آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » مبادرة مجتمعية بحلب تعيد أسعار الألبسة الشتوية إلى أيام العز قبل الحرب…والغاية مساعدة الأسر الفقيرة والأكثر احتياجاً… الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية العربية لـ”سيريا هوم نيوز”: ريع معرض الألبسة الشتوية سيوزع إلى الأطفال المصابين بالسرطان

مبادرة مجتمعية بحلب تعيد أسعار الألبسة الشتوية إلى أيام العز قبل الحرب…والغاية مساعدة الأسر الفقيرة والأكثر احتياجاً… الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية العربية لـ”سيريا هوم نيوز”: ريع معرض الألبسة الشتوية سيوزع إلى الأطفال المصابين بالسرطان

 

حلب:رحاب الإبراهيم

لا يكف أهالي مدينة حلب رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة عن إطلاق المبادرات المجتمعية كنوع من التكافل والتعاضد الاجتماعي، وحب المساعدة وتخفيف الأعباء المعيشية على العائلات المتعففة والأكثر احتياجاً.
من هذه المبادرات المجتمعية، التي حظيت بتفاعل ورضى أهالي حلب، مبادرة الكنيسة الانجيلية العربية المتمثلة بإقامة المعرض السنوي للألبسة المستعملة والجديدة تحت عنوان “فأن كان لنا قوت وكسوة، فلنكتف بهما”، تتضمن بيع الأحذية والألبسة المستعملة والجديدة للعائلات الفقيرة والمحتاجة بأسعار زهيدة جداً يصل بعضها إلى ألفين ليرة فقط، والهدف المساهمة بتأمين بعض الدفء لهذه العائلات في ظل غلاء أسعار الألبسة الشتوية ووسائل التدفئة عموماً.

*أسعار رمزية
“سيرياهوم نيوز” جال في معرض الألبسة الشتوية التي تنظمه الكنيسة الإنجيلية العربية، ولاحظ أسعار الألبسة منخفضة جداً، بحيث يوجد أصناف من الألبسة تباع بسعر يتراوح بين 2- إلى 5 آلاف ليرة، والجاكيت الجديد بسعر 75 ألف ليرة بينما يباع في الأسواق بحدود 400 ألف ليرة، وهو ما تؤكده السيدة الخمسينية دلال ابراهيم القادمة برفقة أولادها الصغار للبحث عن ألبسة تناسبهم وتدفئ أجسادهم الغضة فتقول لـ”سيريا هوم نيوز”: عائلتي كبيرة ولا أقدر بسبب ضيق الحال على شراء الألبسة المرتفعة السعر لجميع أولادي، لكن في هذا المعرض وجدت ضآلتي، حيث تباع الألبسة الشتوية فيه بأسعار رمزية تناسب مقدرتنا المادية الضعيفة.
والأمر ذاته تؤكده الأم العشرينية هلا أبو اسكندر التي تشير إلى أن أسعار الألبسة تعيدها إلى سنوات العز قبل الحرب، حيث كانت الألبسة تباع بأسعار مخفضة تناسب قدرة المواطنين الشرائية، ففي هذا المعرض يمكن أن تشتري بمبلغ خمسة ألاف ليرة قطعة ألبسة في حين هذا المبلغ لا يشتري “قطعة بسكويت ” لطفلي حالياً.

*تعاون مجتمعي
وقد التقى “سيريا هوم نيوز” الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية العربية بحلب القس ابراهيم نصير، الذي أكد أن معرض الألبسة الشتوي يقام بشكل سنوي، بناء على دراسة الواقع الذي تعيشه الأسر الفقيرة والمحتاجة وضعف قوتها الشرائية، إضافة إلى غلاء الألبسة ومستلزمات التدفئة عموماً نتيجة تداعيات الحرب والحصار الاقتصادي، حيث قررت الكنيسة الخروج بأفكار مبدعة لإحداث فرق في المجتمع، عبر الوقوف مع الفقراء والمحتاجين بما فيهم الوافدين من السوريين واللبنانيين عبر تأمين مستلزمات الشتاء بأسعار رمزية جداً، مشيراً إلى أن عدم البيع بالمجان كيلا يشعر المواطن الفقير أن هناك من يتصدق عليه، لذا وضعت أسعار زهيدة لهذه المنتجات وفق القليل الموجود لدى هذه الأسر وبما يضمن سد احتياجاتها أيضاً.

*لصالح أطفال السرطان
ولفت القس إبراهيم الى أن ريع المعرض بعد اختتام فعالياته ستعود لصالح الأطفال المصابين بالسرطان على نحو يخفف من معاناة وآلام هؤلاء الأطفال الأبرياء قدر الإمكان.
وشدد القس ابراهيم على أن تنظيم هذا المعرض بشكل سنوي يعد خطوة في رحلة الألف ميل، حيث يهدف أيضاً إلى إعادة الصورة البهية لسورية، التي يحاول البعض ربطها بالقتل والإرهاب والعنف، لكن من خلال هذه المبادرة والمبادرات الأخرى المقامة من المنظمات الأهلية والشعبية نؤكد على أن سورية مكان الحضارة والمحبة والعطاء رغم الجفاف الذي تحاول فرضه بعض الدول خدمة لمصالحها، مبيناً أن سورية قدمت الكثير لأبنائها، الذين يتوجب عليهم رد الجميل والوفاء لها في هذه الاوقات الصعبة.

*إعادة تدوير
ولفت القس ابراهيم الى أن المنتجات المعروضة ليست عائدة إلى رعايا الكنيسة الانجيلية العربية، حيث شارك أبناء المكونات المجتمعية الأخرى بما فيهم التجار، كنوع من التكافل الاجتماعي بين أبناء البلد الواحد، وهو ما تتميز به سورية المعروفة بتنوعها الاجتماعي.
*منسقة المعرض تامي دكرمنجيان أكدت أن فكرة المعرض بدأت من قيام النساء المتطوعات بإعادة تدوير الألبسة والأدوات المنزلية وألعاب الأطفال في ظل الظروف الصعبة الحالية، وتطورت عبر جمعها من بيوت من يرغب في المساعدة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، بعد فرزها وإصلاحها وتنظيفها ثم إعادة بيعها، لتتطور الفكرة أكثر عبر مشاركة التجار ويتم البيع من المنتج إلى المستهلك بأسعار أقل من السوق بكثير بغية التشجيع على شراء المنتج الوطني وتشجيع الناس على العطاء.

*تخفيف معاناة وقلب واحد
وأشارت دكرمنجيان إلى مشاركة 18 متطوعة من فئات عمرية مختلفة بغية تخديم كافة فئات المجتمع، علماً أن المعرض قدم أكثر من 3 آلاف شخص عبر بيع المنتجات الشتوية بأسعار رمزية جداً لهم، وهنا تؤكد المشاركة جمانة ديب أن الغاية من المعرض تخفيف معاناة الفئات المتوسطة والفقيرة لعدم قدرتهم على شراء الألبسة بسبب ضعف قوتهم الشرائية، مشيرة إلى شعورها بالفرح لتمكنها من مساعدة الآخرين وإدخال الفرح إلى قلبهم.
تؤيدها ميادة حنا زيادة فتقول: أشعر بالفرح حينما أتمكن من مساعدة المحتاجين وإشعارهم بالدفء عبر المساهمة بتأمين كسوة أبدانهم، وهذا الشعور يؤكد أن كل السوريين على قلب واحد ويد واحدة.

 

 

 

(موقع سيرياهوم نيوز-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير الأشغال العامة والإسكان يبحث مع نظيره ‏المصري وبرنامج الأمم المتحدة “موئل” آفاق التعاون

‏   بحث وزير الأشغال العامة والإسكان الدكتور حمزة علي مع وزير الإسكان والتعمير المصري ‏المهندس شريف الشربيني سبل تعزيز التعاون وآفاقه بين البلدين، والقضايا ...