غادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، البيت الأبيض إلى مستشفى “وولتر ريد” العسكري لتلقي العلاج إثر إصابته بفيروس كورونا.
وأظهرت الصور مصاحبة حامل الحقيبة النووية لترامب في رحلته عبر الطائرة الخاصة، ما أثار أسئلة حول هذه الحقيبة، التي عادة ما يصطحبها الرئيس الأميركي في جولاته. فما هي قصة هذه الحقيبة؟
تقع صلاحية استخدام الأسلحة النووية ضمن عمل رئيس الدولة فقط، أي أن هذه الصلاحية موجودة حالياً بيد ترامب الذي أثار جدلاً كثيراً حول قراراته خلال فترة الرئاسة.
وترافق ترامب في تنقلاته المختلفة، حقيبة يطلق عليها تسميات مثل: “الكرة النووية” و”حقيبة حالة الطوارئ” و”الزر”، ويشرف على حمايتها موظفو الخدمة السرية، وأمام احتمال تعطيل الحقيبة التي بحوزة ترامب، فإن هناك نسخة مطابقة لها لدى نائبه أيضاً.
وتحتوي الحقيبة بطاقة تتضمن “رمز تأكيد الهجوم النووي”، فضلاً عن مخططات متعلقة بهذا الشأن، حيث تتيح الحقيبة والبطاقة للرئيس الأميركي، اختيار أحد المخططات بأسرع وقت، وإرسالها مع رمز التأكيد إلى مركز قيادة الأسلحة النووية.
وهذا يعني أنه بمقدور ترامب إجراء ذلك في حال اضطر لإعطاء أمر شن هجوم نووي وهو بعيد عن مراكز القيادة، أي إن بإمكانه استخدام السلاح النووي بينما هو راقد في المستشفى هذه الأيام.
ويمكن لأعضاء الحكومة الأميركية وفريق الأمن القومي، الاعتراض على قرار الرئيس، لكن ليس لديهم صلاحية إعاقة صدوره، وليس أمام “البنتاغون” أي خيار آخر، في حال أصدر الرئيس قرار الهجوم، بل يعتبر كل من عصى الأمر بأنه ارتكب “جريمة الخيانة”.
احتمالات الخطأ
بالرغم من أن مرحلة الزر النووي لم تتحقق، فإنها وصلت لأعتاب مرحلة التنفيذ ضد الاتحاد السوفييتي عام 1979، خلال فترة حكم الرئيس جيمي كارتر، حيث ورد إلى “مركز الإنذار المبكر” أن الاتحاد السوفييتي شن هجوماً نووياً ضد الولايات المتحدة.
وعلى الأثر، تلقى مستشار الأمن القومي آنذاك زبيغنيو برزيزينسكي، إنذاراً من المركز بأنه سيتم القضاء على الولايات المتحدة بالأسلحة النووية، ثم تلقى اتصالاً ثانياً جاء فيه بأنه “تم إطلاق صاروخ نووي لضرب أميركا، وأن لدى الرئيس 6 دقائق فقط لشن هجوم مضاد”.
وبينما كان المستشار الأميركي يتصل بالبيت الأبيض لإيقاظ الرئيس من نومه، تلقى اتصالاً جاء فيه بأن الإنذار الوارد خاطئ.
وحدث أن نسي الرئيسان جيرارد فورد وجيمي كارتر بطاقة الحقيبة النووية في جيوب ثياب أرسلت للغسيل.
كما غادر الرئيس بيل كلينتون عام 1999 قمة حلف شمال الأطلسي، من دون الحقيبة النووية.
إن ذلك يفتح باباً للسؤال حول احتمالات ارتكاب خطأ ما، لا سيما وأن عهد ترامب شهد جدلاً كبيراً حول صلاحيات الرئيس في بدء حرب نووية، وتهديداته التي تظهر عدم اكتراثه بخطر السلاح النووي، وهو القائل للزعيم الكوري الشمالي عام 2018، إنه يملك “زراً نووياً لكنه أكبر وأقوى كثيراً من زره”.
(سيرياهوم نيوز-الميادين4-10-2020)