نشر موقع “ليرنينغ مايند” الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن الفرق بين الحكمة والذكاء، ومزايا التمتع بأحدهما أو كليهما.
ما هو الفرق بين الذكاء والحكمة؟
ذكر الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته “عربي21″، أن الذكاء هو القدرة على تعلم واكتساب المعرفة مثل الحقائق والأرقام، ثم تطبيق هذه المعلومات. أما الحكمة فتأتي من التجارب الحياتية. فنحن نتعلم من خلال التجارب التي نخوضها ونستغل هذه المعرفة لاتخاذ القرارات. ولكن أيهما أهم من الآخر؟
وأوضح الموقع أن الحكمة والذكاء مهمان في مراحل معينة من حياتنا. فعلى سبيل المثال، من الأفضل أن يكون مسؤول الأمن في منشأة نووية ذكيا، بينما إذا كنت تريد مستشارا في الشؤون العاطفية فإنه من الأفضل أن يكون هذا الشخص حكيما. ولكن هناك أشخاص شديدو الذكاء وفي نفس الوقت حكماء أيضا، أو أشخاص يفتقرون للذكاء ولكنهم على قدر كبير من الحكمة.
هل يمكن أن يفتقر الشخص الذكي للحكمة؟
أشار الموقع إلى أن شخصا شديد الذكاء يمكن أن يجد صعوبة في أداء المهام اليومية بينما يحل المعادلات الرياضية الصعبة بسهولة كبيرة. ولكن لماذا قد يفتقر شخص ذكي إلى المهارات الأساسية في الحياة؟ ربما يعود السبب إلى التنشئة، حيث يتربى هذا الشخص منذ الطفولة على اعتراف والديه بعبقريته ويشجعانه على التعلم الأكاديمي، بينما يهملان جوانب أخرى. ومن خلال التركيز فقط على التحصيل العلمي، لا يحظى هذا الشخص بفرصة تجربة مهام يومية يعتبرها الأشخاص العاديون من المسلمات.
هل يمكن للشخص غير الذكي أن يكون حكيما؟
أورد الموقع أن هناك أشخاصا شديدي الحكمة لكنهم لا يملكون أي شهادات علمية. ولعل خير مثال يمكن الاستشهاد به في هذا الإطار الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن، الذي على الرغم من أنه كان شخصا عصاميا إلا أنه كان من المناهضين للعبودية وساهم في إنهائها. ربما يمكن تصنيف لينكولن ضمن خانة الأشخاص شديدي الحكمة – منخفضي الذكاء.
أيهما أهم الحكمة أم الذكاء؟
هل يمكن للشخص أن يكون حكيما رغم افتقاره للذكاء؟ لا يتوقع الخبراء ذلك، ولكن من المفترض أن الحكمة فضيلة تستخدم بشكل طوعي وفي سبيل الخير. ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن الشخص الحكيم قد يكون ماكرا ومراوغا وخبيثا.
وأوضح الموقع هذه المعضلة من خلال نوعين من المجرمين، أحدهما مريض نفسي شديد الذكاء والآخر سارق بنوك خبيث طاعن في السن. قد تظن أن المريض النفسي ذكي والسارق حكيم، ولكن هل يعني ذلك أن أحدهما أفضل من الآخر؟
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أنه إذا كانت الحكمة نتاج ذكاء مصقول عن طريق الخبرة فحينها يجب أن نتساءل عن الاختلاف أيضا في الثقافات والأديان والعرق والجنس. فجميعنا نخوض التجارب الحياتية عن طريق وجهات النظر الخاصة بنا التي يحددها مسبقا لوننا وجنسنا.
كيف يمكن لذلك أن يؤثر على اكتساب المعرفة؟ هل أن حكمة فتاة أفريقية فقيرة تختلف عن حكمة مصرفي غني من نيويورك؟ كيف يمكن المقارنة بين الاثنين؟ من المتفق عليه أن طريقة تقبل المجتمع لك تؤثر على كيفية معاملتك. فكيف يؤثر ذلك على اكتساب الحكمة؟
التوازن هو الحل
بين الموقع أن الحل يكمن في الموازنة بين الحكمة والذكاء، إلى جانب القدرة على معرفة كيفية الاستفادة واستخدام كل واحد منهما. فعلى سبيل المثال، لا فائدة من الذكاء في وضعية معينة إذا كنت تفتقر للحكمة التي تخول لك معرفة كيفية استخدامه بطريقة صحيحة.
على نحو مماثل، ما الفائدة من إظهار مدى حكمتك إذا كنت تفتقر للذكاء الكافي للتعبير عن معرفتك؟
عندما يتعلق الأمر بالحكمة والذكاء، يرى بعض الخبراء أن الحكمة مزيج بين الذكاء والذكاء العاطفي. بعبارة أخرى، الاستفادة من الذكاء بطريقة حكيمة وعاطفية. ربما تكون هذه الطريقة الوحيدة لتكون حقا شخصا ذكيا وحكيما. فاستخدم ذكاءك لتشجيع الأشخاص ومساعدتهم وليس للحط من شأنهم.
وخلص الموقع إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالحكمة والذكاء فإنه يجدر بنا أن نستفيد من ذكائنا ونطبقه على التجارب الحياتية اليومية. من خلال استخدام الذكاء بهذه الطريقة، سنتعلم كيف نكون أشخاصا حكماء.
سيريا هوم نيوز /4/ اوقات الشام