مجلة أمريكية: روسيا نجحت بإنشاء عالم بديل لا مكان فيه للدولار

أكدت مجلة أميركان ثينكر الأمريكية أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بذريعة الأزمة في أوكرانيا لن تؤثر بشكل كبير على موسكو ولن تتمكن من عزلها عن العالم مشيرة إلى أن موسكو نجحت في إنشاء عالم بديل حيث لا سلطة للدولار الأمريكي ولا قدرة للولايات المتحدة بفرض إملاءاتها على الآخرين.

وأوضحت المجلة في تحليل أعده الكاتب روبرت لوبيز أن روسيا كانت على استعداد لقطع العلاقات مع الغرب حتى قبل بداية القرن الحادي والعشرين وبدأت بكل دقة وعناية بإنشاء فضاء بديل لا يلعب فيه الدولار الأمريكي دوراً مهيمنا وتكون فيه الدول قادرة على الانخراط في علاقات دولية فعالة على أساس المساواة دون العبء الممل الناجم عن الاستعمار الأوروبي بعد عصر النهضة.

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا استثمرت الوقت والمال لبناء نظام دعم عالمي في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في وقت كان الغرب فيه لا يولى أدنى اهتمام لهذا الأمر لافتة إلى استثمار موسكو في مراكز إقليمية رئيسية في البرازيل وجنوب أفريقيا والصين والهند والعلاقات الجيدة التي تربطها بهذه الدول ما سمح بشكل غير مباشر بربط الاقتصادات الرئيسة في تحالف قوي بما يكفي لتحدي الغرب المرتبط بالدولار.

وفي هذا السياق أوضحت أنه ” في الوقت الذي تعاملت فيه الولايات المتحدة مع العالم النامي على أنه عالم يوحي بالتعاطف إلا أنه مختلف تماماً ويبدو أن روسيا نجحت في بناء علاقة معه على قدم المساواة وربما هذا هو السبب في أن تصوير العالم الناطق باللغة الإنكليزية لروسيا كمعتدية ليس له تأثير واسع النطاق فكل المنظمات التي طردت منها تسببت فقط في إثارة الغضب في دول العالم الثالث وساهمت في ظهور تكتلات مثل “بريك” سابقا الذي تحول فيما بعد إلى بريكس”.

وأشارت المجلة إلى أن دول البريكس ستدعم بدورها أربعة اقتصادات ناشئة أخرى هي المكسيك وإندونيسيا ونيجيريا وتركيا وبهذا تكون روسيا وفقاً للمجلة أعدت الأرضية بحكمة شديدة بحيث لا تتعثر علاقاتها مع العالم النامي في حالة انقطاع العلاقات مع الغرب.

وكانت الصين أعلنت الشهر الماضي أنها لا تستبعد استخدام الروبل واليوان في تعاملاتها في مجال موارد الطاقة مع روسيا بدلاً من الدولار الأمريكي.

يذكر أن واشنطن ودولا غربية حليفة لها فرضت عقوبات على روسيا بسبب عمليتها العسكرية الخاصة لنزع السلاح والقضاء على النازية في أوكرانيا وقد أثرت القيود الجديدة على سلاسل التوريد في أنحاء العالم لتظهر مشكلات اقتصادية كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا