رشا رسلان
“أنت مصابة بمرض السرطان”… صحيح أنها عبارة وقعها مخيف على المسامع إلا أنها لم تكن كذلك بالنسبة لي ولم يراودني أي شعور بالخوف وكنت متيقنة إلى حد كبير من إصابتي به وفي الوقت ذاته كان لدي من الشجاعة والقوة ما يكفي لتلقي خبر الإصابة والاستعداد النفسي لخوض معركتي محاطة بمحبة أفراد عائلتي ودعمهم وأحارب بكل طاقتي للوصول إلى بر الأمان.. هذا ما عبرت عنه السيدة فوزية صالح خدام مع ابتسامة مفعمة بالأمل تملأ وجهها الذي لم يخل من علامات التعب والإرهاق.
عادت خدام إلى حياتها الطبيعية ومزاولة أعمالها المفضلة من الزراعة المنزلية إلى الطهي وممارسة الرياضة بعد اجتيازها شوطاً كبيراً من رحلة العلاج من مرض سرطان الثدي التي كانت قد بدأتها قبل ثلاثة أعوام على أمل أن تتكلل بالشفاء التام.
وروت خدام قصتها التي بدأت منذ عام 2019 بعدما اكتشفت ظهور كتلة صغيرة على الثدي الأيمن إثر سقوطها على الأرض أثناء إنجاز الأعمال المنزلية لكنها لم تعر الموضوع أي اهتمام ومضى وقت قبل أن تقرر استشارة ابنة اختها طبيبة نسائية للتحري عن طبيعة هذه الكتلة حيث قامت الأخيرة بفحصها وسارعت إلى مناداة أختها التي تختص كطبيبة أطفال لحجز موعد لها لإجراء صورة ماموغرام تلتها مراجعة طبيب الأورام الذي أوصى بضرورة استئصال كامل للثدي بعد الاطلاع على نتيجة التشريح المرضي للكتلة وصورة الطبقي المحوري التي أظهرت عقداً لمفاوية مصابة بالسرطان.
وأضافت خدام التي أنهت العلاج الكيميائي والشعاعي وهي الآن في مرحلة العلاج الهرموني: “تلقيت الخبر بكثير من الهدوء رغم الصدمة التي بدت واضحة في وجوه أفراد أسرتي وعلى عكسهم كنت أشعر بالأمل والراحة النفسية لأن نجاح عملية الاستئصال سيضع نهاية لوجود السرطان في جسدي فحالي أفضل بكثير من الحالات الأخرى التي أصادفها أثناء ترددي إلى مركز المعالجة الكيميائية والشعاعية في مشفى تشرين الجامعي لأخذ الجرعات” مشيرة إلى أنها استبقت تساقط شعرها بقصه بعد الجلسة الأولى من العلاج الكيميائي ولم تعان أياً من الأعراض الشائعة التي ترافق العلاج كالشعور بالغثيان أو الاستفراغ أو الوهن العام.
وبينت خدام أن الحالة النفسية وتقبل فكرة المرض وعدم الخوف من مواجهته تلعب دوراً كبيراً في الشفاء حيث كانت تحرص على الاستمتاع بوقتها مع أفراد عائلتها وأصدقائها وممارسة رياضة المشي يومياً إلى جانب اتباع الإرشادات الصحية والالتزام ببعض العادات الغذائية كالابتعاد عن السكريات والتعويض عنها بتناول التمر والزبيب وترك الدهون والشحوم إضافة إلى دور الطبيب المشرف على العلاج في رفع معنويات المرضى وبث الطاقة الإيجابية في نفوسهم المتعبة.
ووجهت خدام في ختام حديثها نصيحة للسيدات من مختلف الفئات العمرية بأهمية فحص أنفسهن والاطمئنان على صحتهن وسلامتهن وخوض التحدي بدلاً من الانتظار والتحلي بالقوة لأنهن بذلك يساعدن في وقاية أنفسهن من المرض ويختصرن مسيرة شاقة نحو الشفاء.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا