يوسف فارس
يحافظ جيش الاحتلال على مستوى مدروس وبطيء ودامٍ من عملياته العسكرية في قطاع غزة. ويُعدّ النسق الذي سُجّل خلال اليومين الماضيين، مشابهاً لما استأنف به العدو حرب الإبادة، إذ تشنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية العشرات من الغارات في مناطق القطاع كافة، مستهدفةً منازل الآمنين وخيامهم. وقصف العدو، ليل الأربعاء – الخميس، منزلاً لعائلة الغرباوي في شارع أحمد ياسين في حي الصفطاوي شمال مدينة غزة، ما أدّى إلى استشهاد 7 مواطنين هم ربّ الأسرة والأطفال جميعهم.
وفي منطقة سكنة فدعوس شمال مدينة بيت لاهيا، ارتكب جيش الاحتلال جريمة بحق عائلة البلي، حيث أغارت الطائرات الحربية على منزل مكتظّ بالنازحين من العائلة، ما أدّى إلى استشهاد العشرات من المواطنين؛ وحينما حاولت والدة بعض المصابين إسعافهم مع بعض أحفادها، كرّرت المدفعية قصف المنزل، ما أدّى إلى استشهاد الأم و20 من أبنائها وأبنائهم. كما لم تتوقّف وسائط المدفعية عن دكّ المناطق الشرقية لمخيم جباليا، في حين شهدت المناطق الشمالية لمدينة بيت لاهيا وتحديداً قرية أم النصر التي توغّل فيها العدو برياً، عمليات نسف وتدمير كبرى للمنازل والمربّعات السكنية.
تتواصل تهديدات الاحتلال بالانتقال إلى مرحلة أكثر شراسة وعدوانية من القتال
وإذ عاش أهالي شمال القطاع ليلة جديدة شديدة القسوة، تجمّع فيها النسف والقصف المدفعي والتحليق المكثّف لطائرات «الكوادكابتر»، تشهد المناطق الشمالية لمدينة بيت لاهيا والمناطق الجنوبية لحي الزيتون والشرقية لحيّي التفاح والشجاعية، زخماً ميدانياً كبيراً، حيث انتهج جيش الاحتلال أخيراً أسلوب تحذير مربعات سكنية بأكملها، لاستهداف أحد المنازل، وهو ما يتسبّب بموجات نزوح وحالة مستمرة من التنقل وعدم الاستقرار.
أما في جنوب القطاع، وتحديداً مدينة رفح التي يواصل العدو حصار حي تل السلطان فيها، فقد كشفت طواقم الدفاع المدني التي تمكّنت، أمس، من دخول منطقة البركسات، عن جريمة بحق 14 عنصراً من عناصر الدفاع المدني وجمعية الهلال الأحمر، كانوا قد حوصروا في المكان. ووفقاً لما أُبلغ به جهاز الدفاع المدني، فقد تمّ العثور على جثمان أحد المسعفين، فيما يُرجّح أن بقية زملائه تمّ إعدامهم وإخفاء جثامينهم، قبل أن يحرق جيش الاحتلال العشرات من سيارات الإسعاف ويدمّر كل المقدّرات الإغاثية في المكان.
وتراوِح خريطة التوغّل البري، منذ استئناف القتال، في حدود المنطقة العازلة في مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجنوب حي الزيتون ومحور «نتساريم»، بالإضافة إلى المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، حيث لم يبدأ العدو حتى اللحظة عمليات توغّل عميقة إلى وسط الأحياء المأهولة، سوى في رفح، فيما تتواصل تهديداته بالانتقال إلى مرحلة أكثر شراسة وعدوانية، تتضمّن السيطرة العسكرية والأمنية على مناطق القطاع كافة، وهو ما لا يعكسه حتى اللحظة مستوى التعبئة الميدانية والحشود العسكرية.
أما على الصعيد الإنساني، فقد دخلت مناطق غزة كافة في موجة حادّة من نقص المواد الغذائية، وسط تحذيرات أممية من أن كمية الغذاء المتبقّية في القطاع ستنفد في غضون بضعة أيام
أخبار سوريا الوطن١ الأخبار