آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » ما هي صفات قادة الأعمال الناجحين؟

ما هي صفات قادة الأعمال الناجحين؟

 

عند سؤال 10 رواد أعمال مختلفين عمَّا يجعل القائد عظيماً، تحصل على 10 إجابات مختلفة؛ ومع ذلك، هذا لا يعني وجود صفاتٍ محددةٍ تجعل رائد الأعمال عظيماً، ولكنَّه يعني ببساطة وجود صفات عدَّة في عالم ريادة الأعمال تساهم في صنع القيادة الجيدة.

 

 

 

توجد بعض الصفات البارزة أكثر من غيرها، ومن خلال التركيز في تحسين هذه الصفات في نفسك، يمكنك قيادة فريقك بشكلٍ أكثر فاعلية بطريقةٍ تُحسِّن التحفيز والإنتاجية وتقلل التهديدات والإرهاق والعلاقات السامة:

 

1. التركيز في الإنتاجية:

إنَّ أكثر ما تخشاه القوى العاملة اليوم هو سياسات العمل؛ إذ وجدت الدراسات أنَّ أكثر من نصف العمال يعتقدون أنَّ تنفيذ سياسة العمل هو المفتاح للحصول على الترقية المطلوبة، بدلاً من التركيز في تكافل الجهود الهادفة، ولهذا ينشغل الموظفون في الغالب في نزاعات تافهة تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة الإجهاد.

 

ولسوء الحظ، غالباً ما يُلقى اللوم على القادة؛ وذلك لتهيئة بيئة العمل لذلك، كتطبيق “ثقافة التحيز” بين الموظفين على سبيل المثال: فيُمكَّن موظفون على حساب موظفين آخرين؛ مما يولد الاستياء وعدم الثقة.

 

قد يشعر القادة أنَّهم بأفعالهم هذه يزيدون الصداقات مع موظفيهم الذين يحبونهم بشكلٍ طبيعي، لكنَّهم في الحقيقة يسيئون إلى سمعة شركتهم فقط، وفي كثيرٍ من الأحيان يسمح هذا لذوي الأداء الضعيف والموظفين السَّامين بالحصول على السلطة والهيمنة في مكان العمل؛ مما يدفع ذوي الكفاءات إلى ترك مكان العمل.

 

خلُصَت دراسة أجرتها مؤسسة “غالوب” (Gallup) حول سبب ندرة المديرين العظماء في القوى العاملة الذين يدينون هذا السلوك تحديداً إلى أنَّ المديرين العظماء يجب أن يتخذوا القرارات بناءً على الإنتاجية، وليس السياسة، وهذا في النهاية هو ما يجب أن يكون أكثر أهمية عند التفكير في الترقيات وقرارات الإدارة الرئيسة الأخرى.

 

إنَّ التأكيد المستمر على أهمية الإنتاجية في العمل يقلل من استخدام السياسات السامة؛ وذلك لخلق بيئة عملٍ أكثر شمولية وربحية؛ حيث سيؤدي استخدام سياسة التفرقة في المكتب إلى أضرار كبيرة، وخاصةً عندما لا يكون لمساهمات الشخص الفعلية في الشركة أي تأثير في طريقة معاملته.

 

شاهد بالفديو: القوانين الثمانية للقيادة

 

 

 

2. تنظيم عملية التواصل:

كثيراً ما يُشكِّل التواصل أو عدمه عاملاً هاماً في نجاح أو فشل القيادة؛ إذ يساعد استخدام مهارات التواصل الجيدة الموظفين على الشعور بالتقدير، كما أنَّه يخلق ثقافة المحاسبة المستمرة، وتضمن حصول كل شخصٍ على حاجته من المعلومات لإظهار أفضل قدراته؛ لذا فقد كشفَت مجموعة “سي إم سي واير” (CMSWire) عن تقريرٍ لها بأنَّ 97% من الموظفين يعتقدون أنَّ تواصلهم اليومي مع مديريهم يؤثر تأثيراً كبيراً في أداء مهامهم في العمل.

 

كما كتبت الدكتورة “كارين غوردون” (Dr. Karyn Gordon) في كتابها “الكراسي الثلاث” (The Three Chairs): “يقطع القادة العظماء شوطاً كبيراً من عملية التواصل الفعال مع موظفيهم؛ وذلك من خلال التركيز في حل المشكلات، وليس إضاعة الوقت في إلقاء اللوم ومناقشة القضية نفسها مراراً وتكراراً؛ حيث إنَّهم يصغون ويدخلون في صلب الموضوع مباشرةً، ويبحثون في موضوعٍ واحد حيث يستطيعون حله نهائياً، ويوضح القادة العظماء لفريقهم توقعاتهم بشأن توقيت تبادل المعلومات.

 

كما أنَّه من أساسيات التواصل الفعال مع الموظفين تحديد الموعد النهائي عند إسناد المهام؛ وذلك ليعرف المتلقي ما إذا كان العمل مُستَعجلاً، أم أنَّ لديه وقت حتى نهاية الأسبوع لإتمامه”.

 

القدرة على التواصل بشكلٍ واضحٍ ومباشر أمر ضروري، بغضِّ النظر ما إذا حدث بشكلٍ شخصي أو عبر البريد الإلكتروني، كما يمكن أن يؤدي اعتماد أدوات وبرامج التواصل التي تسهل الاتصالات خارج الاجتماعات الشخصية مثل: “سلاك” (Slack) أو “مايكروسوفت تيمز” (Microsoft Teams) إلى تعزيز فاعليتك وتسريع الأداء من خلال ضمان اتفاق الجميع، حتى وإن كان أعضاء الفريق مشتتين جغرافياً.

 

وبالإضافة إلى توضيح معلومات الاتصال الهامة، يجب على القادة وضع توقعاتٍ حول كيفية التواصل والأمور التي يجب التواصل فيها؛ إذ إنَّ فهم كل شخصٍ لدوره في عملية التواصل وآلية وصول المعلومات، لا يقل أهميةً عن الحفاظ على سير الأمور بسلاسة ويسر.

 

إقرأ أيضاً: فن القيادة ومهارات القائد الناجح

3. المواظبة على التطور والنمو:

في مقابلة في “كلية هارفارد للأعمال” (Harvard Business School) تشرح الأستاذة والمؤلفة في “جامعة هارفارد” “روزابيث موس كانتر” (Rosabeth Moss Kanter): “أنَّ القادة العظماء لا يقصر عملهم على شيء واحد فقط؛ إذ يمعن القادة النظر في الفوارق الدقيقة والتناقضات واحتمالات الخطأ والتوجهات المعاكسة ووجهات النظر المعارضة في أعمالهم؛ باختصار، هم يصغون ويتقبلون العديد من وجهات النظر، ويتعلمون من النقد البنَّاء؛ لذا فهم مسلَّحون بسرعة الأداء والحزم في وجه التغيرات المستمرة للسوق والعمل”.

 

ولا يكتفي القادة العظماء بوضعهم الراهن؛ وإنَّما هم دائمو السعي إلى الأفضل، فهم متقبلون لحقيقة عدم معرفتهم لكل شيء، كما أنَّهم ليسوا الأذكى دائماً؛ حيث يساعد التحلي بالتواضع القادة العظماء على الإصغاء إلى الموظفين وغيرهم من العمال ضمن دائرة نفوذهم، ويجعلهم هذا أكثر نشاطاً في التعلم ويحسن قدراتهم وإنتاجية شركتهم.

 

كما أنَّ شعورهم بالفضول والرغبة في تحسين الأداء أفضل قدوة عملية يحتذي بها أعضاء الفريق، وهذا يُهيِّئ الموظفين للمشاركة بأفكارهم وآرائهم، ويثير حماستهم للقيام بجهود التحسين الذاتي التي تعزز نتائج العمل الإيجابية بشكل كبير.

 

حتى مع تخصيص الوقت لتطوير الصفات القيادية وغيرها من صفات ريادة الأعمال، فلن يحدث التغيير بين عشيةٍ وضحاها، وعلاوةً على ذلك؛ فقد خَلُصَت الدراسة التي سبق ذكرها إلى أنَّ شخصاً واحداً من بين كل عشرة أشخاص يملك المزيج الصحيح من المواهب والصفات اللازمة لإدارة الموظفين.

 

في حين يبدو ذلك محبِطاً، فمن الهام تذكُّر أنَّ صفات القيادة تُحسَّن وتُطوَّر مع مرور الوقت والتجربة العملية، كسائر المواهب والقدرات الأخرى تماماً، كما ستساعد الممارسة المستمرة وبذل الجهد الحقيقي على تحسين مهاراتك في هذه المجالات لتصبح قائداً أكثر فاعلية؛ مما سيرفع أعضاء الفريق إلى مستوى يتطلب توظيف إمكاناتهم الكاملة للنجاح.

 

سيرياهوم نيوز٣-النجاح نت

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مركز دراسات أميركي: روسيا تشهد التوسع العسكري الأكبر منذ الحقبة السوفياتية

مركز دراسات أميركي يقول إنّ روسيا تشهد التوسع الأكثر طموحاً في التصنيع العسكري منذ الحقبة السوفياتية، ويشير إلى أنه يمكن رؤية نشاط تطوير كبير في ...