آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » ما هي الاسباب التي تدفعنا كسوريين لعدم الوثوق باوردوغان بتاتا.. وما وراء تصريح ياسين اقطاي قبل اسبوعين حول حلب

ما هي الاسباب التي تدفعنا كسوريين لعدم الوثوق باوردوغان بتاتا.. وما وراء تصريح ياسين اقطاي قبل اسبوعين حول حلب

الدكتور اوس نزار درويش

نعم نحن كسوريين بتنا لانثق بالمطلق بالحكومة التركية وبالتحديد راس النظام التركي رجب طيب اوردوغان .فاوردوغان ووزير خارجيته وعدد من مسؤوليه يصرحون منذ فترة على ضرورة التواصل والحوار مع الحكومة السورية لتسوية الامور واردوغان صرح مرات عديدة بانه يرغب بلقاء الرئيس بشار الاسد ولكن القيادة السورية ممثلة بالرئيس بشار الاسد والذي صرح بان التواصل مع تركيا لافائدة منه اذا لم يكن هناك ترجمة فعلية له على الارض وهو الانسحاب الفعلي للقوات التركية من كل الاراضي السورية التي احتلها .وهذا موقف صحيح وصائب فاوردوغان حاليا لديه انتخابات قريبة ويريد ان يكسبها وان يحقق نقاط على منافسيه من خلال الموضوع السوري وهو يريد ان يكسب بشكل مجاني من دون ان يقدم اي شي بالمقابل .

وقد ادركت القيادة السورية هذا الامر ورفضت ان يكون هناك اي لقاء قبل الانسحاب التركي من الاراضي السورية التي احتلها وهذا هو عين المنطق والصواب فلاطائل من الحوار والمشاورات طالما تحتل اراضينا.

وفي الواقع السوريين حكومة وشعبا فقدوا الثقة بالمطلق بالحكومة التركية الحالية وعدم الثقة هذا له اسباب عديدة وكثيرة اهم هذه الاسباب بان القسم الاكبر من المعاناة والماساة التي تعيشها سورية منذ عام 2011 والى الان سببه الحكومة التركية

فقبل عام 2011 انفتحنا على تركيا قيادة وشعبا وقمنا باعطاء الاتراك الكثير من الامتيازات الاقتصادية في بلدنا  واصبحت تركيا وجهتنا السياحية الاولى فما كان الرد التركي لنا الا الطعن بالظهر

فتركيا ومنذ الاندلاع الحرب الكونية الارهابية على سوريا في عام 2011 شكلت راس الحربة في استهداف سورية ففتحت حدودها وقامت بادخال الارهابيين وشذاذ الافاق من شتى اصقاع العالم لقتل الشعب السورى ولنشر الفوضى والارهاب ومحاولة ضرب وتفتيت سورية ومطالبتها المتكررة من الناتو بانشاء منطقة حظر جوي في سورية ودعم الحكومة التركية لكل التنظيمات الارهابية التكفيرية التي نشات بعد الحرب السورية من داعش وجبهة النصرة واحرار الشام وغيرهم والى الان وبالرغم من ان جبهة النصرة مصنفة كتنظيم ارهابي فانها تسيطر على محافظة ادلب بحماية الحكومة التركية .

وايضا مساهمة الحكومة التركية بتدمير الاقتصاد السوري من خلال سرقة المعامل في حلب وتفكيكها وبيعها لان تركيا لديها حقد على محافظة حلب لان حلب تشكل المنافس الاقتصادي لتركيا وحلب هي رئة سورية الاقتصادية

بالاضافة بان تركيا قامت باحتلال الكثير من الاراضي السورية وعملت على اتباع سياسة تتريك ممنهجة هناك من خلال المناهج التعليمية التركية والعملة التركية والاعلام التركية التي ترفع حتى باتت كانها مناطق تركية ليست سورية.

والنقطة الاساسية في الموضوع والتي تبين لنا الكذب والنفاق من الحكومة التركية عندما صرح قبل فترةمستشار اوردوغان ياسين اقطاي بان محافظة حلب يجب ان تكون تحت الادارة والسيطرة التركية فماهذه الوقاحة والفجاجة التي وصلوا اليها عندما يطالبون علنا بالسيطرة على واحدة من اهم المحافظات السورية على الاطلاق .وقد يجادلني البعض بان ياسين اقطاي قد صرح بصفته الشخصية ولكن هذا الكلام غير صحيح فاقطاي هذا ليس رجلا عاديا فهو المستشار الخاص لاوردغان ومن المحال ان يصرح تصريحا خطيرا كهذا لو لم يتم الايعاز له بهذا الكلام

وفي الواقع ان تصريح اقطاي هذا هو ترجمة فعلية للمخططات التركية في المنطقة فالحكومة التركية تصرح وتلمح بين فترة واخرى انها تريد تطبيق الميثاق الملي في المستقبل واوردوغان نفسه صرح مرات عديدة بان اراضي الميثاق الملي اراض تركية وبموجب الميثاق الملي الذي وقع عام 1920 وتتمسك به الحكومة التركية فان تركيا ترى بان حلب السورية والموصل العراقية اراضي تركية وحتى الحكومة التركية تقوم بفرض ميزانية مالية رمزية لحلب والموصل على اساس انها اراضي تركية ولهذا قامت تركية بادخال الارهابيين الى حلب وحاولت السيطرة على حلب بكافة الوسائل وخاب املها بعد ان تمكن الجيش العربي السوري من تحرير حلب عام 2016 والقضاء على مرتزقة تركيا الارهابيين

ونفس الامر تكرر مع مدينة الموصل فقد عملت الحكومة التركية على دعم داعش وتسهيل مرورها حتى قامت بالسيطرة على مدينة الموصل في حزيران من عام 2014 وكانت تركيا تريد ضم الموصل وتتريكها ولكنها ايضا خاب املها في الموصل عندما تمكن عام 2017 الجيش العراقي من تحريرها من ايدي ارهابيي داعش.

فاوردوغان حقيقة شخص مخادع .متلون .لامبدا له فهو كما غدر بنا ايضا غدر بالفلسطينيين عندما كان يبيع الكلام المعسول بانه مع فلسطين ثم تبين بانه كان ينسق مع الكيان الصهيوني من تحت الطاولة حتى صحيفة يديعوت احرنوت الصهيونية قامت بفضحه منذ عام في مقال فيها جاء به بان بلال اوردوغان ابن رجب طيب اوردغان اغلب استثماراته في تل ابيب

والان انتقلت العلاقة بين اوردوغان والكيان الصهيوني من الحالة السرية الى الحالة العلنية وهذا ماتجلى باعادة افتتاح السفارات قبل اشهر والزيارات الودية بين اوردوغان والمسؤولين الصهاينة

كما انه غدر باستاذه البروفسور نجم الدين اربكان عندما انشق عن حزبه وعندما وصل للسلطة اساء له كثيرا والبروفسور اربكان سجن سجنه الاخير في فترة حكم اوردوغان وكلنا نذكر تصريح اربكان الشهير عام 2007 وهجومه الشديد على اوردوغان ووصفه بانه عميل للخارج له مهمة بان يكون راس التخريب في المنطقة.بالاضافة لغدر اوردوغان بحليفه السابق وعدوه الحالي الداعية فتح الله غولن بالرغم من ان غولن قد ساعد اوردوغان كثيرا في السابق وساهم بوصوله للسلطة فما كان الرد منه الا انه لم يترك تهمة الا وجهها لغولن وجعله رجلا ارهابيا

فهذه عادة اوردوغان الدائمة الخداع المستمر والكذب والغدر وهو يريد ان يخدع السوريين مرة جديدة لكن هذه المرة لن تنطلي علينا اكاذيبه ولن تقدم سورية له اي شي مالم يقم اولا وقبل اي شي بالانسحاب من الاراضي السورية التي احتلها وفي مقدمتها طريق m4 كاجراء لبناء الثقة واذا تحقق هذا الامر نستطيع الانطلاق الى الامام اما غير هذا الكلام فلن يتحقق اي شي يذكر وسيتاكد لدينا الخداع والكذب التركي

كاتب وباحث سياسي عربي سوري واستاذ جامعي في القانون العام

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قيادي بحركة “حماس”: لا صفقة تبادل مع إسرائيل دون وقف الحرب على غزة وهناك اتصالات لتحريك المفاوضات ونتنياهو العقبة

قال القيادي في حركة “حماس”، خليل الحية، إن اتصالات تجري حاليا لتحريك ملف المفاوضات، مؤكدا أن الحركة تبدي مرونة تجاه ذلك، وأنه لا صفقة تبادل ...