آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » متطلبات العلاج ومتطلبات الوقاية متكاملتان 

متطلبات العلاج ومتطلبات الوقاية متكاملتان 

 

 

عبد اللطيف شعبان

 

شكوى رسمية صدرت قبل أيام– عبرالإعلام – أظهرت نقصاً كبيراً في أنواع الأدوية المعالجة للسرطانات، وقد عرضها مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة من على منبر مؤتمر قائلا:

في ‏لحظة فارقة وخاصة فيما يتعلق بواحدة من أهم وأصعب التحديات التي ‏نواجهها، وهي نقص أدوية السرطان وتأثيره الكارثي على حياة آلاف ‏المرضى وعائلاتهم، ما تسبب هذا النقص بأزمة ‏صحية حقيقية وإنسانية بامتياز تطال شريحة من أكثر الفئات ضعفاً وهشاشة، ودفع لإطلاق هذا النداءٌ الإنساني العاجل ‏من وزارة الصحة لكل الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي ( للأمم المتحدة، ‏لمنظمة الصحة العالمية، لمنظمة اليونيسف، للاتحاد الأوروبي) وللدول الشقيقة ‏والصديقة وللصناديق الإنسانية للمنظمات غير الحكومية، باسم المرضى الذين ينتظرون جرعتهم ‏القادمة وباسم الأمهات والآباء الذين لا يملكون ثمن الدواء، وباسم الأطباء ‏الذين يعملون بلا أدوات وباسم كل من يؤمن بأن الصحة حق وليست ترفاً، وهنا لا نطلب المستحيل بل نطلب ما هو ضروري وعاجل، والوزارة على استعداد كامل للتعاون مع كل شريك راغب في ‏مد يد العون، ووضع خارطة طريق عملية قائمة على التنسيق والشفافية ‏لضمان وصول العلاج إلى مستحقيه.‏

تستحق السلطات الرسمية/ ممثلة بوزارة الصحة / عالي التقدير على هذه الصيحة المسارعة باستنجادها الهيئات الدولية لتوفير الكمية المطلوبة من الأدوية العلاجية لمرضى السرطان الموجودين في كافة الأراضي السورية، وأيضا ستكون السلطات مشكورة أكثر حال تقوم بالكثير من الإجراءات الداخلة ضمن واجباتها المحلية في مجالات العديد من الأمور العلاجية الأخرى وأيضا الوقائية التي هي المعني الأول بها.

إن هذا النداء الانساني الرسمي المشكور من على منبر وزارة الصحة، المتعلق بشكوى نقص متطلبات العلاج لمرضى السرطان، يقابله شكوى ونداء شعبي قائم وصارخ من على عدة منابر يتعلق أيضا باستنجاد السلطات المحلية لمعالجة أصعب التحديات الصحية الناتجة عن ضعف متطلبات العلاج الصحي اللازمة لكثير من المرضى، بسبب تناقص الخدمات الطبية المعهودة في أكثر من منطقة، نتيجة الغاء العديد من المنشآت الصحية وتجميد عمل بعضها الآخر، وفصل آلعديد من العاملين الصحيين في المنشآت التي لا زالت تعمل، ما أضعف من حجم الخدمات الطبية المعتادة التي كان يستفيد منها المواطنون وخاصة من خسروا المراكز القريبة منهم، والشكوى كبيرة من كلفة النقل الجديدة حال الحاجة للعلاج في المراكز البعيدة، عدا عن ارتفاع أسعار الأدوية والخدمات الطبية في المراكز الصحية الخاصة.

وكذلك الشكوى من الأزمة البيئية المتفاقمة الناشرة لكثير من الأمراض – بما فيها السرطانات- نتيجة تراكم القمامة المتنوعة والمتعفنة في أكثر من مكان ولعدة أيام بسبب عجز البلديات – مدنا وريف – عن ترحيلها بحجة نقص العمال أو نقص الآليات أو نقص الوقود، وإذ يكن من المعتاد أن يتم ترحيل القمامة بين حين وآخرإلى معمل أومكبات القمامة، يبقى السؤال كيف سيتم الخلاص من العبوات البلاستيكية / التي دخلت البلد / لوقود السيارات، والمتراكم العشرات بل المئات منها في كثير من الأمكنة ضمن أحياء المدن وعلى جوانب الطرقات العامة، وبعضها تتقاذفه السيارات في الشوارع، ومن غير المناسب أن يتم ترحيل هذه العبوات إلى معمل القمامة، فإلى أين سيتم ترحيلها ومتى؟.

وكم هي الحاجة ماسة لصيحة تتضمن دراسة سبل الوقاية، من مسببات الأمراض الناتجة عن عشرات أنواع السجاير التي تملأ الأسواق بكثافة كبيرة غير معهودة من قبل، وهل من يحقق ويدقق بالمركبَّات الحقيقية لهذه الأنواع، خاصة وأنه من المجمع عليه أن التدخين عامل خطر جدا ومسبب للإصابة ‏بالعديد من الأمراض، وعلى رأسها سرطان الرئة، وخطر التدخين لايقتصر على المدخن بل أيضا يصيب الأشخاص الذين لا يدخنون، بسبب ‏المواد الكيميائية السامة المنبعثة من دخان السجائر، وكذلك سبل الوقاية من مخاطرالمواد الحافظة والملونة ( المسرطنة )الداخلة في تركيب الكثير من المأكولات المعلبة والمغلفة – خاصة المصنعة خارجيا – التي يغص بها الشارع بما في ذلك عشرات الأنواع من رقائق البطاطا وكثير من سكاكر الأطفال، التي بعضها يتضمن عدة ألوان، ليت المسؤولين والمواطنين يدركون مخاطر ذلك.

وأيضا لا يخفى على أولي الأمر أهمية الصيحة للوقاية من الأمراض الدماغية والقلبية والسكرية والنفسية والعصبيىة، التي يتعرض لها الشاكون من حرمانهم الراتب أوصرفهم من العمل أوضعف الدخل أو حالة ضعف الأمن في مكان وآخر، أوحزنهم وألمهم المزمن على الأبرياء الذين فقدوهم، فالصيحة لتوفير المزيد من الإجراءات الوقائية، لاتقل أهمية عن الصيحة والعمل لتوفير الأدوية العلاجية، فالكثير من إجراءات الوقاية تضعف الحاجة لكثير من إجراءات العلاج في أكثر من ميدان، والأمل قائم بالجهود المنشودة والموعودة، وتحديدا ماتعهدت به الوزارة الجديدة من ضمان حقوق الإنسان وفرض الأمن في مختلف المناطق السورية ” وتنفيذ ماتعهد به الوزراء كل في ميدان عمل وزارته، وما يرجى غدا يحتاج العمل له من اليوم، لكي تصبح سوريا فعلا قلب العروبة ووجها المشرق للعالم.

 

الكاتب:عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية – عضو مشارك في اتحاد الصحفيين

(موقع أخبار سوريا الوطن-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الخطر القادم بالتقسيم غير الجغرافي..!

    انس جوده     مايجري الترتيب له ليس بسيطاً أبداً بل إنه يعادل على الأقل ماجرى لحظة انهيار الدولة التركية في بداية القرن ...