كيف يكون وضع نومك في الفراش؟ إذا كنت تحصل على ثماني ساعات من النوم كل ليلة، فأنت تقضي ثلث حياتك في السرير، وجزء مهم من نوم كل ليلة هو وضعية جسمك أثناء النوم.
سواء كنت تنام مع شريكك أو بمفردك أو حتى برفقة صديقك المصنوع من الفرو، فبمجرد أن تكون في أرض الأحلام، سيتخذ جسمك وضعه الخاص دون استشارة عقلك اليقظ فيما يتعلق بتفضيلاته، وهذا يعني أن وضع نومك قد يكون له في الواقع ارتباط كبير بما أنت عليه حقاً في عالم اليقظة.
إذ تقول ليليان جلاس، الدكتورة الأمريكية وخبيرة لغة الجسد في بيفرلي هيلز، كاليفورنيا: “أوضاع النوم لاشعورية، لذا فهي تعكس إلى حد كبير مشاعرك وما يحدث في أعماقك”.
مع الأخذ في الاعتبار أنك تقضي ثلث حياتك في الفراش، فقد يكون من المفيد معرفة ما تعنيه كل وضعية نوم بالنسبة لك.
النوم على المعدة: شخص منغلق!
يقول دبليو كريستوفر وينتر، طبيب متخصص في النوم ومؤلف كتاب The Sleep Solution: Why Your Sleep Is Breaked ، إن النوم على المعدة يشير إلى أنك شخص يحب الخصوصية وربما منغلق قليلاً على نفسه. ويضيف: “إنها وضعية آمنة” على الرغم من أنها ليست الخيار الأفضل لمجرى الهواء أو أسفل الظهر. ويضيف جلاس أن الأشخاص الذين ينامون على بطونهم “رواقيون للغاية، أي أنهم عادة هادئون وغير مبالين ولا يبالغون في إظهار مشاعرهم”.
كما يوضح وينتر قائلاً: “تشعر نوعاً ما بأنك مغطى ومحمي، مثل سلحفاة بقوقعتك” قد تكون أيضاً “أكثر ميلاً إلى الداخل من الخارج”، وهذا أمر منطقي، مع الأخذ في الاعتبار أن جسمك حرفياً يتجه إلى الداخل في هذه الوضعية.
النوم على الظهر: شخص منفتح ويشعر بالأمان
يشرح وينتر أن الأشخاص الذين ينامون على ظهرهم أكثر انفتاحاً لعرض وتلقي أشياء معينة. توافق جلاس على ذلك، وتقول: “هذا يعني أنك منفتح وتشعر بالأمان الشديد”. وتشير إلى أن هذا هو أيضاً الوضع الذي تنام فيه الحيوانات عندما تشعر بالأمان والراحة معك.
“إنه وضعية الأشخاص الواثقين من أنفسهم إلى حد ما، خاصة إذا كنت شخصاً لا يرتدي الكثير من الملابس للنوم”، كما يقول وينترز.
لكن وضع النوم هذا لا يتعلق بالثقة فحسب، بل يمكن أن يشير أيضاً إلى شخصية حذرة. إن هذا الموقف قد يساعدك على سماع ما يحدث في المنزل بشكل أفضل، وإذا حدث شيء ما، فستكون أكثر استعداداً للتنبه والاستيقاظ مما لو كنت مستلقياً على بطنك أو جانبك.
النوم في وضعية الجنين: شخص يحتاج إلى الأمان
إذا كنت شخصاً ينام بمثل وضعية الجنين في الرحم، فمن المحتمل أنك تشعر قليلاً (أو كثيراً) بعدم الأمان وقد تكون بحاجة إلى “الأمان والحماية”، كما تقول جلاس.
وتضيف لمجلة المرأة الأمريكية Women’s Health: “هذه هي طريقتك في إرضاء نفسك”. إن هذا الوضع الذي يشبه وضع الجنين هو وسيلة “لحماية نفسك من العالم، عندما تشعر بالنقص العاطفي أو قد يلجأ إليه الشخص عندما يتعرض لصدمة لا يمكنه التعامل معها”.
النوم على الجانب: شخص متوازن
إن كنت شخصاً تنام عادة على أحد جنبيك، فإن كل ما يهمك هو الحفاظ على التوازن، في السرير وفي الحياة، كما ترى جلاس، إذ تقول إن هذا الوضع “هو مزيج من وضعية الظهر والجنين، ويشعرك بالتوازن”. وغالباً ما يشعر معظم الناس براحة كبيرة في النوم في هذا الوضع.
فيما يضيف وينتر، إذا كنت تبدو وكأنك عداء في منتصف العدو في هذا الوضع، فمن المرجح أنك “تحاول الحفاظ على توازن رياضي”. لذا إذا كنت رياضياً خلال النهار، فلا تتفاجأ إذا وجدت نفسك تنجذب إلى هذا الوضع في الليل. ويضيف: “ربما يكون أفضل وضع للنوم للتنفس”، وهو ما قد يفسر أيضاً ارتباطاته الرياضية.
كما يشير النوم على جانبك إلى الشعور بالانسجام مع العالم، “لست بحاجة إلى وضع كل شيء هناك ليراه الجميع، لكنك أيضاً لا تشعر بالحاجة إلى الاختباء بعيداً، كما شرح وينتر.
ماذا لو أنك تبدل بين أوضاع النوم المتعددة؟
من المحتمل أن يكون لديك شيء ما يدور في ذهنك ويمكن لجسمك معرفة ذلك. يقول وينترز: “يمكن أن تكون علامة على الاضطراب الداخلي، الأشخاص الذين لديهم الكثير في أذهانهم، سيقولون في كثير من الأحيان لقد نمت بشكل سيئ الليلة الماضية. كنت أتحرك في كل مكان، ولكنك عندما تنام جيداً، لا تتحرك الأغطية فهذا دليل جيد على صحتك الجسدية والنفسية”.
في حين أن تبديل أوضاع النوم ببساطة “قد يكون له علاقة كبيرة بمستوى الراحة”، إذ تقول جلاس، إلا أنه يمكن أن يعكس أيضاً ما يحدث في دورة أحلامك. وتقول: “في بعض الأحيان، فإن نوع الحلم الذي تحلم به سيحدد وضعية نومك”. إذا استيقظت وتذكرت أنك رأيت حلماً صاخباً بالأحداث، فقد يفسر ذلك أيضاً سبب تشابك ملاءاتك.
وعموماً قد لا يكون أي وضع تنام فيه هو الذي تجد نفسك فيه في صباح اليوم التالي. إذ يقول وينتر: “عندما نجري دراسات حول النوم، من المثير للاهتمام عدد الأشخاص الذين سيخبرونك بأنهم ينامون بطريقة معينة، لكن وضع أجسامهم مختلف تماماً عندما يستيقظون”. قد يكون تصور ما تعتقد أنك تفعله أثناء الليل مختلفاً حقاً عما كنت تفعله بالفعل.
في النهاية، تعد هذه محاولة من بعض الخبراء لشرح معنى وضعيات النوم ليس إلا، لكنها ليست دليلاً جازماً على شخصية الشخص، فشخصيتنا تحددها وتشرحها العديد من العوامل المركبة والمعقدة.
سيريا هوم نيوز /4/ عربي بوست