تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية الأغنية السويدية الشهيرة “Leve Palestina” أوْ “تحيا فلسطين” وهي الأغنية الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي حققت رواجًا كبيرًا على منصات شبكات التواصل الاجتماعيّ.
والأغنية صدرت منذ ما يقرب 50 عامًا، ويستعين بها الشعب السويدي، في المظاهرات والمسيرات، تعبيرًا عن تأييدهم للقضية والشعب الفلسطيني وواجهت الأغنية وصناعها وقتها اتهامات بمعاداة السامية.
ودافع كاتب الأغنية الفنان الفلسطيني، جورج توتاري عنها، إذْ نفى معادتها لليهود وذلك نظرًا لتضمنها عبارة “Krossa sionismen” والتي تعني (سحق الصهيونية).
وأوضح توتاري في أحد اللقاءات الصحفية أنّ السبب وراء كتابته الأغنية هو عدم معرفة الشعب السويدي، أشياءً كثيرةً عن الشعب والقضية الفلسطينية، وكان يريد أنْ يُعرِّفهم بالقضية الفلسطينية أكثر وعن المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الإسرائيليّ.
وتقول كلمات الأغنية:
تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية
تحيا تحيا تحيا فلسطين
تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية
نحن زرعنا الأرض
ونحن حصدنا القمح
ونحن قطفنا الليمون
وعصرنا الزيتون
وكل العالم يعرف أرضنا
تحيا تحيا تحيا فلسطين
تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية
ونحن رمينا الحجارة
على الجنود والشرطة
ونحن أطلقنا الصواريخ
على أعدائنا
وكل العالم يعرف عن كفاحنا
تحيا تحيا تحيا فلسطين
تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية
وسوف نحرر أرضنا
من الإمبريالية
وسوف نعمر بلادنا
نحو الاشتراكية
العالم بأجمعه سيشهد ذلك
تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية
جديرٌ بالذكر أنّ الفنان الفلسطينيّ، جورج توتاري من مواليد الناصرة، هاجر إلى السويد عام 1967، وأصبح أيقونة للفن الداعم للقضية الفلسطينية، ويقوم برفقة فرقته (كوفية) بكتابة الأغاني باللغة العربية وغنائها باللهجة السويدية، كما قدّم معهم العديد من الحفلات الغنائية حول العالم، إذ قام خلالها بتعريف الشعوب على القضية الفلسطينية وكشف أكاذيب وانتهاكات دولة الاحتلال.
واستعاد توتاري ذكرياته خلال أحد اللقاءات الصحفية وتحدث خلاله عن طرد والده إلى لبنان عام 1948 وبسبب الحصار العسكريّ كانت الناس تجد راحتها النفسية من خلال الأغاني الشعبية، والتراتيل في الكنيسة وتعلم الموسيقى وبعد حرب 1967 أصابه نوع من اليأس والإحباط إلى أنّ قرر الهجرة إلى السويد في نفس العام.
وأكّد توتاري أنّ هذه الفترة لم تكن الأفضل في السويد وكان هناك دعم لإسرائيل من قبل الشعب السويدي وكان الفلسطينيين يتواجدون بأعداد قليلة في السويد بحكم منح دراسية لفترة من الزمن ثم العودة مرة أخرى، كما أنّ الإعلام السويدي بالكامل كان تحت تحكم دولة الاحتلال.
وأسس الفنان جورج توتاري فرقة (كوفية) عام 1972 في منزله والتي تضم 12 شخص من بين مختلف الجنسيات، وكان توتاري هو الوحيد الفلسطيني الجنسية بينهم، وجاء اسم الفرقة نسبًا إلى الكوفية الفلسطينية التي تعد رمز النضال للشعب الفلسطيني وقام مع فرقته بالغناء للمرأة الفلسطينية وطرح أغنية بعنوان “ابنة فلسطين”.
وقال توتاري إنّ الموسيقى والأغاني كانت السبب في معرفة الشعوب بالقضية الفلسطينية وعن طريقها نالت الفرقة احترامًا من قبل العديد وتمّ ترجمة الأغاني لعدة لغات أبرزها أغنية “تحيا فلسطين” والتي تمّ ترجمتها للعديد من اللغات حول العالم لوصول الحقيقة لأكبر قدر ممكن من الشعوب.
وأقامت فرقة (كوفية) العديد من الحفلات الغنائية حول العالم منها فنلندا، ألمانيا، بلجيكا، تونس، إيران إلى أنْ أقاموا حفلتهم الأولى في فلسطين عام 1988 وبالتحديد في مسقط رأسه مدينة الناصرة، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يعود فيها إلى فلسطين منذ هجرته إلى السويد.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم