دمّر قصف جوي إسرائيلي مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين وفق مسؤولين سوريين وإيرانيين، متسبّبًا بسقوط 13 شهيدا على الأقلّ بينهم قياديان وعناصر بالحرس الثوري، ما يعزّز المخاوف من تصعيد إقليمي أكبر بين إسرائيل وحلفاء طهران على خلفية حرب غزة.
في ما يأتي ما نعرفه عن الضربة حتى الآن:
ما الذي حصل؟
استهدفت ضربة إسرائيلية قرابة الساعة الخامسة عصر الاثنين (14,00 ت غ) بحسب وزارة الدفاع السورية مبنى ملحقًا بالسفارة الايرانية في حيّ المزّة في العاصمة السورية دمشق
والمبنى المستهدف بشكل مباشر والذي يضمّ قسم الخدمات القنصلية ومقر إقامة السفير الإيراني حسين أكبري، ملاصق للسفارة.
وأكّد أكبري أنّ بلاده “ستردّ بشكل حاسم” على القصف “الذي نفّذته مقاتلات إف-35” أطلقت ستة صواريخ على المبنى.
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس المبنى مدمرًا بشكل كامل.
من هم الضحايا؟
أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني الثلاثاء أن حصيلة الشهداء في الضربة بلغت 13 شخصًا بينهم ستة سوريين.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ حصيلة الشهداء في الضربة ارتفعت من 11 إلى 14 هم “ثمانية إيرانيين وخمسة عناصر سوريين في مجموعة المقاومة السورية لتحرير الجولان ولبناني واحد من حزب الله وجميعهم مقاتلون”.
ونعى الحزب عنصرًا استشهد في الضربة، بحسب مصدر مقرّب.
وأفاد الحرس الثوري الإيراني أنّ سبعة من عناصره بينهم ضابطان كبيران استشهدوا في الضربة الاسرائيلية التي استهدفت قنصلية الجمهورية الاسلامية في دمشق.
وأكّد الحرس الثوري أنّ بين الشهداء العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي.
وكان التلفزيون الرسمي الإيراني أفاد بأن زاهدي، القيادي البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، استشهد في الهجوم إلى جانب خمس شخصيات أخرى في الحرس الثوري.
وأشار حزب الله إلى أن محمد رضا زاهدي كان “من الداعمين الأوائل والمضحّين والمثابرين لسنوات طويلة من أجل تطوير وتقدّم عمل المقاومة في لبنان”.
وكان زاهدي (63 عامًا) يشغل منصب قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان وفلسطين، وفق المرصد.
وسحبت فرق الإنقاذ جثة امرأة خمسينية من تحت الأنقاض، وفق ما أفاد مصدر في الدفاع المدني وكالة فرانس برس.
في أيّ سياق إقليمي حدثت الضربة؟
شنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفه بأنها محاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
ورفضت إسرائيل التعليق على الهجوم على قنصلية الجمهورية الإسلامية في دمشق الاثنين.
ومنذ اندلاع الحرب المدمّرة في غزة اثر هجوم شنّته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل، ضربت إسرائيل أهدافًا في سوريا، معظمها عسكري وأخرى تابعة لمقاتلين مدعومين من إيران بما في ذلك من حزب الله.
ومنذ هجوم حماس، تتبادل إسرائيل وحزب الله القصف بشكل شبه يومي عند الحدود اللبنانية.
أمّا طهران، فهي داعمة أساسية لدمشق وقد قدمت لها خلال النزاع المستمر منذ نحو 13 عاماً في سوريا، دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
وتنفي إيران إرسالها قوات للقتال في سوريا، مكررة أن وجودها هناك يقتصر على مستشارين عسكريين ومجموعات موالية لها من بلدان عدة.
واتهمت إيران في 25 كانون الأول/ديسمبر إسرائيل باغتيال رضي موسوي، القيادي البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في ضربة شنتها قرب دمشق.
ومنذ تلك الضربة، استشهد 24 عنصرًا وقياديًا في الحرس الثوري الإيراني “في ست عمليات اغتيال نفذتها إسرائيل في سوريا”، حسبما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واستشهد 13 شخصاً بينهم خمسة مستشارين في الحرس الثوري الإيراني بغارة إسرائيلية استهدفت مبنى في حي المزة في دمشق في 20 كانون الثاني/يناير، وفق المرصد.
أبرز ردود الفعل
أكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الثلاثاء أن الاستهداف “الجبان” لقنصلية بلاده في دمشق “لن يمرّ بدون رد”، فيما قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي إن طهران “ستجعل إسرائيل تندم على هذه الجريمة وغيرها”.
بدوره، ندّد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بشدة بالضربة الاسرائيلية بعد تفقّده الموقع.
وأكّد حزب الله أن اغتيال محمد رضا زاهدي “جريمة لن تمرّ بدون أن ينال العدو العقاب والانتقام”.
من جهتها، دانت حركة حماس “بأشدّ العبارات العدوان الصهيوني الإرهابي”، معتبرة إياه “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتعدياً على سيادة كل من سوريا وإيران، وتصعيداً صهيونياً خطيراً”.
وأعربت الخارجية السعودية الثلاثاء عن رفض المملكة “القاطع استهداف المنشآت الدبلوماسية لأي مبرر كان، وتحت أي ذريعة، والذي يعد انتهاكاً للقوانين الدبلوماسية الدولية وقواعد الحصانة الدبلوماسية”.
وحذرت الخارجية العراقية بدورها من أن “توسع دائرة العنف في المنطقة سيؤدي لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار”.
وندّدت وزارة خارجية روسيا حليفة سوريا بالهجوم “غير المقبول”، محمّلة الجيش الإسرائيلي مسؤولية الضربة.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة عامة الثلاثاء بشأن الضربة بناء على طلب روسيا، حسبما أفاد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي.
من جهتها، أبلغت واشنطن طهران بأنه “لم يكن لها دور” في الضربة على دمشق الاثنين، حسبما نقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مسؤول أميركي.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم