نشرت مجلة “نيو ستيتسمان” البريطانية، مقالاً قالت فيه إن وضع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، كوسيط في الحرب، هو رمز لكيفية عدم اختيار بعض أكبر دول العالم الإنحياز لأي جانب.
وذكرت المجلة إن البرازيل استقبلت، أمس الاثنين، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في برازيليا، وعقد اجتماعات مع نظيره البرازيلي ماورو فييرا. وهذه الزيارة هي الأحدث في سلسلة من المبادرات الدبلوماسية، التي قام بها “لولا” دا تجاه روسيا في الأسابيع الأخيرة، مما أثار غضب الدول الغربية.
وبحسب المجلة فمنذ أن تولى “لولا” منصبه في كانون الثاني/يناير، وضع البرازيل بشكلٍ متزايد كوسيط محتمل بين روسيا وأوكرانيا.
“الرئيس بوتين لا يتخذ أي مبادرات لوقف الحرب”، قال لولا للصحفيين في أبو ظبي في 16 نيسان/أبريل بعد زيارة دولتي الصين والإمارات، وأضاف: “زيلينسكي من أوكرانيا لا يتخذ أي مبادرات لوقف الحرب”.
وفي اليوم السابق، في بكين، قال “لولا” أيضاً إنّ الولايات المتحدة “بحاجة إلى التوقف عن تشجيع الحرب” من خلال توفير الأسلحة لأوكرانيا.
وفي عهد “لولا” وسلفه جايير بولسونارو، لم تتبع البرازيل الدول الغربية في فرض عقوبات على روسيا. كما رفضت تزويد أوكرانيا بالذخيرة أو الأسلحة.
ويعزى موقف البرازيل جزئياً إلى اعتمادها السياسة الواقعية – أكبر شريك تجاري للبرازيل هو حليف روسيا، الصين – ولكن أيضاً الأيديولوجيا.
كذلكن، فإن “لولا” منتقد طويل الأمد للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وسعى كثيراً إلى تشجيع تطوير نظام عالمي “متعدد الأقطاب” يكون فيه لأميركا تأثير جيوسياسي أقل. ويعود هذا الشك جزئياً إلى تاريخ الولايات المتحدة في التدخل في شؤون أميركا اللاتينية، بما في ذلك البرازيل، وفق المجلة.
كذلك، اعتبرت المجلة أن موقف البرازيل هو رمز لاتجاه أوسع، في حين أن عدداً قليلاً من الدول، مثل سوريا وبيلاروسيا، تقف علناً إلى جانب روسيا، فإن العديد من الدول الأخرى متناقضة بشأن تأييد رواية الغرب عن أوكرانيا وتتبنى الحياد رسمياً. وتشمل هذه بعض أكبر دول العالم، بما في ذلك الهند والبرازيل.
وذكرت المجلة في ختام مقالها أن الوثائق التي تم تسريبها في وقت سابق من هذا العام، تشير إلى أنه حتى حلفاء الولايات المتحدة المقربين مثل كوريا الجنوبية كانوا مترددين في تسليح أوكرانيا.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين