تزاحمت الأفكار و أوشكت تداعياتها أن تصل إلى مرحلة “الهذيان”……
لسنا في وارد غلاء البنزين و الغاز …. و لسنا بوارد الحديث عن صفوف الازدحام على محطات البنزين يقابله ركود ” بشع” في الأسواق …..!!!
المشكلة إذاً” بالمنطق ” الغريب و الذي يترك أسئلة تتراكم يوماً بعد آخر في ظلّ صمت ” مطبق” وصل إلى حدّ الاستغراب و الاستهجان..
الأسواق باتت مقصداً مرعباً للمواطن… و التاجر يتحكم بعنجهية وصلت مرحلة التباهي …لا يهمه ضبوط وزارة التموين و التي وصلت إلى9000 و لا قانون التموين الذي يحكى عن تعديله من زمن و لا رقابة …. و لا حتى عقوبة.
إجازات الاستيراد والتي تندرج تحت “يافطة” القائمة البيضاء يتم تمويلها من المركزي حسب نشرته المحددة لسعر الصرف …
السؤال الملح: ألا يجب على هذا التاجر أو الصناعي أن يطرح هذه المواد ” البيضاء” وفق سعر صرف المركزي في الأسواق.
هذا هو المنطق ..
الذي يحصل هو ” اللامنطق” عبر بيع هؤلاء التجار سلعهم للمواطن بسعر صرف السوق السوداء …
يبدو هنا أن وراء الكواليس أموراً لا يدركها ” العامة ” و تحتاج إلى متخصصين قادرين على اللعب و التلاعب في حلبة مصارعة مفتوحة مع الجهات المنفذة والمسهلة ….!!!
المحلات مغلقة … الكلّ ممتنع عن البيع … ينتظرون لوائح أسعار جديدة من مافيات السوق ….
ما الذي يحصل؟
إذاً القضية هنا أخطر من تعليمات و أبعد من رقابة أو عقوبة أو أداء ….
الخطر و متلازمة الحصار الظالم الذي فُرِضَا على الشعب السوري بهدف تجويعه عبر استهدافه بلقمة عيشه منذ عشر سنوات … تقوم ” ثلة” من تجار الدم بالاشتراك و التضامن و التكافل بطريقة أو بأخرى مع هؤلاء الأعداء الذين سرقوا نفطنا و حرقوا حقول قمحنا و غاباتنا …
المهم عند هؤلاء التجار ” بطونهم” و جيوبهم بغض النظر عن الوسيلة … عندهم دائماً منطق” الغاية تبرر الوسيلة ” …
أما عندما تجالسهم تجدهم بليغين و لسانهم ” طلق” بالتغني بالوطنية و حب الوطن و حرصهم على المصالحه …!!!!
(سيرياهوم نيوز-الثورة17-3-2021)