يقول تعالى : ( اليوم أكملتُ لكُم دينكُم وأتْممتُ عليكُم نعمتي ) .
أولا ( أكملت ) أكمل الأمْـر َ: أي أنهاهُ على مـراحل مُتقطّعة ، بينها فواصل زمنيّة .
فالذي عندهُ أيّام إفطار في رمضان وعليه صيامها فيما بعد ، لديه فرصة 11 شـهراً لقضائها ، ولو على فترات متقطّعة ، لذلك قال تعالى : ( ولتُكْـملوا الـعِدّة ).
ثانيا ( أتممت ) أما أتـمّ الأمـر : يجب أنْ لا ينقطع العمل حتّى ينتهي .
فلا يجوز مثلاً : الإفطار أثناء النهار في صيام رمضان ، ولو لفترة قصيرة جدّاً .
لذلك يقول الله تعالى : ( ثُمّ أتِمّـوا الصـيام إلى الليل ) ولم يقل ( أكملوا )
وكذلك لا يجوز للإنسان أن يتحلّل مِنَ الإحرام في الحجّ حتى ينتهي من شعائره .
لذلك يقول الله تعالى : ( وأتمّوا الحجّ والعُمرة للّـه ) وليس أكملوا الحج ّ.
فلماذا الدين ( اُكْمل )
بينما النعمة ( أُتِمّت ) ؟
لأنَّ الدين نزل على فتراتٍ متقطّعة على مدى 23 عاماً ،
ولكن المُلفت والجميل أن نعمة الله لم تنقطع أبدا ، فقال تعالى : ( وأتممتُ عليكُم نعمتي )
فـنِعْمـةُ اللّه لمْ تَنقطع ، ولا حتى ثانية واحدة على هذه الامة
فانظر إلى الدقة في المعنى بين اللفظين
اللهم ارزقنا فهم القرآن وشفاعته
آمين يا ذا الجلال والإكرام .
(سيرياهوم نيوز3-25-4-2022)