آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » ماكرون لواشنطن: ربما تحلّون مشكلتكم بشأن التضخم لكنكم تفاقمون مشكلتي والدعم الأميركي للصناعات المحلية “يخلق أرضية غير متكافئة وعدائي”.. وسأجري محادثات مع بوتين في الأيام المقبلة

ماكرون لواشنطن: ربما تحلّون مشكلتكم بشأن التضخم لكنكم تفاقمون مشكلتي والدعم الأميركي للصناعات المحلية “يخلق أرضية غير متكافئة وعدائي”.. وسأجري محادثات مع بوتين في الأيام المقبلة

واشنطن ـ (أ ف ب) – انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس مجددا الدعم الأميركي للصناعات المحلية الذي اعتبر أنه يضر بالشركات الأوروبية عبر “خلق أرضية غير متكافئة” مع تلك الأميركية.

وسبق لماكرون الذي يقوم بزيارة دولة للولايات المتحدة أن انتقد الأربعاء هذا الدعم معتبرا انه “بالغ العدائية” على الصعيد التجاري للشركات الأوروبية.

وقال الخميس في مقابلة أجرتها معه شبكة “أيه بي سي” إنه بينما تعمل واشنطن وباريس “معا عن قرب” في الشؤون الجيوسياسية ومعارضة الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن التوتر التجاري ما زال قائما.

وأقر بأن قانوني الشرائح الإلكترونية (CHIPS Act) وخفض التضخم (Inflation Reduction Act) اللذين صمما لتعزيز المنافسة والإبداع في الولايات المتحدة “جيّدان بالنسبة للاقتصاد الأميركي.. لكن على اعتبار أنه لم يتم تنسيقهما بالكامل مع الاقتصادات الأوروبية، فإنهما يؤديان إلى خلق أرضية غير متكافئة”.

وفي ظل ارتفاع أسعار الطاقة والغاز في أوروبا منذ شباط/فبراير نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، قال ماكرون إن على البلدان الغربية التنسيق بشكل أفضل في القضايا الاقتصادية والتجارية.

كما أكد الرئيس الفرنسي الخميس أنه سيجري محادثات خلال الأيام المقبلة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة أجراها معه التلفزيون الأميركي أثناء قيامه بزيارة دولة إلى الولايات المتحدة.

وقال ماكرون لشبكة إيه بي سي “أردت قبل ذلك القيام بزيارة الدولة وإجراء محادثات معمقة مع الرئيس (الأميركي جو) بايدن وفريقينا معا”، مشيرا إلى أنه سيتحدث مع بوتين “خلال الأيام المقبلة”.

ومسألة الغزو الروسي لأوكرانيا من المواضيع العديدة التي سيبحثها ماكرون مع بايدن خلال زيارته لواشنطن، ومن المؤكد أن الرئيسين سيعلنان موقفا موحدا بشأن الرد على هذا الهجوم.

ودعا الرئيس الفرنسي الخميس إلى “سلام دائم” لوضع حد للنزاع.

وقال “إن سلاما عادلا ليس سلاما يفرض على الأوكرانيين، إن سلاما عادلا ليس سلاما لا يقبله أحد الطرفين على المدى المتوسط أو البعيد”.

وأكد ماكرون أن بوتين “ارتكب خطأ”.

وتابع “هل أنه من المستحيل العودة إلى طاولة المحادثات والتفاوض في شيء ما؟ أعتقد أن هذا لا يزال ممكنا”.

تعود آخر محادثات رسمية بين ماكرون وبوتين إلى 11 أيلول/سبتمبر.

وأعلن الرئيس الفرنسي الأسبوع الماضي أنه ينوي إجراء “اتصال مباشر” مع الرئيس الروسي “بشأن مسألة النووي المدني أولا ومحطة زابوريجيا”.

وأوضح قصر الإليزيه أن ماكرون سيذكر بوتين بمطالب فرنسا، وهي “خروج القوات الروسية من أوكرانيا واستعادة أوكرانيا سيادتها ووحدة أراضيها”.

ويستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الفرنسي في وقتٍ لاحق الخميس.

ويزور الرئيس ماكرون واشنطن للبحث عن توافق سياسي ومناقشة ملف الأزمة في أوكرانيا، ويعتزم التعبير عن موقفه بشأن قانون خفض التضخم الذي يطال أوروبا.

والثلاثاء، قال كريس كونز، السيناتور الديمقراطي المقرب من الرئيس بايدن، إن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي إلى الولايات المتحدة “لن تثمر معجزة” للصناعيين الأوروبيين المتضررين من قانون “خفض التضخم”، على الرغم من وصف هذه الزيارة بأنّها تتويج للعلاقة “الوطيدة” بين الحليفين.

وقبل أيام، قال وزير المالية الفرنسي، برونو لو مير، إنّه يتعيّن على أوروبا العمل على “حماية المصالح الاقتصادية للاتحاد الأوروبي” أمام إجراءات الولايات المتحدة لمواجهة التضخم.

وفي 18 من الشهر الحالي، حذّرت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيت بورن، من أن فرنسا “لن تقف مكتوفة اليدين” في مواجهة خطة الاستثمار الأميركية الهائلة لمكافحة التضخم، والتي يُحتمل أن تضر بالمنافسة التجارية.

وصادقت واشنطن، في 13 آب/أغسطس الفائت، على “قانون خفض التضخم” الذي وضعه جو بايدن، ويُعَدّ أكبر استثمار يُعتمد على الإطلاق في مكافحة تغير المناخ، إذ يخصص 370 مليار دولار لبناء توربينات تحركها الرياح وألواح شمسية وسيارات كهربائية.

ويجري استقبال ماكرون بكل مراسم زيارة الدولة مع إطلاق المدفعية وعزف النشيدين الوطنيين عند وصوله وعقد اجتماع في المكتب البيضاوي ثم عقد مؤتمر صحافي مشترك وتنظيم حفل عشاء رسمي.

هو أول رئيس يخصه بايدن بمثل هذا الاستقبال منذ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير 2021.

فالرئيس الديموقراطي الثمانيني يسعى، بعد تقلبات رئاسة دونالد ترامب، الى تقوية العلاقات مع الشركاء التقليديين للولايات المتحدة وبينهم “الحليف الأقدم”، وهي الصيغة التي تشير بها واشنطن الى فرنسا.

– غواصات –

لكن مساعيه هذه لم تبدأ جيدا مع نظيره الفرنسي. ففي أيلول/سبتمبر 2021، أعلنت الولايات المتحدة عن تحالف عسكري ضخم جديد مع بريطانيا واستراليا “أوكوس”، ما أدى الى سحب عقد هائل من فرنسا لبيع غواصات الى كانبيرا.

وقد أقر بايدن، بدون أي تراجع عن جوهر القرار، بحصول “رعونة”، ومنذ ذلك الحين يبذل أقصى الجهود لاسترضاء إيمانويل ماكرون، وهي عملية يقول محللون إنها تتوج بهذا الاستقبال الرسمي في واشنطن.

لكن هذا لا يعني ان كل الأمور تسير بشكل جيد، فقد أسف الرئيس الفرنسي الاربعاء بلهجة حازمة للقرارات الاقتصادية “شديدة العدوانية” للشركات الأوروبية التي اتخذها الرئيس الأميركي.

يريد بايدن تنشيط الصناعات الأميركية وطمأنة طبقة وسطى تضررت من العولمة، مع الوقوف في الوقت نفسه في وجه بكين. هذا يمر عبر دفاع بدون قيود عن المصالح الاميركية، على الصعيد العسكري – وهو ما ثبت عبر أوكوس- كما على الصعيد الصناعي.

وأوضح ماكرون الأربعاء أنّ تداعيات برنامج المعونات الحكومية للشركات في الولايات المتّحدة ستكون كارثية على الاستثمارات في أوروبا.

وقال إنّ هذا البرنامج “يخلق فروقات بين الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا لدرجة أنّ أولئك الذين يعملون في العديد من الشركات سيقولون لأنفسهم +سنتوقف عن القيام باستثمارات على الجانب الآخر من المحيط” الأطلسي.

ويعتزم جو بايدن خصوصا تعزيز قطاع السيارات الكهربائية بهدف استحداث مزيد من الوظائف الصناعية وتحقيق الانتقال في مجال الطاقة وإحراز تقدّم في المنافسة التكنولوجية مع الصين

– دبلوماسية وعشاء –

وقال ماكرون لبرلمانيين أميركيين “ربما تقومون بحل مشكلتكم، لكنكم تفاقمون مشكلتي” مشددا على ضرورة ان تقوم فرنسا أيضا بدعم الطبقة الوسطى والوظائف.

وحذّر الرئيس الفرنسي من أنّ برنامج الولايات المتحدة للاستثمارات والإعانات لمساعدة الشركات المحليّة يهدّد “بتفتيت الغرب”. وقال إن “هذه الخيارات لا يمكن أن تنجح إلا إذا كان هناك تنسيق بيننا، إذا اتّخذنا القرارات سويّاً، إذا تناغمنا مجدّداً”.

بعد تصريحاته هذه، توجه ماكرون وزوجته بريجيت لتناول العشاء مع جو بايدن وزوجته جيل في مطعم إيطالي في واشنطن، وهو ما كان لقاء خاصا و”سياسيا” في الوقت نفسه بحسب ما قال مستشار لقصر الاليزيه.

وأكد ان الرئيس الفرنسي سيكرر “هذه التصريحات الأساسية” أمام بايدن وهو متمسك جدا أيضا بمصير “الطبقة الوسطى”.

الى جانب هذه المحادثات، سيعبر الرئيسان أيضا بالتأكيد عن توافقهما إزاء الرد على الغزو الروسي لاوكرانيا.

وموقفهما بشأن الصين سيكون مثيرا للاهتمام حيث أن واشنطن تريد أن يشاطرها الأوروبيون بشكل أكبر قلقها حيال تصاعد قوة بكين في كل المجالات، لكن فرنسا حريصة على رسم مسارها الدبلوماسي الخاص.

كل هذه المسائل ستنحى جانبا موقتا خلال العشاء الرسمي الذي يقام مساء الخميس.

على الطاولات المليئة بالشمعدانات والزهور بألوان علمي البلدين، سيتم تقديم طبق الكركند، ولحم البقر، وكعكة البرتقال.

لكن السيدة الأميركية الأولى أصرت أيضا على تقديم أجبان أميركية، وبينها الجبنة الزرقاء (روكفور) من صنع أوريغون وهي أول انتاج أميركي يفوز بجائزة عالمية لأفضل الأجبان عام 2019.

سيتم تقديم نبيذ أميركي لكن بكؤوس من صنع فرنسا.

سيرياهوم نيوز 4-رأي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بوتين: واشنطن تدفع نحو صراع عالمي.. ونجحنا في اختبار صاروخ “أوريشنيك”

  الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يقول إن الولايات المتحدة تدفع العالم نحو صراع عالمي، ويؤكد أن تدمير مصنع الصواريخ الأوكراني تم بصاروخ باليستي روسي فرط ...