شهدت الوكالة الاميركية للاعلام العالمي وهي مؤسسة ممولة من الحكومة الاميركية ووظيفتها تحسين صورة الولايات المتحدة عالميا انقلابا كبيرا تمت خلاله الاطاحة وبشكل مهين بمدراء اذرعها في الصين وروسيا والعالم العربي فيما اجبر مدير عام صوت امريكا على الاستقالة وكذلك مدير الوكالة المتخصصة بوسائل التواصل الاجتماعي.
وجاء هذا الانقلاب الكبير بعد ان قام الرئيس الاميركي ترامب بتعيين احد الشعبويين اليمنيين الموالين له على رأس الوكالة الام ويدعى مايكل باك.
ومايكل باك هو منتج افلام وثائقية يمينية واخر وظيفة شغلها كانت مشروعا مشتركا بالتعاون مع مستشار ترامب السابق ستيف بانون الذي يعتبر الاب الروحي للمتطرفيين اليمينيين البيض وسبق ان شغل موقع مستشارا لترامب قبل ان يطرده الاخير من موقعه العام الماضي.
وهناك قضية فساد يحقق بها مدعي عام منطقة واشنطن مع مايكل باك منذ شهر مايو الماضي بتهمة تحويل اموال من مؤسسة بحث حكومية كان يديرها لشركته الخاصة لكن هذا التحقيق لم يحل دون قيام ترامب بتعيينه رئيسا تنفيذيا للوكالة الاميركية للاعلام الخارجي.
وقد اجتمع باك مع ترامب السبت الماضي لاقرار خطة عمله وتوجهاته وقد قرر تعيينه المفاجئ في محاولة من ترامب لتقديم صورة ايجابية عن شخصه امام الرأي العام العالمي بعد ان اشارت عدة استطلاعات راي عالمية الى ان ترامب من اكثر الشخصيات المكروهة عالميا خاصة بعد ان تمددت الاحتجاجات على مقتل الاميركي جورج فوليد الى عواصم عالمية واوروبية.
وكان اول اجراء اتخذه باك هو فرض الاقالة على كبار المديرين بالوكالة بنهم مدير صوت امريكا فيما قام الخميس وبشكل مهين وفوري بطرد مدراء اذرع وكالته الاعلامية لمناطق الصين وروسيا والوطن العربي مع الطلب منهم بمغادرة مكاتبهم بمرافقة امنية من حرس المبنى.
وقد شمل قرار الطرد المهين مدير الوكالة الاعلامية للشرق الاوسط البرتو فرنانيز وهي الوكالة التي تمتلك اذاعات سوا وقناة الحرة وعدة صحف اخرى تتلقى تمويلا مباشرا منها تحت بند التعاون الاعلامي.
وتمتلك هذه الوكالة ايضا اقلام عشرات الصحفيين الذين يكتبون لها ولمواقعها مقالات اسبوعية براتب يبلغ ٣٠٠٠ الاف دولار شهريا.
ويعود قرار الاطاحة بفرناديز والاخرين معه رغم انهم عينوا في عهد ترامب ومحسوبين على اليمين الاميركي المحافظ الى ما تعتقد ادارة ترامب انه فشل في نقل صورة ايجابية عن الرئيس الاميركي في ظل تصاعد التظاهرات العالمية وليس فقط المحلية المنددة بعنصرية النظام الاميركي ورئيسه الشعبوي ترامب.
وقد سبق ان عمل فرنانديز ملحقا اعلاميا في السفارة الاميركية في الاردن نهايه حقبة التسعينيات وتدرج في الخارجية الاميركية ووصل الى موقع سفير في دول افريقية ومديرا للدبلوماسية العامة في الخارجية الاميركية قبل ان يطرد ويجبر على التقاعد من موقعه في عهد الرئيس السابق اوباما لميوله اليمينية.
وشغل فرناندز وهو لاجئ من اصول كوبية موقعا اداريا هاما في مؤسسة بحثية اميركية مرتبطة باليمين الاميركي قبل ان يتسلم موقعه الاخير الذي طرد منه ايضا.
ولم تشفع يمينية مواقف فرنانديز له امام سعي ادارة ترامب لتعيين موالين شخصيين له في المواقع الاعلامية.
وتوقع فرنانديز في ادراج له على صفحته ان يشمت به العديد من الاعداء له في عواصم عربية بينها الدوحة ودمشق وبغداد وطهران.
ويترك فرنانديز خلفه عشرات الايتام من الصحفيين العرب وكتبة المقالات الذين من المتوقع انهاء خدماتهم في الوكالات الاميركية خلال الايام القادمة مما سيفقدهم راتبا شهريا يبلغ ٣ الاف دولار عن مقالة اسبوعية حددت بان لا تقل عن اربعين مقالة سنوية.
(سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 18/6/2020)