التربية الصالحة و بناء شخصية متزنة نفسيا و جسمانيا غاية كل الآباء و الأمهات و منتهى آمالهم، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فكثيرا ما تكون النتائج مخيبة للآمال بسبب أخطاء ترتكب في تربية الطفل خلال سنواته الأول.
أخطرها عبارات نطلقها جزافا و لا نلقي لها بالا، و لكن وقعها في نفس الطفل شديد و ملازم له في جميع مراحل حياته. ومن أبرزها مايلي:
1. أنت مجرد خطأ، ما كان يجب أن تولد:
لعلها أخطر عبارة يمكن أن تُلقى على مسامع الطفل، و ستؤدي حتما إلى جرح مشاعره و زعزعة ثقته بنفسه و ستجعله يحس بأنه منبوذ. لذلك يجب تفادي هذه العبارة المدمرة مهما بلغت درجة إحباطك من سلوك الطفل ففي النهاية هو طفل ومهما أخطأ لن يظل طفلا مدى حياته.
2. أسرع و إلا تركتك هنا:
الأطفال لا يدركون مفهوم الزمن كما يدركه الكبار، لذلك فهذه العبارة لا تعنيه إلا في شقها الثاني و لا تزيد لديه سوى الخوف من الهجر و الإنفصال و الإحساس بعدم الأمان داخل الأسرة، خصوصا إذا كانت هذه الأخيرة تتبعها الصراعات و المشاكل المستمرة بين الأبوين.
3. أنت دائما تفشل في إنجاز ما يطلب منك:
الهدف من إطلاق هذه العبارة هو تحفيز الطفل للنجاح في إنجاز المهام التي تطلب منه، لكن النتيجة تكون عكسية تماما فما يفهمه الطفل من كلامك هو أنه غير قادر على فعل شيء بشكل جيد، مما يؤثر سلبا على ثقته بنفسه. يمكنك بدلا من ذلك أن تقول له مثلا: ”أريد منك أن تنجز ما يلي بهذه الطريقة” مع تدقيق المهمة المطلوبة، و سترى آنذاك أنه بالفعل قادر على النجاح في إنجاز المهام حين يطلب منه ذلك بالطريقة الصحيحة.
4. كنت أود أن تكون مثل أخيك / أختك:
لا أحد يحب أن يقارن مع أي كان. الجميع يريدون أن يكونوا موضع تقدير لشخوصهم و ذواتهم. فالطفل الذي يسمع مثل هذه العبارات المحبطة، لا محالة سيشعر بالنقص والعجز و الإقصاء من طرف الآخرين ويتعامل مع نفسه على هذا الأساس.
5. تعليقات و عبارات سلبية تصدر من أحد الوالدين في حق الآخر:
مهما كانت الظروف و حجم الخلاف، فلا يجب أبدا أن يوظف الأطفال لتصفية الحسابات بين الزوجين أو يسعى أحدهما لتشويه صورة الآخر لدى الأبناء، ظنا منه أنه سيجعل الأبناء في صفه، بينما النتيجة عكس ذلك تماما و تظهر للأطفال مدى هشاشة العلاقة بين والديهم مما يشعرهم بالخوف و بعدم الأمان. إذا حدث و فقدت السيطرة يوما على أقوالك و حدثت طفلك بمثل هذه الأحاديث، فالحل الأمثل يكمن في أن تعتذر له و تقول له أنك كنت في حالة غضب و أنك لم تكن تعني ما تقول وتفهمه أن تصرفك خاطىء وتشعره أنك ندمت واعترفت بخطئك.
يحتاج الأطفال دائما للتشجيع و التحفيز من طرف الوالدين، للمساعدة على بناء الثقة بالذات و احترامها، لذلك وجب علينا الإحتياط عند الحديث مع أطفالنا بغض النظر عن حالتنا النفسية، فالكثير من المنحرفين كان سببهم كلمات أو عبارات رددت على مسامعهم حين كانوا صغارا، و قلبت حياتهم رأسا على عقب سلبا.
(سيرياهوم نيوز ٣-عالم طفلي)