لطالما كانت التربية متقدمة على التعليم لأن التعليم لمجرد حفظ النظريات والقصائد والمواقع الجغرافية لا معنى له من دون هدف أو قصد, والهدف من التعليم هو بناء الإنسان وتزويده بالمعرفة وحثه على البحث والاستكشاف.. وهذه تربية.
ما نجده اليوم في أغلب المدارس هو غياب التربية من مناهجنا ما يفرز ظواهر غريبة منافية للأخلاق والأصول التربوية بدءاً من الكلام الفاحش البذيء الذي يتبادله الطلاب وانتهاء بالتنمر على المعلمين.
لقد حدثت الكثير من المتغيرات على مجتمعنا لكن هذا لا يعني الانفلات وغياب القواعد والأصول التي هي سمة من سمات طلب العلم، وليس المطلوب من هذا الطالب الجديد البصري الذي تعود على تلقي الكثير من المعلومات عبر الموبايل والكمبيوتر ومن الفيديوهات ومواقع التواصل البصري أن يعود بالزمن الى الوراء في حين أن المطلوب من القائمين على رعايته التقدم خطوات إلى الأمام .
وهنا نصل إلى القصد وهو: كيف نحمي طلابنا ونزرع في عقولهم الغضة حب العلم والمعرفة والبحث والتعاون مع الزملاء واحترام المعلم وتقديره وطلب العلم لأنه قيمة بما يحمله من منافع للحياة والمجتمع ..وإذا لم يكن بهدف المنفعة فلا قيمة له، أضف إلى ذلك علوم السلوك كاحترام الوالدين وتجنب التعاطي مع السموم التي تبثها بعض المواقع غير الأخلاقية من أفكار منافية لمجتمعنا وأخلاقنا …
لقد أصبح تخصيص حصص لدراسة الأخلاق وأصول التربية والتعامل جزءاً لا يتجزأ من العملية التربوية والتعليمية إضافة إلى حصص تطوير الذات والتدريب على المهارات والتفكير الإيجابي وغيرها من المهارات التي تقوي ثقة الطالب بنفسه وتشعره بأهميته وتدله على الطريق والسلوك الصحيح الذي يجعل منه فرداً ناجحاً ومحترماً في الحياة.
وبالرجوع إلى الأصول اللغوية لكلمة « التربية » في اللغة والاصطلاح نرى أن التربية في اللغة تعود إلى أصول ثلاثة وهي:
الأصل الأول: ربا، يربو : بمعنى زاد ونما.
الأصل الثاني: ربي ، يربى – بوزن خفي يخفى ، بمعنى نشأ وترعرع.
الأصل الثالث: رب، يرب: بمعنى أصلحه وتولى أمره وساسه وقام عليه ورعاه.
وبذلك تكون معاني التربية في اللغة : الزيادة والنمو والنشوء والترعرع والإصلاح والرعاية والسياسة وتولي الأمر.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)