الرئيسية » كتاب وآراء » ماذا يحمل بن زايد لدمشق..؟ (الجزء الثاني)

ماذا يحمل بن زايد لدمشق..؟ (الجزء الثاني)

 

باسل علي الخطيب

ترى لماذا تاخرت زياره محمد بن زايد لدمشق وقد اعلن عنها قبل اكثر من اسبوعين؟؟!!…
قبل ان نجيب على هذا السؤال دعونا نطرح سؤالا اهم…
ترى متى كانت اللحظة التي أدركت فيها أبوظني أن الولايات المتحدة الامريكية بعيدة جداً؟….
هل عندما لم يتم اشراك الامارات في مفاوضات الملف النووي مع ايران؟..
ام عندما رفعت اداره بايدن جماعه انصار الله في اليمن من قائمه الارهاب قبل ثلاثة سنوات؟!…
ام عندما حصل ذاك الانسحاب الهروب من افغانستان؟؟…
ام وام…..

یکتر حديث المسؤولين الأمريكيين عن اليوم التالي بعد حرب غزة…
يدرك الأمريكيون أن الكيان الصهيوني يحتاج فترة نقاهة طويلة بعيد حرب غزة….
هناك مقطع في النشيد الوطني للكيان يقول أن (مأساة ماسادا لن تتكرر )….
ماسادا أو مسعدة بالعربية هي قلعة تحصن فيها اليهود عندما حاصرهم الجيش الروماني بعيد تمردهم عام 70 ميلادية، وعندما اشتد الحصار، قرر اليهود في القلعة الانتحار…. وانتحروا كبارا وصغاراً….
عملية 7 اكتوبر اعادت إلى الأذهان فوبيا الماسادا….
ترى لو كان يدرك محمد الضيف أن الكيان على هذه الدرجة من الوهن، اما كانت دراجات المقاومة تابعت مسيرها حتى مشارف تل أبيب ؟؟….
نعم، يحاول الأمريكيون إنقاذ الصهاينة من أنفسهم….

اذاً، هل نستطيع أن تقول أن ما حصل على مستوى المنطقة من اشتباكات على مختلف الجبهات خلال الشهرين الفائتين هو شكل من أشكال التفاوض؟..
أن الولايات المتحدة لا تريد الاقرار بالهزيمة، أو بالاحرى تريد مخرجاً ما يخفف تبعات تلك الهزيمة…
هل هذا يجيب على تساؤلنا عن سبب تأخر زيارة محمد بن زايد لدمشق ؟…
ان الزعماء، الرؤوساء، عندما يجتمعوا لا يجتمعون لكي يتفاوضوا…..
الاجتماع يكون إعلاناً عن الاتفاق….
هل نستطيع أن تقول أن الولايات المتحدة لم تستطع الحصول على ذاك المخرج إياه، و لذلك تأخرت الزيارة ؟؟؟…

عندما زار السيد الرئيس بشار الأسد الامارات في الشهر الثالث من العام الماضي كانت حفاوة الاستقبال الكبيرة لافتة جداً…
تلك لم تكن حفاوة طبيعية، ولم تكن مراسماً بروتوكولية فحسب، تلك الحفاوة كانت إشارة أن ابو ظبي قد اقتنعت برؤية الأسد ورؤية سورية حول طبيعة الصراع وتعقيداته في المنطقة، تلك الرؤية التي قد يكون استمع اليها المسؤولون الإماراتيون خلال زيارة السيد الرئيس السابقة للامارات عام 2022….
أدركت الامارات آنذاك بالتجربة والدليل أن سورية وإيران اقرب إليها من الولايات المتحدة، وانه لايجب وضع كل البيض في السلة الأمريكية…..
أدركت أن مفتاح السلام والحرب في المنطقة هو بيد دمشق…

كان نتاج ذلك قراراً استراتيجياً اتخذته الامارات لمحاولة إيجاد تسوية ما على مستوى المنطقة ولو مؤقتة….
مع الاخذ بعين الاعتبار أن هذا الدور الذي قررت الامارات القيام به ليس ببعيد عن الرغبة الأمريكية، وهامش الحركة الذي اكتسبته أبوظبي هو حاجة أمريكية لإيجاد ذاك المخرج إياه…..
يتبع….
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن -سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عن إعادة التموضع.. ودور النُخَب

      بقلم :بسام هاشم   هفي مرحلة ما بعد الانتصار على الإرهاب، وفي سياق إعادة بناء الدولة الوطنية، تجد سورية نفسها أمام تحديين ...