حديث المجالس السياسية وسط الأحزاب التركية وبعض نخب الشارع وحتى عبر بعض شبكات الفضائيات والتلفزيونات مُنصب هذه الأيام على الدراسات الإستطلاعية التي تظهر نموا مرصودا وملحوظا في شعبية الرئيس رجب طيب أردوغان بعد رعايته الكبيرة للتحوّل الأخير في سورية
والسبب حصريا حسب الخبراء هو أن الدور التركي في التخلص من النظام السوري السابق يقدم مساهمتين أساسيتين تصبّان في خانة تقليص هوامش المناورة امام الملاحظات التي تطرحها المعارضة التركية على حكم حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان وفي ملفين يعتبران أساسيان للمزاج التركي العام.
وهما ملف عودة اللاجئين السوريين والذين بدأ الآلاف منهم يعودون بصورة جماعية إلى بلادهم خصوصا الفقراء والمهمشين منهم.
وملف الوضع الاقتصادي الذي يمكن أن يتنشط في تركيا جراء المشاركة التي تضمنها الذراع الامنية والعسكرية التركية للشركات والقطاعات التركية في إعادة إعمار سورية أو إعادة تأهيل الموانئ البحرية والجوية والطرق والسكك الحديد وعمليات التصدير والاستيراد والتجارة.
تشهد المناطق التركية الحدودية عمليات واسعة في استئجار مخازن لان سوريا وفقا لتقدير كل المؤسسات تحتاج إلى كل أصناف وانواع السلع والمنتجات والخدمات خلال العشر سنوات القادمة.
ولأن الخطط التي بدأ المجتمع الإقليمي والدولي يرعاها تحت عنوان إعادة تأهيل المؤسسات السورية بدأت تجذب الأضواء بالنسبة للفاعلين في القطاعات الخاصة بالشركات العابرة التركية خصوصا في مجال التخطيط العمراني وإعادة البناء والصيانة والطاقة وتأهيل شبكات المياه وكذلك شركات المقاولات المختصّة بالجسور والأنفاق وتجديد الطرق والبنية التحتية.
وهذا يعني سياسيا أن ما حصل في سورية تلمّس المراقبون والخبراء تأثيرا مباشرا له رفع من شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو أمر قد يخضع للتكييش السياسي لاحقا في حال تطورت المعطيات ونجحت المغامرات التركية هنا بطريقة فاعلة.
والاعتقاد سائد أن الرئيس أردوغان أحبط الكثير من مساعي خصومه السياسيين في احزاب المعارضة والذين تفوق عليهم بانتخابات الرئاسية الاخيرة بنسبة 2% فقط عندما قدّم مساهمات فعالة في رعاية التحول والمتغير الذي حصل في سوريا حيث ارتفعت الآمال بالتنشيط الاقتصادي وحيث بدأ ان الرئيس أردوغان أشرف عبر نخبة من كبار المسؤولين والمستشارين معه شخصيا على عملية إعادة إنتاج ظروف موضوعية تسمح بعودة اللاجئين حيث أن موضوع المكون السوري في المسار التركي وداخل تركيا كان بمثابة جرس الإنذار الأول الذي تقرعه المعارضة في كل الأحوال ضد خطط الرئيس التركي أردوغان.
ونتيجة ذلك ندرة النقاشات التي تظهر إعلاميا بصيغة نقدية ضد الرئيس أردوغان ورهانات اقتصادية من كل الأصناف خلافا لسعي مختلفين سابقين مع أردوغان لمُصالحته وإرسال رسائل ودية له بسبب التحوّل السوري.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم