مجازر في بعلبك والقصف التدميري يطاول مناطق «خارج» الضاحية: المقاومة تتصدّى براً وتواصل قصف العمق

فيما يحاول العدو توسيع عمليته البرية، صعّد من هجماته التدميرية ضد الأهداف المدنية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، فارتكب مجزرتين في بعلبك مساء أمس راح ضحيتهما 20 شهيداً، ووسّع دائرة استهدافاته في الضاحية الجنوبية لتشمل مناطق مكتظّة بقيت حتى الأمس خارج دائرة الاستهداف، وتُعدّ «خارج» الضاحية، كما في الشياح، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة من هذه المناطق.

وبعدما أعلن العدو قبل 48 ساعة بدء توسيع عمليّته البرية في منطقة بنت جبيل، يبدو أنه أضاف محور هجوم جديداً، بعد مقتل ضابط وخمسة جنود من لواء «غولاني» في منطقة مربّع التحرير (بنت جبيل – عيناثا – عيترون – مارون الرأس)، عند مشارف بلدة عيناثا. فقد حرّك العدو أمس عملياته في نطاق عمل «الفرقة 146»، من الناقورة إلى عيتا الشعب، واندلعت منذ الخامسة فجراً مواجهات على محور شمع – الضهيرة. وكانت قوة معادية تسلّلت من وادي البطيشية وجمجيم، بين بلدتي الضهيرة وطيرحرفا، ووصلت إلى تلّة مقام النبي شمعون الصفا في بلدة شمع، ومقرّ القطاع الغربي في قوات «اليونيفل» الواقع عند أطراف البلدة الغربية. واستمرّت الاشتباكات الضارية على محور شمع – طيرحرفا حتى أولى ساعات ليل أمس، ما أجبر الجنود داخل مقرّ القطاع الغربي، ومقرّ الوحدة الصينية المقابل، على التزام الملاجئ. ويسعى العدو إلى السيطرة على تلال شمع وطيرحرفا والبياضة واللبونة والقوزح، والتي تشرف على الساحل الجنوبي وبلدات صور وبعض بلدات بنت جبيل، وصولاً إلى جبل بلاط. وبالتزامن مع الاشتباكات، نفّذ العدو غارات مكثّفة وقصفاً مدفعياً بالقذائف الفوسفورية على بلدات الجبّين وشيحين ومجدل زون وطيرحرفا.

إلى ذلك، سحب العدو – عملياً – «الفرقة 210» من القتال المباشر، وعلّق عمليّاتها الهجومية، ونقلها إلى وضعية التأمين، وهي المسؤولة عن المنطقة الواقعة بين الغجر وشبعا. ويُظهر هذا التغيير في انتشار القوات نية العدو تضييق الجبهة، وحصر القتال حالياً في أقلّ من 120 كيلومتراً من الحدود. فبعدما كانت العملية البرية ممتدّة من أطراف شبعا الشمالية إلى الناقورة، أصبحت حالياً محصورة بين كفركلا والناقورة. أما بالنسبة إلى «الفرقة 91» العاملة في اتجاه حولا ومركبا وميس الجبل وبليدا، فإن ثمة ترجيحات بأن يزجّ العدو بمزيد من قواته في هذا الاتجاه في المرحلة المقبلة، في محاولة للسيطرة على مرتفعات المنطقة والتقدّم باتجاه الطيبة. وبناءً على ذلك، ثمّة اتجاها تقدّم يفعّلهما العدو بقوة حالياً، هما:

– منطقة بنت جبيل، تحت مسؤولية «الفرقة 36»، والتي تبدو الآن محور الهجوم الرئيسي.

– منطقة الناقورة إلى عيتا الشعب، تحت مسؤولية «الفرقة 146»، وهي محور هجوم فعّال حالياً.

لدى العدو اتجاهان هجوميان أساسيان، الأول في منطقة بنت جبيل والثاني في منطقة الناقورة

ومن الواضح أن جيش العدو يبدي حذراً شديداً حيال التورّط في عمليات هجومية كبيرة تتطلّب أعداداً كبيرة من القوات، ويعمد إلى تكتيكات عمل تعتمد على البطء في التقدم وتجنّب الاحتكاك بالمقاومين قدر الإمكان لتفادي وقوع الخسائر. ورغم ذلك، بدأت التعليقات الإسرائيلية بالخروج إلى الواجهة، حول ضرورة عدم تورّط الجيش الإسرائيلي في وحول لبنان وحرب استنزاف لا تنتهي. واعتبرت هيئة البثّ الرسمية، أن «الجيش يقول إن هدف توسيع العملية البرية في لبنان هو إزالة التهديد عن سكان الشمال، وهذا غريب جداً، لأنه قبل أسبوعين قالوا إن التهديد أزيل والمهمة اكتملت». فيما رأى مراسل صحيفة «معاريف»، ألون بن ديفيد، أنه «هذا الأسبوع، تم جر الجيش الإسرائيلي إلى توسيع المناورة إلى الخط الثاني من القرى جنوب لبنان، وهذا يكلّفنا ثمناً باهظاً بالفعل».

وواصلت المقاومة أمس استهداف العمق الإسرائيلي، فقصفت للمرّة الأولى قاعدة «تل حاييم» (تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية)، التي تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 120 كلم، في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة. وشنّت هجوماً جوياً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة «إلياكيم» (تضم معسكرات تدريب تتبع لقيادة المنطقة الشماليّة) التي تبعد عن الحدود 50 كلم، جنوبي مدينة حيفا المُحتلّة، وأصابت أهدافها بدقّة، وأعلن العدو إصابة جنديين. واستهدفت المقاومة قواعد عسكرية في محيط حيفا ونهاريا، وتحشّدات العدو في المستوطنات الحدودية. وأسقطت مُسيّرة من نوع «هرمز 450» في أجواء القطاع الشرقي بصاروخ أرض – جو.

في المقابل، شنّ العدو أكثر من 10 غارات جوية عنيفة على الضاحية الجنوبية، ليل الأربعاء – الخميس، وطوال يوم أمس، استهدفت عدداً من المباني المدنية في حارة حريك وبرج البراجنة والغبيري والشياح والشويفات. وكثّف مساء من اعتداءاته على قرى وبلدات البقاع، مخلّفاً عدداً من الشهداء والجرحى. واستُشهد 12 عنصراً من الدفاع المدني إثر غارة إسرائيلية على مركزهم في محيط مدينة بعلبك. كما استهدف العدو حي الشعب في المدينة نفسها، ما أدى إلى سقوط 8 شهداء من بينهم خمس نساء. وشنّت طائرات العدو غارة على أعالي شتورة سُمع صداها في البقاع الأوسط. وفي النبطية، بعد عدة غارات شنها العدو خلال النهار على المدينة، استهدف بغارة جديدة مساء، مجمّعاً تجارياً وسط المدينة. وفي عربصاليم، استهدفت غارة معادية نقطة مستحدثة لجمعية الهيئة الصحية – الدفاع المدني، ما أدى إلى سقوط 6 شهداء من بينهم أربعة مسعفين.

سيرياهوم نيوز١_الاخبار