سمير المحمود: 2020/09/27
من المعروف أن المفكر والفيلسوف كارل ماركس حاول أن ينفذ في أبحاثه إلى أعماق الحياة الأوربية، ما جعله يكتشف إلى أي حد أسهم الفكر والممارسة البرجوازيان في الإساءة للإنسان الأروربي العامل والرأسمالي على حد سواء والتعامل معه دون أدنى مستوى من الإحترام لإنسانيته في ذلك الحين حيث اكتشف ماركس أن الممارسة البرجوازية انحرفت بالعمل من كونه ميداناً رحباً لصياغة الشخصية الإنسانية وازدهار قواها وتنميتها وتحريك فاعليتها وتحويل مشاعرها من مشاعر تتمركز حول ذاتها إلى مشاعر إنسانية شاملة، وكذلك تحويل طبيعتها من طبيعة طبيعية إلى طبيعة إنسانية عاقلة وذلك بتحويل حاجاتها من حاجات القدرات الطبيعية للإنسان إلى قدرات عاقلة؛ أي انحرفت من النطاق المذكور إلى عمل مفروض ومغترب ودون معنى، واكتشف أيضاً أن الممارسة المذكورة عوضاً عن أن تسعى إلى الاتجاه نحو نمط وموضوع جديدين من الإنتاج يهدفان قبل كل شيء إلى السير باتجاه تحقيق وفرة من الحاجات الإنسانية الأصيلة التي تبعث الحياة في القوى الكامنة في الإنسان ودفعها في طريق التطور عملت على خلق حاجات غير إنسانية جديدة ليس لهدف الثراء وحده، حيث كل منتج في النظام البرجوازي أصبح لا يفكر إلا في خلق حاجة جديدة مغتربة عند الإنسان الآخر ليس بهدف تطويره وإنما فقط من أجل إرغامه على أن يفعل ما بوسعه لتجاوز تلك الحاجات، وقد كان لذلك الاكتشاف الذي قام به ماركس الدور الأساسي في تكوين فكره الذي هدف إلى إنقاذ آدمية الإنسان التي كانت مهددة في ذلك الحين وبالتالي تحريره والارتقاء به إلى المستوى الذي يليق به بوصفه إنساناً.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)