بعض الأطراف اللبنانية تسوق نظرية الاحتماء بالقرارات الدولية وتقول إن العودة الى القرار 1701 كافية لحماية لبنان، وهذا الكلام الذي لم يعُد ساذجاً بل صار خبيثاً، يريد تجاهل أن تنفيذ القرار طلب لبناني معلن، والحكومة تؤكد عليه يومياً ومدخله وقف النار. وقال حزب الله إنه لا يمانع الحراك الدبلوماسي الهادف إلى وقف النار ويتمّ البحث بعده بتطبيق التزامات لبنان والاحتلال التي يتضمنها القرار 1701.
هذا الكلام هو جزء من البيان الأميركي الفرنسي الموقع من الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون، وقد وقعته معهما دول غربية وعربية، وهو ليس طرحاً لبنانياً منفرداً، بل قبول بما طرحته واشنطن، وموقف حزب الله قبول بما طرحته الحكومة، فماذا علقت واشنطن؟
قالت واشنطن إن قبول حزب الله بوقف النار علامة ضعف، وكأنها غضبت من موقفه وأرادت استفزازه ليتراجع، والأرجح أنها فعلت ذلك تهرباً مما يلقيه عليها هذا القبول من مسؤولية لاعتبار مصدر التعطيل الوحيد لمبادرتها المشتركة مع فرنسا والمؤيدة غربياً وعربياً، هو تل أبيب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
عام 2006 كانت نبرة غونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في بدايات الحرب عالية وهي تقول لا تحلموا بوقف النار ما لم تحصلوا من حزب الله على الموافقة على إلقاء السلاح، وعندما تأكدت استحالة ذلك وامتدت الحرب الى حيث بدا جيش الاحتلال يفقد السيطرة، تقدمت أميركا وفرنسا بمشروع نشر قوات متعدّدة الجنسيات وفق الفصل السابع في الجنوب، ثم تدرجت مع رفض المقاومة للشروط نحو صيغة تمنح معها قوات اليونيفيل صلاحيات التفتيش والردع، وصولاً الى القبول بقوات اليونيفيل والجيش اللبناني مع التزام حزب الله بالامتناع عن الظهور المسلح عندما صارت تل أبيب عاجزة عن مواصلة الحرب، بعدما تلقى جيشها هزائم مدوّية في الميدان العسكري كان أهمها العجز عن التقدم البري ومجزرة الدبابات في سهل الخيام ووادي الحجير.
متى يتخذ مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف النار؟ الجواب عندما تريد واشنطن، التي لن تتأخر عن استخدام الفيتو ما دام الكيان قادراً على مواصلة الحرب ويرى أنه قادر على تحمل أكلافها؟ وعندما يحدث العكس سوف نرى واشنطن تبادر إلى تقديم مشروع لوقف النار.
التعليق السياسي
سيرياهوم نيوز١_البناء