نصّت وصية ألفريد نوبل على منح الجائزة لمن قدّم أفضل عمل من أجل الإخاء بين الشعوب، أو تقليص الجيوش، أو نشر مؤتمرات السلام
في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتراكم الصراعات، تبقى بعض المبادرات شاهدة على نقاء الضمير البشري، ومن أبرزها جائزة نوبل، التي أُسّست بناءً على وصية الصناعي السويدي ألفريد نوبل عام 1895، لتكافئ من يُسهم في خدمة البشرية علماً، أدباً، وسلاماً. ومنذ عام 1901، أصبحت هذه الجائزة رمزاً عالمياً للفكر والضمير، وأرقى وسام يمكن أن يُعلّق على صدر إنسان أو مؤسسة.
جائزة نوبل للسلام هي واحدة من أبرز فروع جوائز نوبل الخمس (السلام، الأدب، الطب، الفيزياء، الكيمياء)، وتُمنح سنوياً في العاشر من ديسمبر في أوسلو – النروج، بخلاف الجوائز الأخرى التي تُمنح في السويد. نصّت وصية ألفريد نوبل على منح الجائزة لمن قدّم أفضل عمل من أجل الإخاء بين الشعوب، أو تقليص الجيوش، أو نشر مؤتمرات السلام. لذلك، فهي لا تُمنح فقط لإنهاء الحروب، بل تشمل أيضاً كل من ساهم في تعزيز العدالة وحقوق الإنسان ونزع السلاح وتسوية النزاعات بالحوار.

أولًا: من يحق له الترشيح؟
الترشيح ليس مفتوحاً للجميع، بل يقتصر على جهات وشخصيات محددة، أبرزها:
– أعضاء البرلمانات والحكومات الوطنية (من جميع الدول).
– أساتذة جامعيون مختصون في: التاريخ – الفلسفة – القانون – العلوم السياسية – الأديان.
– رؤساء الدول والمحاكم الدولية.
– الحائزون السابقون جائزة نوبل.
– مدراء معاهد أبحاث السلام والسياسات الخارجية.
– أعضاء لجنة نوبل ومعهد نوبل النروجي.
ثانياً: من يُسمح بترشيحه للجائزة؟
أفراد: نشطاء، سياسيون، مفكرون، فلاسفة…
منظمات: دولية أو أهلية ساهمت في تعزيز السلام أو حقوق الإنسان.
لا يُقبل ترشيح الذات، ويجب أن يُرشّح الشخص من جهة مخوّلة رسمياً.
ثالثاً: ما هي آلية الترشيح؟
فتح باب الترشيحات: من 1 أيلول/ سبتمبر حتى 31 كانون الثاني/يناير كل عام.
تُرسل الترشيحات إلى معهد نوبل النروجي مرفقة برسالة توضح:
– اسم المرشَّح أو المنظمة.
– دوافع الترشيح والإنجازات.
– الوثائق أو المراجع التي تؤيد ذلك.
– تقوم لجنة نوبل بعد ذلك بدراسة الملفات وإجراء تقييم شامل، بالتعاون مع خبراء دوليين.
– يتم الإعلان عن الفائز في تشرين الأول/أكتوبر.
من أهم الشخصيات التي دعت للسلام؟
عبر التاريخ، برزت شخصيات كرّست حياتها للدفاع عن العدالة ونبذ العنف، ومن أبرزها:
– ألمهاتما غاندي (الهند)
زعيم الاستقلال الهندي وأيقونة المقاومة السلمية. رغم ترشيحه مرات عدة، لم يحصل على الجائزة.
– مارتن لوثر كينغ جونيور (أميركا)
من أبرز من حاربوا العنصرية في أميركا بالوسائل السلمية. نال الجائزة عام 1964.
– نيلسون مانديلا (جنوب أفريقيا)
أمضى 27 عاماً في السجن ثم أصبح رئيساً، وكرّس حياته للمصالحة الوطنية. حاز الجائزة عام 1993.
– الأم تيريزا (ألبانيا/الهند)
عملت مع الفقراء والمرضى في كلكتا. نالت الجائزة عام 1979.
– مالالا يوسفزاي (باكستان)
دافعت عن حق الفتيات في التعليم، وتعرضت لمحاولة اغتيال. نالت الجائزة وهي في الـ17 من عمرها.
– جيمي كارتر (الرئيس الأميركي الأسبق)
نال الجائزة عام 2002 عن جهوده في تسوية النزاعات الدولية وحقوق الإنسان.
من هو أول شخص حصل على جائزة نوبل للسلام؟
في عام 1901، مُنحت أول جائزة نوبل للسلام مناصفة بين اثنين من روّاد العمل الإنساني والحقوقي:
هنري دونان، رجل الأعمال السويسري ومؤسس الصليب الأحمر، وصاحب المبادرة الأولى في وضع اتفاقيات جنيف لحماية ضحايا الحروب، وقد كُرّم لدوره الكبير في تخفيف معاناة الجرحى والمصابين في النزاعات المسلحة.
فريدريك باس، رجل القانون الفرنسي وأحد أبرز دعاة السلام في أوروبا، عُرف بجهوده الفكرية والقانونية في مقاومة سباق التسلّح والدعوة إلى تسوية الخلافات الدولية عبر الحوار.
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإثنين أنّه رشّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، مقدّماً للملياردير الجمهوري خلال اجتماع في البيت الأبيض نسخة عن رسالة الترشيح التي أرسلها إلى لجنة الجائزة.

وقال نتنياهو خلال عشاء مع ترامب في البيت الأبيض إنّ الرئيس الأميركي “يصنع السلام في هذه الأثناء، في بلد تلو الآخر، في منطقة تلو الأخرى”.
أبرز الشخصيات والجهات التي رشحت دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026:
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
قدّم ترشيحاً رسمياً لترامب، مشيراً إلى دوره في اتفاقيات إبراهيم وجهوده في دفع عملية تهدئة بين إسرائيل وإيران.
النائب داريل إيسا (جمهوري – كاليفورنيا)
رشّح ترامب تقديراً لدوره في منع تفاقم النزاعات في الشرق الأوسط.
النائب بادي كارتر (جمهوري – جورجيا)
برّر ترشيحه لترامب بجهوده في الوساطة بين إسرائيل وإيران واحتواء التهديد النووي الإيراني.
الحكومة الباكستانية
أعلنت ترشيح ترامب من خلال الجيش الباكستاني، وعلى رأسه الجنرال أسيم مونيير، على خلفية دوره في التهدئة بين باكستان والهند بعد توتر حدودي.
تجدر الإشارة إلى أن جائزة نوبل للسلام تخضع لفترة ترشيح محددة رسمياً تبدأ في الأول من سبتمبر وتنتهي في الحادي والثلاثين من يناير من كل عام. إذا تم تقديم الترشيح رسمياً بعد انتهاء هذه المهلة، فمن المرجح ألا يُعتمد من قبل لجنة نوبل، التي تلتزم بشروط وضوابط صارمة لضمان نزاهة الجائزة. ومع ذلك، قد تُعلن مثل هذه الترشيحات في أوقات مختلفة لأهداف سياسية أو إعلامية، ولا تعني بالضرورة قبولها رسمياً من اللجنة. لذا، يبقى القرار النهائي بيد لجنة نوبل التي تحرص على التعامل مع الترشيحات ضمن الأطر الزمنية المحددة فقط.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية