متلازمة القلب المنكسر حالة مَرَضية للقلب تحدث غالباً بسبب التعرض لمواقف مثيرة للتوتر ومشاعر شديدة الوطأة، والعواطف الكبيرة، مسببة ألماً مفاجئاً في الصدر، وأعراضاً تشبه أعراض الأزمة القلبية، ويمكن أن تحدث هذه الحالة أيضاً بسبب الإصابة بأمراض جسدية أو جراحات خطيرة. وتكون متلازمة القلب المنكسر مؤقتة عادةً. لكن قد يستمر الشعور بالإعياء بعد شفاء القلب لدى البعض.
بالنسبة للبعض فإن مقولة «قلبي مكسور» ليست مجرد تعبير مجازي عن شدة الحزن على فراق حبيب، بل قد يكون توصيفاً حقيقياً لما يشعرون به من جراء الإجهاد العاطفي أو المرور بمواقف عصيبة، وهي متلازمة علمية تسمى “متلازمة القلب المكسور” أو كما تعرف بالأوساط العلمية بـ «اعتلال تاكوتسوبو القلبي» (Takotsubo).
ويعتقد الأطباء، أن تدفق هرمون الأدرينالين، وغيره من هرمونات الإجهاد، قد يؤثر على جزء فقط من عضلة القلب، ما يعطِّل وظيفة الضخ الطبيعية للقلب مؤقتاً، بينما تستمر بقية أجزاء عضلة القلب بعملها الطبيعي أو قد تحدث انقباضات أكثر قوة.
ورغم أنه من غير الواضح بشكل كامل كيفية التأثير المحتمل لتلك الهرمونات على القلب، بحيث تغير شكل القلب ويصبح غير قادر على الضخ بكفاءة عالية. أو ما إذا كان ثمة شيء آخر مسؤول عن ذلك أم لا، لكن قد يحدث هذا الاعتلال نتيجة ضيق مؤقت في شرايين القلب سواء الكبيرة أو الصغيرة أيضاً، أو بسبب اختلاف بنية عضلة القلب نتيجة مشكلات وراثية.
وحسب شرح المواقع الطبية، فإنه عادة ما يسبق ظهور المتلازمة مواقف بدنية أو عاطفية شديدة، البدنية قد تشمل الخضوع لعمليات جراحية كبيرة أو حدوث كسر أو الإصابة بأمراض الربو وحتى كوفيد-19.
وقد تسببها بعض المواقف العاطفية، مثل الحزن الشديد على خبر وفاة أو أي شكل من أشكال الفقد، وشجون الحب، ، لكنها تحدث أيضاً بسبب أدوية معينة مثل التي تستخدم في علاج الأفعال التحسسية الشديدة أو نوبات الربو الشديدة أو القلق أو احتقان الأنف، والأدوية المخدرة مثل الميثامفيتامين.
ووفق موقع “ويب ميد” (Web MD) الطبي فإن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المكسور، ويكون الوضع خطيراً عندما تصاب به من هن فوق سن الـ 50، كما يزيد من عوامل خطورة هذه المتلازمة أن يكون الشخص يعاني من القلق المزمن أو الاكتئاب، أو إصابات بالرأس، أو اضطرابات ونوبات عصبية مثل الصرع.
وتؤكد المصادر العلمية أن متلازمة القلب المنكسر نادراً ما تؤدي إلى الوفاة، ومعظم من يصابون بها يتعافون بسرعة، لكن في بعض الحالات قد يحدث مضاعفات نادرة مثل: انخفاض ضغط الدم، تراكم السائل في الرئتين، عدم انتظام ضربات القلب، جلطات دموية في القلب.
ويحذرالأطباء مما يعرف بـ”متلازمة القلب المكسور” التي تؤدي للوفاة بسبب الحزن الشديد لأن الحزن بالفعل يتسبب فى انكسار القلب، ويمكن للشخص أن يموت مع أن قلبه سليم تماماً، وينصح الأطباء بالسيطرة على مسببات التوتر العاطفي والحزن الشديد للوقاية منها، مع ضرورة عمل فحوصات دورية أهمها رسم القلب العادي، اكتشاف الضغط ومتابعته، فحص السكر والكوليسترول وضبطهما، واجتناب التدخين والمخدرات والهرمونات والمسكنات ومتابعة مضاعفات ما بعد كورونا، والحفاظ على الوزن المثالي إلى جانب ممارسة رياضة المشي والتكيف مع ضغوط الحياة ونوائبها.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين