قالت مجلة يمينية إسرائيلية، الجمعة، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار مع جماعة “أنصار الله” جاء لتجنب التورط العميق في الساحة اليمنية، حتى لو كان ذلك على حساب أمن حليفته إسرائيل.
وقالت مجلة “إيبوك” (خاصة): “قدرت مصادر أمنية إسرائيلية أن قرار الرئيس الأمريكي المفاجئ بوقف الهجمات الأمريكية على أنصار الله في اليمن هو محاولة لتجنب التورط العميق في الساحة اليمنية، حتى لو أدى ذلك إلى الإضرار بمصداقيته في نظر إسرائيل وحلفاء آخرين في المنطقة”.
ونقلت المجلة عن مصادر أمنية إسرائيلية (لم تسمّها) قولها إن هذا القرار يجسد المبدأ الذي يوجه السياسة الخارجية لترامب الرامية إلى تحقيق الحد الأدنى من التعقيدات، والحد الأقصى من الفوائد المباشرة للولايات المتحدة الأمريكية.
ولفتت إلى أن “إعلان ترامب المفاجئ جاء في توقيت سيئ بالنسبة لإسرائيل، مباشرة بعد إطلاق الحوثيين للصاروخ على مطار بن غوريون”.
وقالت: “قوبلت هذه الخطوة بالدهشة في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، واعتبرها كثيرون بمثابة محاولة من جانب ترامب للخروج من الصراع في البحر الأحمر، حتى لو كان ذلك على حساب أمن حليفته إسرائيل”.
وأضافت: “زعم ترامب أن الحوثيين أبدوا استعدادهم لوقف القتال، لكن مصادر سياسية في إسرائيل تلقت تقييمات من واشنطن تفيد بأن هذا خروج استراتيجي من المستنقع اليمني، خاصة قبل زيارة ترامب المتوقعة إلى دول الخليج”.
وتابعت: “وبحسب مصادر سياسية فإن هذا الحدث يوضح مبدأ أميركا أولا بشكل متطرف، حيث تهتم الولايات المتحدة بمصالحها أولا، حتى لو أضر ذلك بإسرائيل، حليفتها”.
ولفتت إلى أن “الحوثيين أوضحوا أن وقف هجماتهم يقتصر على الهجمات على السفن الأمريكية، وليس على إسرائيل، وأنهم سيواصلون عملياتهم حتى انتهاء القتال في غزة”.
وقالت: “وتقدر مصادر أمنية إسرائيلية أن هذه خطوة مؤقتة، تهدف إلى تخفيف التوترات قبل لقاءات ترامب مع زعماء السعودية والإمارات وقطر، وربما أيضا استعدادا لاستئناف المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي”.
واستطردت: “من الممكن أيضاً أن يكون ترامب يفي بوعده الانتخابي بعدم خوض حروب إضافية، في حين يحاول خلق انطباع خاطئ في عيون الأمريكيين بأنه هزم الحوثيين، حتى لو كان ذلك انتصاراً وهمياً، حيث حرص ترامب على التأكيد في إعلانه عن وقف إطلاق النار مع الحوثيين على أنهم استسلموا”.
واعتبرت المجلة أنه “بالنسبة لإسرائيل، فإن هذا يشكل ضربة قاسية، إذ قد تجد نفسها الآن تواجه الحوثيين في اليمن وحدها، دون دعم أمريكي”.
وأشارت إلى أنه “بحسب تقديرات مصادر أمنية، فإن قرار ترامب ينبع أيضاً من سلسلة من التحديات التكتيكية والاستراتيجية التي جعلت من استمرار التدخل العسكري الأمريكي في اليمن عبئاً”.
وقالت: “أولا، أدركت الولايات المتحدة أن القصف لم يكسر القوة العسكرية أو الإرادة السياسية للنظام في صنعاء، وثانيا، الفشل في تشكيل تحالف عربي لغزو بري حيث رفضت مصر والسعودية والإمارات الانضمام إلى الخطوة الأمريكية التي تخدم مصالح إسرائيل بالمقام الأول”.
وأضافت: “ثالثا، إن الدعم الذي حصلوا (الحوثيين) عليه بمساعدة غزة أعطى تنظيم الحوثيين “أنصار الله” شرعية إقليمية، وجعله رمزاً للوقوف في وجه الغرب وإسرائيل”.
وتابعت: “رابعا، تمكنت اليمن من إسقاط 22 طائرة مسيرة متطورة من طراز MQ-9، والتسبب في خسارة ثلاث طائرات، وتسود مخاوف بين القيادة الأمريكية من تعرض حاملة طائرات لضربة مباشرة، وهو السيناريو الذي من شأنه أن يعتبر “عاراً أبدياً” للبحرية الأمريكية”.
وأردفت: “خامسا، لقد أصبحت عمليات قصف المدنيين في اليمن أداة في أيدي المعارضين السياسيين لترامب”.
واختتمت بالقول: “في ظل الوضع الذي نشأ، يواجه ترامب خيارين صعبين: إما التصعيد الذي قد يشمل غزوا بريا مكلفا وخطيرا، أو استمرار الضربات الجوية التي أثبتت عدم جدواها. وخوفا من التورط العميق في الوحل اليمني، اختار خيارا ثالثا وهو الانسحاب من الصراع، دون إنهاءه”.
ومساء الثلاثاء، أعلنت سلطنة عمان نجاح وساطة قادتها بين واشنطن وجماعة أنصارالله، أفضت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
وجاء الإعلان العُماني بعد ساعات من تصريح للرئيس الأمريكي، أكد فيه التوصل إلى اتفاق هدنة مع الحوثيين بوساطة مسقط، يتضمن وقف الجماعة هجماتها على السفن الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مقابل إنهاء الحملة الجوية الأمريكية ضد مواقعها في اليمن.
في المقابل، أوضحت جماعة أنصار الله أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل، وأن عملياتها ضدها ستستمر دعما لغزة حتى وقف ما تصفه بـ”الإبادة الإسرائيلية” بحق المدنيين الفلسطينيين.
ومنذ منتصف مارس/ آذار، يتعرض اليمن لقصف أمريكي مكثف، شمل أكثر من 1300 غارة وقصف بحري، وأسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، بحسب ما أفادت به الجماعة.
فيما استأنف الحوثيون استهداف مواقع داخل إسرائيل وسفن متجهة إليها عبر البحر الأحمر، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس الماضي، حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
اخبار سورية الوطن 2ـوكالات _راي اليوم