أشارت مصادر مطلعة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن بعض الخلافات بدأت تظهر على السطح وفي اطار منهجي حول الأولويات وتقنيات التصرّف بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وبين رئيس جهاز الاستخبارات وليام بيرنز.
ويبدو أن الصراع يؤشر على حالة تصدّع نادرة ومخفية حتى الآن داخل طاقم الإدارة الأمريكية وهو صراع تتجاهله الصحافة ووسائل الإعلام وفي حال تفاعله يمكنه أن يؤدي إلى الإطاحة برئيس جهاز الاستخبارات وليام بيرنز وهو سفير سابق ودبلوماسي عريق.
ويبدو أن الخلاف لا يتعلّق بوجهات نظر متباينة بين بيرنز وبلينكن فقط ولكن ينضم إليه لصالح بلينكن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
ولم يعد سرا في أوساط الحزب الديمقراطي إن جذب الخلاف الاساسي له علاقة بالملف الايراني لكنه يمتد الى ملفات اخرى مهمة من بينها الملف الروسي وايضا ملف الشرق الاوسط حيث بدأت اوساط سياسية وإعلامية تنتقد سياسات الوزير بلينكن وتقدم الادلة على عدم جدوى وانتاجية تمسكه بخيارات العقوبات الاقتصادية.
وينقل مقربون عن بيرنز أنه يقدم وطاقمه للرئيس بايدن تقريرا تلو الاخر يتضمن الادلة على ان العقوبات الاقتصادية على ايران لم تعد مجدية وأنها لم تكن مجدية اطلاقا على روسيا ايضا والتأشير على أن الادارة الامريكية ينبغي أن تسمح بقناة للاتصال مع الكرملين لمناقشة خيارات بعيدا عن التصعيد في اوكرانيا.
ويقترح بيرنز هنا التعامل مع الملف الروسي كما يتم التعامل مع الصيني بمعنى تبادل الرسائل والوسطاء احيانا ولو عبر قنوات خلفية في الظل او عبر طرف ثالث.
ودللت تقارير إعلامية مؤخرا على إن وجهة نظر بيرنز هي الأدق خصوصا في اظهار عدم انتاجية العقوبات على روسا فقد كان سعر الروبل للدولار قبل الحرب الاخيرة والعقوبات 73 روبيلا لكنه الان يقف منذ فترة عند 71.
وليس سرا على وسائل الإعلام الإمريكية أن رئيس الاستخبارات بيرنز يشكك في الاجتماعات بجدوى العقوبات على إيران وإدارة الملف الإيراني فيما يصنف الوزير بلينكن بأنه أكثر افراد الطاقم تأثيرا بالرئيس العجوز بايدن وسط تقارير استخبارية بدأت تعتبر الوضع الصحي للرئيس بايدن ينبغي أن يأخذ بالاعتبار الان عند صناعة القرار بما في ذلك مؤشرات ضعف الذاكرة والنسيان.
ويميل المستشار سوليفان الى بلينكن ايضا.
وينتج عن الصراع الملحوظ الان بين الخارجية والاستخبارات موقفين او تيارين لدى الادارة كلاهما مؤثر ولا يستطيع بايدن تجاهله.
بدأت ملامح الخلاف والصراع مؤخرا تظهر في الاستقطابات الإعلامية وفي الكثير من الاجتماعات وثمّة من يعتقد من نشطاء لحزب الديمقراطي اليوم بأن بلينكن وسوليفان يدبران لحسم الصراع والسعي لوجود وجهة نظر واحدة في الإدارة لا تملك الاستخبارات إعاقتها وفيها قدر اكبر من الانسجام وهي ترميزات تعني الإطاحة بوليام بيرنز إذا ما استمرّت الخلافات والاستقطابات على شكلها الحالي.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم