على مدار نحو عقدين، اعتاد مستخدمو الهواتف الذكية على تجربة شبه موحدة، سواء امتلكوا هاتفًا من “أبل” أو جهازًا يعمل بنظام “أندرويد” من “غوغل”. لكن في عام 2025، بدأت هذه القاعدة بالتغير، إذ تتخذ الشركتان الآن مسارين تقنيين وتصميميين مختلفين بشكل واضح، يتجه أحدهما نحو الذكاء الاصطناعي والآخر نحو الجماليات البصرية.
بداية الانقسام الكبير بين “أندرويد” و”آي أو إس”
مع اقتراب إطلاق نظامي iOS 26 وAndroid 16، بدأت تظهر ملامح التحول الجديد. فبينما ركزت “أبل” على تقديم واجهة شفافة أنيقة أطلقت عليها اسم Liquid Glass، لجعل التطبيقات تندمج بسلاسة مع الخلفية والمحتوى الظاهر على الشاشة، اختارت “غوغل” طريقًا أكثر فنية وحيوية مع واجهة Material 3 Expressive التي تتميز بألوان ساطعة وخيارات تخصيص عاطفية الطابع.
ومع أن هذه الاختلافات تبدو شكلية في ظاهرها، إلا أنها تشير إلى توجهات أعمق في فلسفة كل شركة. إذ تمضي “غوغل” بسرعة نحو الدمج الكامل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في هواتفها، بينما تركز “أبل” على تحسين تجربة المستخدم من خلال التصميم والاتساق في نظامها البيئي.
“غوغل”: الذكاء الاصطناعي أولاً
تقدم “غوغل” في نظام Android 16 أداة الذكاء الاصطناعي Gemini، والتي باتت جزءاً أساسياً من استخدام الهاتف. يمكن للمستخدمين التفاعل مع “جيميناي” عبر الأوامر الصوتية أو النصية لإنجاز مهام متعددة مثل:
إنشاء قوائم تسوق داخل تطبيق الملاحظات
استخراج معلومات من مقاطع فيديو على “يوتيوب”
البحث الفوري عن الأماكن والمواعيد في خرائط غوغل
“جيميناي” ليس مجرد مساعد افتراضي؛ بل أصبح نقطة مركزية تدمج تطبيقات النظام بطريقة ذكية، مما يجعل تجربة الهاتف أكثر تكاملاً وفاعلية.
“أبل”: الذكاء الاصطناعي في مرحلة التجربة
في المقابل، كشفت “أبل” عن مجموعة جديدة من مزايا الذكاء الاصطناعي في نظام iOS 26 ضمن حزمة أطلقت عليها اسم Apple Intelligence. تشمل الميزات:
الترجمة الفورية في تطبيقات “فيس تايم” و”الرسائل”
استخراج البيانات من لقطات الشاشة لتقديم اقتراحات مثل إضافة موعد إلى التقويم أو البحث عن منتج مشابه
ومع ذلك، لا تزال “أبل” متأخرة نسبيًا في مجال الذكاء الاصطناعي بالمقارنة مع “غوغل”. حيث فشلت حتى الآن في إطلاق نسخة مطورة من مساعدها الصوتي “سيري”، بعد أن أظهرت اختبارات داخلية ضعفًا في دقة الاستجابات.
وفي الوقت الحالي، يمكن للمستخدمين توجيه “سيري” لفتح محادثة مع ChatGPT من “أوبن إيه آي”، ما يشير إلى اعتماد جزئي على تقنيات خارجية.
تصميمات جديدة.. لكن الذكاء الاصطناعي هو الرهان الحقيقي
على الرغم من أن التصميمات الجديدة لكلا النظامين تحمل تغييرات بصرية واضحة — مثل الواجهة الزجاجية في “أبل” والأنماط اللونية في “غوغل” — فإن النقلة الأكبر هي ما يجري خلف الكواليس: الذكاء الاصطناعي. فبينما تعتمد “غوغل” على دمج الذكاء الاصطناعي في كل تفاصيل استخدام الهاتف، لا تزال “أبل” تحاول اللحاق بالركب بحذر.
ماذا يعني ذلك للمستخدمين؟
إذا كنت من مستخدمي “أندرويد”، فقد تبدأ في الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فعلي خلال عام 2025، حيث يقوم الهاتف بأداء المهام بالنيابة عنك تلقائيًا. أما مستخدمو “آيفون”، فسيستمتعون بواجهات أنيقة ومتناغمة، مع لمحات تدريجية من الذكاء الاصطناعي.
وفي الوقت الذي تعيد فيه جميع الشركات الكبرى تصميم منتجاتها حول الذكاء الاصطناعي، فإن الطريق لا يزال مليئًا بالتحديات، خصوصًا مع استمرار بعض الأدوات في ارتكاب أخطاء.
السؤال لم يعد: هل سيتغير شكل هواتفنا؟ بل أصبح: أي نوع من التجربة نريد؟ — هاتف جميل وأنيق؟ أم هاتف ذكي يقوم بالمهام بدلاً منا؟ يبدو أن الإجابة ستكون مختلفة حسب نوع الهاتف الذي تقتنيه.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم