرق اتفاقية عدم التصادم، الموقّعة بين البلدين في 20 أوكتوبر 2015، لا بد من التنوية بأهمية البادية التي تشكل 40% من مساحة سوريا، وتبلغ مِساحتها 74 ألف كيلومتر مربع، وتقع على المثلث الحدودي السوري -الأردني – العراقي، أي أنها تشكل منطقة حيوية، تدفع جميع أطراف الصراع للسيطرة عليها.

الحديث عن البادية السورية تصاعد بعد الاحتكاكات الأميركية -الروسية المتكررة في الأجواء السورية، والتي بدأت في مارس الماضي، وإلقاء التهم من كل جانب على الآخر، حيث يترقب الكثيرون اندلاع معركة حامية الوطيس بين الطرفين!

لكن هل فعلًا تريد كلا من موسكو وواشنطن اندلاع المواجهة العسكرية في سوريا؟! وإذا كانتا تريدان ذلك، لماذا انتظرتا كل هذا الوقت؟ أم إنّ المواجهة المرتقبة ستقتصر على حلفائهم؟

أيضاً يمكن القول: إنّ ما ينذر بقرب وقوع مواجهة بين الطرفين، أنّ الولايات المتحدة حشدت في حقلي العمر وكونيكو وحول “القرى السبع” التي يسيطر عليها الجيش السوري وحلفاؤه شرق الفرات، واستعانت بقوات “قسد” و”جيش الثوار” و”الصناديد”، وفي الجنوب دربت الولايات المتحدة ما يُسمى قوات “سوريا الحرة”، وزودتهم بصواريخ هايمرز وأسلحة ثقيلة، حتى أنّ مسؤولًا كبيرا في البنتاغون، ذكر لوكالة أسوشيتد برس، أنّ الولايات المتحدة لن تتخلى عن أي ّمنطقة في سوريا، وستواصل طلعاتها العسكرية هناك.

قطع طريق دمشق – بغداد

حلفاء الولايات المتحدة يقولون: إنّ هدف الولايات المتحدة في المواجهة المقبلة مع الجيش السوري وحلفائه، هو قطع طريق بغداد – دمشق وإغلاق معبر البوكمال “القائم”، على اعتبار أنّ كل الدعم الإيراني والعراقي للقوات السورية وحلفائها، يأتي من هذا المعبر، لكنّ هؤلاء تغافلوا عن أنّ كل الدعم لما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية”، يأتي من المعابر غير الشرعية في المنطقة المحازية للحدود العراقية، وفي الجنوب تسيطر القوات الأميركية وميليشيات سوريا الحرة، على معبر التنف وجزء من الحدود العراقية والحدود الأردنية.

والسؤال الآن، هل تفلح الولايات بإغلاق المعبر، وما أهداف الولايات المتحدة الحقيقية في سوريا؟

متابعون يلخصون الأهداف الأميركية في سوريا بثلاثة.

الأول: إغلاق معبر البوكمال لقطع طريق طهران – دمشق مرورا ببغداد.

الثاني: فرض التقسيم كأمر واقع وفصل سوريا عن محيطها العربي بإقامة كانتونين انفصاليين:

الأول، يمتد من شمال شرق سوريا في عين ديوار حتى البوكمال، تحت مسمى “سوريا الديمقراطية”، ما تخشاه الدولة السورية ودول المنطقة، كالعراق وتركيا وإيران.

 

الثاني: كانتون “سوريا الحرة” ويمتد من البوكمال حتى السويداء مرورا بالتنف، أي مناطق البادية المحازية للحدود الأردنية، وهو ما كشفته صحيفة “تركيا” التركية في السادس من سبتمبر 2022، من أنّ قوات التحالف تستعد لإنشاء جيش “سوريا الحرة” قوامه 30 ألف مقاتل، وأنّ اجتماعا عُقد في قاعدة التنف، حضره ممثلو البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية، تم التعبير فيه عن أنّ محور السويداء -القنيطرة – درعا، سيتم الاعتراف به كهيكل مستقل، بما يؤمّن الحماية لشمال إسرائيل، ويُبعد الجيش السوري وحلفاءه الإيرانيين عن الجولان السوري المحتل.

الثالث: نهب النفط والغاز السوريين، وهو ما يعيدنا إلى ما قاله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2019، عندما أوقف الانسحاب الأميركي من سوريا، وقال: سنحتفظ بالنفظ!

ومن هنا يمكن القول: إنّ المواجهة في حال تمت، ستكون بين الدولة السورية صاحبة الحق الشرعي في السيطرة على كامل ترابها، والمطالبة بحماية حدودها وإخراج المحتل مهما كانت حجة وجوده، لا بل أصبحت عناصر “داعش” تلتحق بالفصائل المتعاونة مع الولايات المتحدة كـ”قسد” و”جيش الثوار” و”جيش سوريا الحرة”، و”الصناديد” و”ثوار الرقة”، حتى أنّ بعضا من هؤلاء انتقل إلى الشمال الغربي، حيث التحق بهيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقا” والجيش الوطني المتعاون مع تركيا، ما يؤكد أنّ من يدّعي محاربة “داعش” ليس صادقا، وأنّ عناصر “داعش” تفرقت بين الفصائل التي تدعمها كل من تركيا والولايات المتحدة، ولنتذكر بأنّ كلًّا من زعيمي “داعش” البغدادي والقرشي، قُتل في إدلب في حال صدقت الرواية الأميركية.

*زيارة السوداني

ومن هنا تأتي أهمية زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في هذا الظرف الحساس، واجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد، والتأكيد على أنّ العلاقات العراقية السورية تاريخية ومعمّدة بالدم، ومطالبة رئيس الوزراء العراقي بسيطرة الدولة السورية على كامل أراضيها، باعتباره الوسيلة الوحيدة للقضاء على الإرهاب وضبط الحدود بين البلدين.

(سيرياهوم نيوز1-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأردن: وزير الخارجية في زيارة إلى سوريا لإجراء محادثات موسّعة

    أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، أنّ نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي سيزور الجمهورية العربية السورية الشقيقة اليوم؛ لإجراء محادثات موسعة. ...