متلازمة الإجهاد الرقمي تصيب 80% من اليافعين.. والأطفال أكثر عرضة للضرر

تجلس الطفلة نور ذات السبع سنوات عدة ساعات أمام شاشة هاتف والدتها (الجوال) لمشاهدة البرامج والمقاطع التي تفضلها من دون أي اكتراث من والدتها التي تجد في حبها للعب على الهاتف ومشاهدة ما ترغب فرصة لإنجاز إعمالها المنزلية بعيداً عن طلبات ابنتها الصغيرة، لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر إذ بدأت الصغيرة تشكو من ألم في العين وصداع وعند مراجعة الطبيب تبين أنها تعاني مما يعرف بجهاد العين الرقمي، أو ما يعرف بـ “متلازمة الرؤية الحاسوبية”.. ويشرح الدكتور ماجد عيسى اختصاصي امراض العين وجراحتها؛ إن متلازمة الرؤية الحاسوبية هي حالة تتسم بأعراض مثل جفاف العين، الصداع، والرؤية الضبابية، تحدث بسبب الاستخدام المفرط والمطول للشاشات الرقمية.

الضوء الأزرق

ويضيف عيسى أن من أهم أسبابه تقليل معدل الرمش، التعرض للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، ضعف الإضاءة والوهج، وضعية الجلوس السيئة، ومسافات المشاهدة غير المناسبة. ويمكن التخفيف من الأعراض باتباع قاعدة “20-20-20″، ضبط إعدادات الشاشة، أخذ استراحات منتظمة، وتغيير بيئة العمل لجعلها أكثر راحة. وحذر عيسى من التركيز لفترات طويلة و التركيز المستمر على الشاشات يُجهد عضلات العين. إضافة الى قلة الرمش أثناء النظر للشاشات، يقل عدد مرات الرمش، ما يسبب جفاف العين. ولفت إلى خطورة الضوء الأزرق الذي ينبعث من الشاشات والذي يمكن أن يسبب إجهاد العين.
بيئة العمل غير الملائمة
ويرى عيسى أن الإضاءة السيئة، الوهج من الشاشات وعدم وجود مسافة أثناء العرض تزيد من الضغط على العين، ما قد يؤدي إلى مشاكل الرؤية غير المصححة ومنها مشاكل مثل قصر النظر أو طول النظر تزيد من إجهاد العين عند استخدام الشاشات.
وحسب عيسى فإن من أهم أعراض إجهاد العين الرقمي؛ جفاف، احمرار، وحرقة في العينين, رؤية ضبابية أو مشوشة, صداع، خاصة حول العينين أو الجبهة, آلام في الرقبة والكتفين بسبب الوضعية السيئة, زيادة الحساسية للضوء.
ونصح الدكتور عيسى الشباب والفتيان خاصة باستخدم قاعدة “20-20-20” كل 20 دقيقة، ينظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية لإراحة عينيه. مع أخذ استراحة قصيرة كل ساعة، و مد الجسد لإراحة العينين العضلات مع استخدم قطرات مرطبة للعين للمساعدة في تخفيف الجفاف والتهيج.

نسبة إصابة مرتفعة

وأشار الدكتور عيسى الى أن الإحصائيات تشير إلى نسبة إصابة مرتفعة بإجهاد العين الرقمي، حيث إن 59% من مستخدمي الأجهزة الرقمية بشكل منتظم يعانون من أعراضه، ، بينما تشير دراسة أخرى إلى أن 80% من جيل الألفية يعانون من أعراضه. تزيد هذه النسبة مع الاستخدام المطول للشاشات، ما يسبب أعراضًا مثل جفاف العين والصداع وتشوش الرؤية. ويؤثر على المستخدمين الذين يقضون وقتًا طويلاً أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، ويؤدي إلى أعراض مثل جفاف العين والصداع وتشوش الرؤية وآلام في الرقبة والكتف.

مصدر قلق

وأضاف عيسى أن إجهاد العين الرقمي أصبح لدى الأطفال مصدر قلق متزايداً، إذ يقضون وقتًا أطول على الأجهزة الرقمية، مثل الموبايل والتليفزيون واللاب توب وألعاب الفيديو وغيرها، ويؤدي التعرض الطويل للشاشات إلى انزعاج في العين ومشاكل صحية محتملة، ويوضح عيسى أن الأطفال أكثر عرضة من البالغين للإصابة بإجهاد العين الرقمي، نظرًا لأن عيونهم لا تزال في طور النمو، وهي أكثر حساسية للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، ما قد يؤدي إلى إجهاد وانزعاج أكبر من البالغين، حيث يميل الأطفال الصغار إلى التركيز المفرط على الأشياء القريبة، ما قد يؤدي إلى شد عضلات العين، وما يترتب على ذلك من تطور مبكر لقصر النظر، وتطور أسرع له، وعدم وضوح الرؤية، والصداع. كما يميل الأطفال إلى الرمش بشكل أقل من البالغين، ما يؤدي إلى جفاف العين والشعور بعدم الراحة بشكل عام. وحذر عيسى من استخدام أو وضع الشاشة أمام أعين الأطفال، بينما بالنسبة للأطفال بعمر سنة حدد وقت الشاشة إلى أقل من نصف ساعة يوميًا من المحتوى التعليمي. أما في مرحلة ما قبل المدرسة (2-5 سنوات) حدد وقت الشاشة إلى ساعة واحدة يوميًا من المحتوى عالي الجودة. وبالنسبة للأطفال في سن المدرسة (6-12 عامًا) حدد وقت الشاشة الترفيهي إلى حوالي 1-2 ساعة يوميًا، مع التأكد من أن المحتوى مناسب للعمر, بالنسبة للمراهقين (13 عامًا فأكثر) يمكن مشاهدة الموبايل أو الكمبيوتر لكن لوقت مناسب،