مباحثات عسكرية مصرية أمريكية تتناول حرب غزة وتطورات إقليمية ودعم العلاقات العسكرية بين البلدين.. والقاهرة تجدد رفض “أي تواجد اسرائيلي” على حدودها مع القطاع.. والسيسي يُحذر من حرب إقليمية

بحث رئيس أركان الجيش المصري أحمد خليفة، الاثنين، مع نظيره الأمريكي تشارلز براون، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إضافة إلى أبرز التطورات الإقليمية.
جاء ذلك خلال لقاء جمعهما في وزارة الدفاع المصرية بالعاصمة القاهرة، الاثنين، وفق بيان للجيش المصري.
وقال الجيش المصري إن “الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، التقى الفريق أول تشارلز براون رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية والوفد المرافق له، الذي يزور مصر حاليًا بمقر وزارة الدفاع”.
وأوضح أن اللقاء تناول “مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، خاصة على صعيد الأزمة بقطاع غزة، وسبل دعم علاقات التعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا الجانبين”.

من جهة أخرى، جددت مصر الاثنين رفضها أي تواجد لقوات اسرائيلية على حدودها مع قطاع غزة، بحسب ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية المقربة من السلطات عن مصدر مصري رفيع المستوى.

وأكد مصدر مصري، الاثنين، أن القاهرة جددت رفضها لأي تواجد إسرائيلي بمعبر رفح أو بمحور فيلادلفيا الحدوديان بين قطاع غزة ومصر.
جاء ذلك بحسب ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر وصفته بـ”رفيع المستوى”، مع استمرار المفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس”، بشأن التوصل لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى، والتي استؤنفت في القاهرة الخميس.
وأفاد المصدر ذاته، بأن “مصر جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي وجود إسرائيلي (بالجانب الفلسطيني من) معبر رفح أو محور فيلادلفيا”، واللذين سيطرت عليهما إسرائيل في مايو/ أيار الماضي.
وأضاف المصدر، أن “مصر تدير الوساطة بين طرفي الصراع في غزة، (حماس وإسرائيل) بما يتوافق مع أمنها القومي ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني”، في إشارة لاستمرار المفاوضات.
وأشار إلى أن “الوفد الأمني المصري يبذل قصارى جهده لتحقيق قدر من التوافق بين الطرفين، وينسّق جهوده مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة الأمريكية”.
ويشكل تواجد إسرائيل بمحور فيلادلفيا واحدة من أبرز نقاط الخلاف بين تل أبيب وحماس، في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، فيما تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للرئيس الأمريكي بالانسحاب نحو كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا البالغ طوله 14 كيلو مترا، باعتباره مقترحا جديدا للتوصل إلى اتفاق مع حماس.
ولعدة مرات، أكدت حماس التزامها بما تم الاتفاق عليه في المفاوضات مع إسرائيل في 2 يوليو/ تموز الماضي والمستند إلى مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي عرضه في مايو الماضي.

من جهته، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، على “ضرورة إنهاء المأساة التي تواجه الشعب الفلسطيني في غزة بشكل فوري”، محذرا من اندلاع حرب إقليمية.
وتلقى السيسي اتصالا هاتفيا من نظيره البلغاري رومِن رادي?، تناول مسار التعاون الثنائي المتميز بين البلدين، (..) والأوضاع بالشرق الأوسط وقطاع غزة”، وفق بيان للرئاسة المصرية.
واستعرض السيسي “مستجدات الجهود المصرية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية”، وأكد “ضرورة إنهاء المأساة التي تواجه الشعب الفلسطيني في غزة بشكل فوري”.
وتتوسط كل من قطر ومصر والولايات المتحدة في مفاوضات غير مباشرة متعثرة بين إسرائيل وحركة حماس، للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وتبادل أسرى.
كما أكد السيسي “أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدور حاسم فيما يتعلق بالاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، بما يدعم مسار السلام في المنطقة وحل الدولتين”.
وحذر من أن “استمرار التصعيد الجاري يضع المنطقة رهينة لاحتمالات توسع الحرب إقليميا، وما قد ينتج عن ذلك من عواقب خطيرة على شعوب المنطقة كافة”.
من جانبه، أشاد الرئيس البلغاري بـ”الجهود المصرية للتهدئة في المنطقة، ودور مصر الراسخ كقوة سلام واستقرار إقليمية”، وفق البيان المصري.
وتتزايد مخاوف من احتمال اندلاع حرب إقليمية، في وقت تتأهب فيه إسرائيل لرد انتقامي من إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بطهران نهاية يوليو/ تموز الماضي، في عملية لم تنف إسرائيل أو تؤكد مسؤوليتها عنها.

وتشن إسرائيل حربا مدمرة بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلّفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
من جهة أخرى، أعرب خليفة عن “الحرص على زيادة أوجه التعاون والشراكة بين القوات المسلحة المصرية والأمريكية في مختلف المجالات العسكرية”، بحسب البيان المصري.
كما نقل البيان عن براون تأكيده حرص بلاده على “تعزيز أواصر العلاقات العسكرية الثنائية بما يلبّي المصالح المشتركة للقوات المسلحة لكلا الجانبين”.

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم