حسين صقر:
إعادة إعمار كل ما دمره الإرهاب الوهابي الصهيوأميركي و التركي، لم يقتصر على ترميم المنشآت الصناعية وتحفيز العملية الإنتاجية التي قطعت فيها الدولة السورية شوطاً كبيراً، إنما أعطى الأهمية الكبرى للمدارس بمراحلها المختلفة، لأنها تخرج النشئ، وتساهم بشكل كبير بعملية التنمية، لهذا كان التركيز منصباً على ترميم المدارس ووضعها في الخدمة بأقصى وقت ممكن.
المدارس المتضررة:
فقد وصل عدد المدارس المتضررة في سورية نتيجة الحرب الإرهابية إلى نحو ٥٢٨٨ مدرسة منها نحو ألفي مدرسة مستثمرة حالياً والباقي قيد التجهيز واستكمال الترميم والاستثمار، إضافة إلى وجود ٦٣٢٨ مدرسة لا يمكن الوصول إليها و ٣١ مدرسة تستخدم كمراكز إقامة مؤقتة لأهالينا المهجرين بفعل الإرهاب.
الفريق الحكومي خلال العامين الماضيين على مواجهة التخريب الذي تعرض له القطاع التربوي في مكوناته المادية والمعنوية، فركز جهوده على تأهيل المدارس في كافة محافظات القطر وإعادتها إلى الخدمة، وتوفير مساحات تعليمية آمنة للطلاب بالرغم من الظروف الصعبة المحيطة بهم، فقد وصل عدد المدارس الداخلة في الخدمة خلال الأعوام الدراسية ٢٠١٨- ٢٠١٩- ٢٠٢٠ الدراسي إلى ١٣٠٠٠ مدرسة، بعد أن بلغ العدد الكلي للمدارس خلال العام الدراسي ٢٠١١- ٢٠١٢
٢٢٦٢٥ مدرسة، ورصدت الحكومة لهذه الغاية (وبشكل خاص لترميم المدارس المتضررة جزئياً أو كلياً)، اعتمادا ماليا أوليا بقيمة ٥٠ مليار ليرة لموازنة وزارة التربية للعام ٢٠٢٠، وتم وضع برنامج زمني محدد لتنفيذ الخطة وإعادة المدارس إلى العمل وفق الأولويات وحاجة كل محافظة.
كما كانت هناك دراسة مفصلة للمدارس المتضررة في جميع المحافظات، وتم تقسيم المدراس حسب الأضرار إلى ثلاثة مستويات (بسيطة ومتوسطة وكبيرة)، في وقت قامت فيه الوزارة مع الجهات المعنية بترميم المدارس ذات الأضرار البسيطة لتكون جاهزة قبل نهاية العام الدراسي بهدف حل مشكلة الازدحام ضمن الصفوف.
صيانة ٧٢٠٠ مدرسة خلال عامين:
وزارة التربية وفي إحدى مذكراتها وتقاريرها عن المدارس المتضررة أشارت أيضاً إلى أنه جرى العمل على وضع خطة لصيانة وإعادة تأهيل ٧١٩٥ مدرسة حتى نهاية العام الحالي بتكلفة إجمالية تقدر ب ١٧١ مليار ليرة بما فيها المدارس المدمرة كلياً منها ٢٦٣٠ مدرسة في حلب، و ١١٤٥ مدرسة في دير الزور ١٠٨٤ مدرسة في الحسكة و ٥٥٨ مدرسة في ريف دمشق، و ٤٠٦ مدارس مدرسة في حماة و ٣٢٧ مدرسة في درعا، حيث سيجري العمل بشكل أولي على البدء بترميم ١٠٥٠ مدرسة حتى نهاية العام الجاري، ولفتت إلى أن كافة أعمال ترميم المدارس ستتم من خلال تصوير فوتوغرافي قبل البدء بأعمال الصيانة، ولن يتم صرف أي مبلغ إلا مرفقاً بصور للمدرسة قبل وبعد أعمال الصيانة وعلى مسؤولية الجهة المشرفة والمنفذة.
عودة المدارس إلى ما كانت عليه قبل الحرب:
وزارة التربية في مذكرتها أكدت أن استقرار الأوضاع وعودة المهجرين إلى مناطقهم تتطلب عودة المدارس إلى ما كانت عليه قبل الحرب، أي تأهيل حوالي ٩٩٢٩ مدرسة بما يضمن عودة المدارس المتضررة إلى الخدمة في كافة محافظات القطر دون استثناء، الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً يستوجب تضافر الجهود من مختلف الجهات الحكومية لعدم كفاية خطوات وزارة التربية في هذا السياق.
وأضافت المذكرة أنه وصل عدد الطلاب خلال الأعوام الدراسية الماضية إلى ٤١٠٠١٤٨ طالباً، كما بلغ عدد الطلاب الذين يقومون بدراسة منهاجنا الوطني في المدارس التي تقع تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة ٥٠٧٧٨ طالباً وطالبة، في حين توجه نحو ٣٧٠٠٠٠٠ طالب وتلميذ في مختلف المحافظات إلى أكثر من ١٢٧٠٠ مدرسة مع بدء العام الدراسي الجديد بعد تأمين مستلزمات العملية التربوية اللازمة لذلك في الخطط التنموية التي تستهدف المناطق المحررة من الإرهاب على البدء الفوري بترميم المدارس المتضررة فيها.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة