محسن سلامة
هذا المثل تعبير عن المقادير التي تأتي عكس ما يتمنّى الإنسان وقصّته 1 _ أنّه وصل إلى سمع الشاعر العربيّ . المتنبّي وهو في مصر خبر نعيه في مجلس سيف الدولة الحمدانيّ ، وهو ما زال حيّاً يُرزق ، 2 _ كان المتنبّي يأمل إمارة لنفسه في مصر أوحى إليه بها أميرها كافور الإخشيديّ ، ولكنّ الشاعر العظيم قرأ الغدر في عينيّ هذا الأمير الأسود ، فهرب الشاعر إلى بغداد تحت جنح الظّلام ليلة العيد كانت القصّتان مصدر خيبة أمل الشاعر الكبير ، كان شأنه شأن قبطان سفينة شراعيّة تمنّى أن تكون الرّياحُ سنداً له في إبحاره في المحيطات ولكن فوجئ بهذه الرّياح مدمّرة تعاكس وجهته تحطّم السّفينة و آمالها معاً فقال الشاعر المتنبّي : بِمَ التَّعلُّلُ لا أهلٌ ، و لا وطنُ و لا نديمٌ ، ولا كأسٌ ، و لا سكنُ ما كلّ ما يتمنّى المرءُ يدركُهُ تجري الرّياحُ بما لا تشتهي السّفنُ يقول : أعدائي يتمنّون موتي ، ولا يتحقّق ما يتمنّون ، فالرّياح تجري ، وليس كلّ ما يجري ترضى به السّفنُ ، وإنّما ترضى السّفنُ بالرّياح الطيّبة
(سيرياهوم نيوز6-صفحة الكاتب5-7-2022)