متفائل بحذر ..!؟

سلمان عيسى بداية، لا يؤاخذني أحد على تفاؤلي الحذر، والحذر هنا ناجم عن ان الموسم هذا العام قد يتعرض للقرصنة أو التخريب كما حدث من حرق لحقول القمح كما السنوات الماضية من قبل أفراد وعصابات خارجة عن القانون وبعضها عميل أيضا .. نعم ، انا متفائل بأن يكون موسم القمح هذا العام جيدا، و قد يسد حاجة القطر من القمح .. وتفاؤلي ليس نابع بالتأكيد من الإجراءات الحكومية ودعمها للمزارعين، فهي لم تمد لهم اليد، بل أخذت يدهم ومنعت عنهم السماد والمازوت والمبيدات وكادت أن تخنقهم من الضحك من بعض تصريحات بعض أعضائها. . تفاؤلي نابع من الطبيعة الرحيمة هذا العام لموسم القمح .. العام الماضي ( عام القمح ) خرجت المساحات البعلية بالكامل من الإنتاج بسبب الجفاف اولا والإهمال الحكومي ثانيا .. هذا العام تمت زراعة 630 الف هكتار بعلا .. وقت أجادت السماء بالأمطار والثلوج في كل المحافظات والمناطق السورية بما فيها البادية وكل مناطق الاستقرار التي تصلح لزراعة القمح والشعير .. أي أنه سيضاف هذا العام إنتاج مساحات القمح البعلية إلى إنتاج القمح من المساحات المروية والبالغة 556 الف هكتار يتوقع أن تنتج 1،1 مليون طن في الظروف المثالية ( المدعومة ) بالسماد والمازوت ( من المروي ) فقط .. في هذا العام دخلت مساحات كبيرة من الأراضي إلى زراعة القمح خاصة في المنطقة الساحلية، بعد أن يئس أصحاب هذه المساحات من الدعم الحكومي للخضار خاصة البطاطا والخضار المكشوفة لأن زراعتها مكلفة جدا خاصة ارتفاع أسعار البذار، على اعتبار أن زراعة القمح هي أقل كلفة .. لذلك ما على الحكومة إلا تلقف هذه المبادرة ودعم شراء القمح فهو أقل كلفة من الاستيراد بكل المقاييس .. تفاؤلي نابع من الإرادة الكبيرة التي يمتلكها الفلاح السوري الذي قاوم ويقاوم ( بخل ) الحكومة بكثير من الجهد .. بنشاطه الذي دفعه لاستثمار كل ما يملك من مساحات، ليس بزراعة القمح فقط، بل بمختلف أنواع المحاصيل بعد أن ساندته السماء وتخلت عنه الحكومة .. متفائل أن يكون هذا العام هو عام القمح دون حشد إمكانات، و إقامة مؤتمرات وعقد ندوات .. فقط عليكم رفع سعر الاستلام وعدم التذاكي برفع نسبة الكسر .. أو الرطوبة، فقد ثبت بالبرهان والتجربة أن الفلاح السوري أذكى من حكوماته ..!؟

(سيرياهوم نيوز19-3-2022)