آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » مازوتُنا الرَّسميُّ جِداً..وعبقرية حكومتنا!!

مازوتُنا الرَّسميُّ جِداً..وعبقرية حكومتنا!!

 

أحمد يوسف داود

 

يَبدو أَنَّ عَلَينا التَّوقُّفَ عَنْ نَقدِ سِياساتِ التّسعيرِ التي لاترى حكومتُنا غيرَها لإظهارِ قُوّتِها القاهِرةِ للشّعبِ في سوريّةَ، أو لِبقيّتِهِ: بتَعبيرٍ أكثرَ دِقّةْ!.

فحُكومتُنا هذهِ تَعمَلُ، دونَ كَللٍ أو مَللْ، على أَنْ تُرهِقَ مَنْ هُم تَحتَ سَيطرتِها منْ (شَعبِنا العَظيمِ طَبعاً!) بكلِّ الأَساليبِ الغَرائِبيَّةِ كيْ (تُصلِحَ) – نعمْ: تُصلِحَ! – شَيئاً منَ اعوِجاجِهْ!.

وهُنا لن أتَطرَّقُ إِلى كَيفيّاتِ الزّيادةِ على أسعارِ الأدوية عِندَنا، ولا إلى عدمِ وُجودِ سَقفٍ لِذلكَ،

مادامَتْ في جُيوبِ أَيٍّ منَ السوريّينَ الذين يَجري إنْهاكُهم وَفقَ بَرنامجٍ مَدروسٍ بِكاملِ الدِّقةِ والعِنايَةِ التي لانَعرِفُ كيف نُعبِّرُ عنْ إعجابِنا الشَّديدِ بِها!.

وهٌنا سنَتطرّقُ إلى سِياسةِ توزيعِ (مازوتِ التّدفئةِ) التي حَصلَ كلُّ بَيتٍ في مَنطِقتِنا على خمسييبن لِتراً كامِلاً مِنها، بمئةِ الفِ ليرةٍ لا تَزيدُ إلّا ستّةَ آلافٍ فقط، ولاتَنقُصُ الخمسون لِتراً إلّا بِضعةَ أَلتارٍ عِندَ التّعبئةْ!.

وبالطبعِ، يَحِقُّ للمُواطِن المُدلّلِ جِدّاً أنْ يَشتَريَ ماشاءَ منَ (المُهرِّبينَ الكِرامِ!) ماشاءَ لهُ جَيبُه الفارغُ، بأسعارٍ بدأتْ بمٍئتَينِ وخَمسينَ أَلفِ ليرةٍ لكلِّ سَبعةِ لِتراتٍ كَسِعرٍ أَوّليٍّ، ولايَعرفُ أحدٌ إِلى أَينَ قد يَنتَهي حينَ يَبدَأُ البَردُ القارِسُ في قادمِ الأَيّامِ منَ الشِّتاءِ الذي أَقْبلَ على عَجَلٍ وقد لاينتَهي إلّا في أيّارْ!.

أَمّا مَنْ يَبيعونَهُ فهم سوريّونَ، يَزعَمونَ عُموماً أَنّهُ قد تمَّ شراؤه من لُبنانْ، عِلماً بأنَّ (مازوتَ لُبنانَ!) لم يتِمَّ أَمرُ استِخراجِهِ بَعدْ، وفَهمُكمْ كافٍ ولِله الحَمدْ!.

وبالطّبعِ لايُمكِنُ لأَحدٍ مِنّا إلا أنْ يُشيدَ (بعَبقَريّةِ حُكومَتِنا) أًمامَ هذا (الإعْجازِ) في قَضِيّة المازوت، وفي مَدى حِرصِها على أَسرارِها الفَذّةِ.. يخزي العَينْ!.

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز )

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدقة من اموال الموازنة .. ؟!

  سلمان عيسى مثل كل موسم، تركب الحكومة رأسها وتقسم انها لن تحرك سعر شراء القمح مليما واحدا فقد اقرت بحضور معظم أعضائها سعر الشراء ...